تُوضع اليدان أثناء تأدية الصلاة بحيث تكون اليد اليمنى فوق اليد اليسرى. وينقل عن ابن المنذر أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يضع يده اليسرى تحت اليمنى أثناء الصلاة، وهذا قول جموع الأئمة مثل الشافعي، ومالك، وأحمد، وأبو حنيفة. فقد ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: “كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة”. كما أشار بعض العلماء إلى مشروعية إفراد اليدين في الصلاة، وقد نقله الترمذي وابن المنذر وآخرون. وقد وُجد أن الحنفية والحنبلية يرون وضع اليدين تحت السُرة، بينما يرى الشافعية احتفاظها تحت الصدر وفوق السرة. ويذهب بعض العلماء إلى وضعها على الصدر، كما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: “صلّيت مع النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره”.
يُستحب رفع اليدين في الصلاة في عدة مواقع وهي:
فيما يتعلق برفع اليدين عند الركوع أو عند الرفع منه، أو عند القيام للركعة الثالثة، ذهب الشافعية والحنبلية إلى أنه من المستحب فعله، إذ يعتبر من سنن الصلاة طبقاً لما فعله النبي -عليه الصلاة والسلام-: “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام في الصلاة رفع يديه حتى تكونا حذو منكبيه، وكان يفعل ذلك عند تكبيره للركوع وعند رفع رأسه من الركوع”. ويرى الشافعية أن رفع اليدين عند القيام للركعة الثالثة جائز، بينما يرى الحنفية والمالكية أنه لا يُعتبر من السنة رفع اليدين إلا عند تكبيرة الإحرام.
يمكن للمسلم رفع يديه في الصلاة حتى لو كان جالساً أو مضطجعاً، والأفضل أن تكون اليدين مرفوعتين عند النطق بالهمزة في تكبيرة الإحرام. ومن المستحب كشف كفي الرجال، في حين يُفضل سترهما للنساء، مع توجيه باطن الكفين نحو القبلة، وتفريع الأصابع بشكل بسيط. يجب أن تكون رؤوس أصابع الإبهام محاذية لشحمة أذن المصلي، وبقية رؤوس الأصابع فوق أذنه ومنكبيه، وتكون باقي مواضع رفع اليدين بنفس الهيئة أيضاً.
يتحقق الركوع بوضع اليدين على الركبتين مع التفريق بين الأصابع، بحيث تُوجه اليدين نحو القبلة. أما عند السجود، توضع الركبتان على الأرض أولاً ثم اليدان، مع الحرص على إبعاد البطن عن الفخذين والتفريق بين الفخذين والساقين. كما يجب وضع اليدين بموازاة المنكبين أو الأذنين. وعند القيام من الركوع، يُرفع اليدين قبل الركبتين. وذكر ابن قدامة في كتابه “المغني” أن من المستحب في السجود وضع راحة اليدين على الأرض مع ضم الأصابع، مستقبلاً القبلة، ومحاذياً بهم منكبيه. يُعتبر الأكمل في السجود وضع الكفين والأصابع على الأرض مع رفع المرفقين.
يذهب أغلب الفقهاء، بما في ذلك الشافعية، والحنفية، والمالكية، إلى أن وضع اليد اليمنى على اليسرى أثناء الاعتدال من الركوع ليس من السنن، حيث لا يوجد دليل على ذلك من أحاديث الصلاة، ولم يُنقل عن السلف. والأصل في وضع اليدين أثناء الصلاة هو الإرسال، ولا يُعدل عن ذلك إلا بدليل. ولكن في حال دعاء القنوت، يُستحب رفع اليدين إلى السماء وهما مكشوفتين.
يتفق الفقهاء على وضع اليدين على الفخذين أثناء الجلوس للتشهد، بحيث تُبسط اليد اليسرى مع ضم الأصابع، وتكون موازية لبداية الركبة، مع قبض اليد اليمنى باستثناء السبابة التي تظل ممدودة في بداية التشهد. يُستحب رفع السبابة عند قوله: “إلا الله”، ويُفضل أن تبقى مرفوعة حتى نهاية الصلاة دون تحريكها.
أحدث التعليقات