تعتبر ولادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مناسبةً تاريخيةً لا تُنسى، حيث لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت انطلاقة لرحلة عظيمة تهدف إلى نشر العدل والسلام وتعزيز دين الحق. وتمثل ولادته لحظة تجلت فيها معجزات الله، وفي هذا المقال، نستعرض أبرز المعلومات حول النبي الكريم.
من أبرز معالم حياة النبي -عليه الصلاة والسلام- هو مولده في مكة المكرمة، حيث وُلِدَ في منطقة شعب بني هاشم. وقد أثبتت الأحاديث الشريفة يوم ميلاده الذي يتوافق مع يوم الاثنين، حيث قال: “… وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ” (المصدر: صحيح مسلم).
وقعت أحداث مولده في ضوء الفجر عندما كانت الشمس تُشرق، مما يثير الاحتمال بأن ولادته كانت في هذا الوقت. على الرغم من أن والدته ذكرت أنها رأت النجوم أثناء تلك اللحظة، فقد يكون المخاض قد بدأ لها في الليل وولدت عند فجر اليوم التالي، مما يوضح ظهور النجوم. ويعتقد بالإجماع أن ولادته كانت في شهر ربيع الأول.
يتفق معظم المؤرخين على أن يوم ولادة النبي -عليه الصلاة والسلام- كان في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وهو ما أوضحه عدد من العلماء مثل ابن إسحاق وابن عباس. ويعتبر تاريخ ولادته حدثًا بارزًا يتوافق مع عام الفيل، حيث ذكر قيس بن مخرمة: “وُلِدْتُ أنا والنَّبيُّ عامَ الفيلِ.” وتشير بعض الدراسات التاريخية إلى توافق العلماء على هذا التاريخ.
تصف السيدة آمنة بنت وهب، والدة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حملها به بأنه كان خفيفاً، حيث لم تواجه أية مشقة أثناء الولادة. وعندما خرج النبي من بطنها، وقع على الأرض وهو يساند يديه، وبدأ يظهر منه نور بعد خروجه، وقد تناولت بعض النساء اللواتي شهدن ولادته مثل الشفاء بنت عمرو وأم أيمن بركة الحبشية وفاطمة بنت عبد الله، هذه الأحداث.
بعد ولادة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- أرسلت آمنة بنت وهب خبر ميلاده إلى جده عبد المطلب، الذي عبر عن فرحته الشديدة بالخبر، حيث حمل النبي الصغير بين ذراعيه ودخل به إلى الكعبة ويقال إنه استهل فرحته بأشعار.
قام بذبح كبش عظيم وأطلق عليه اسم “محمد”، ولم يكن جده الوحيد من فرح بميلاده، فقد فرح أيضاً أعمامه، حتى إن أبا لهب أعتق الجارية التي بشّرته بميلاد النبي، وتُعَدّ ثويبة المرضعة الأولى للنبي.
تُعتبر أخلاق النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – مثالاً يحتذى به في العالمين، حيث يمتاز بالرحمة والصدق والعدل. وفيما يلي أبرز صفات أخلاقه:
لقد وُلِدَ النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – في لحظة تاريخية مشهودة مليئة بالرحمة والنور، حيث أضاءت الأرض بمجيئه. لم تكن ولادته مجرد حدث عابر ، بل كانت بداية لمشروع إنساني متميز، يحمل في طياته الأمل والهداية للبشرية.
أحدث التعليقات