كيفية تحديد القِبلة باستخدام البوصلة

يعتبر تحديد اتجاه مكة المكرمة أمرًا بالغ الأهمية للمسلمين، حيث تمثل القبلة التي يوجهون أنفسهم إليها أثناء الصلاة. يختلف اتجاه القبلة من موقع إلى آخر، وتعتبر البوصلة واحدة من أكثر الطرق دقةً وأمانًا لتحديد هذا الاتجاه. يمكن استخدام البوصلة في أي مكان، بما في ذلك المنزل. فيما يلي خطوات استخدام البوصلة لتحديد القبلة:

• يجب أولاً معرفة موقع مكة المكرمة بالنسبة للمكان الذي يرغب الشخص في تحديد القبلة فيه، وذلك بإن كان موقع مكة شمالاً، شرقًا، جنوبًا أو غربًا عن ذلك المكان.
• تُوضع البوصلة بشكل مسطح في اليد، مع الحرص على تثبيتها لتجنب الحركة، مما يتيح لها الاستقرار على الاتجاهات الأربعة، وبعد ذلك يتم تحديد القبلة بناءً على الاتجاه الذي تتواجد فيه مكة. على سبيل المثال، إذا كانت مكة تقع شمال الموقع، فسيكون اتجاه القبلة هو الاتجاه الذي يشير إليه الشمال في البوصلة.

طرق بديلة لتحديد القِبلة

عند الإقامة في مكة المكرمة

يمكن للمقيمين في مكة المكرمة أو المصلين في تلك المنطقة بسهولة تحديد اتجاه القبلة من خلال الخطوات التالية:

• يقف الشخص في موقع يمكنه من رؤية الكعبة الشريفة بوضوح، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، فيمكنه الوقوف في مكان مرتفع لرؤيتها.
• يتجه الشخص بصدره نحو الكعبة ويمد نظره، مما يحدد القبلة كخط الرؤية له، أي الخط الأفقي الذي يتقاطع مع الخط العمودي الممتد من الكعبة.

عند الإقامة في المدينة المنورة

يمكن للمقيمين في المدينة المنورة تحديد اتجاه القبلة من خلال معرفة موقع مكة المكرمة بالنسبة للمدينة، حيث تبعد المدينة عن مكة بحوالي 321 كيلومتراً إلى الشمال، مما يتطلب من الشخص تحديد اتجاه الجنوب باستخدام أي وسيلة مثل البوصلة. وبذلك، يمكن تحديد القبلة لسكان المدينة المنورة.

من خلال دلالة النجوم

تتغير مواقع النجوم باستمرار، باستثناء نجم الشمال (الدب الصغير) الذي يبقى في مكانه. لذلك يمكن الاعتماد عليه في تحديد القبلة من خلال الخطوات التالية:

• يجب أولاً تحديد موقع كوكبة الدب الأكبر (أو بنات النعش)، وهي مجموعة مكونة من 7 نجوم على شكل ملعقة، ويسهل التعرف عليها.
• يمتد النظر بخيال الشخص ليربط بين النجمتين الأماميتين للدب الأكبر، ثم يتتبع الخط بمقدار خمسة أضعاف المسافة بينهما حتى يصل إلى نجم الشمال، وهو أول نجم ساطع يظهر. ومن خلاله يمكن تحديد الاتجاه الشمالي، على سبيل المثال، إذا كان الشخص موجودًا في أمريكا، ستكون القبلة بالاتجاه الشمالي الشرقي. ينبغي ملاحظة أن هذه الطريقة تستخدم فقط في نصف الكرة الشمالي.

من خلال رؤية الشمس والقمر

تتحرك جميع الأجرام السماوية، بما فيها الشمس والقمر، من الشرق إلى الغرب. تُشرق الشمس من الشرق وتغيب من الغرب، وينطبق الأمر نفسه على القمر. يمكن استخدام الشمس لتحديد القبلة كما يلي:

• يُحدد أولاً اتجاه مكة المكرمة بالنسبة للموقع الذي يرغب الشخص في معرفة اتجاه القبلة منه، بمعرفة ما إذا كانت مكة شمالًا، شرقًا، غربًا أو جنوبًا.
• يتتبع الشخص اتجاه شروق الشمس من الشرق، ثم يحدد الاتجاهات الأربعة. يكون الغرب مقابلاً للشرق، والشمال أمامه، والجنوب خلفه. ثم تُحدد القبلة بناءً على موقع مكة بالنسبة للموقع الحالي، على سبيل المثال، إن كان الشخص يعرف أن القبلة تتجه نحو الشمال، فعليه وضع الشرق على يمينه وتوجيه وجهه نحو الشمال لبدء الصلاة، مما يعني أن هذه الطريقة تعتمد على معرفة الشخص بالفعل باتجاه القبلة.

باستخدام تطبيقات الهواتف المحمولة

توجد العديد من التطبيقات التي تساعد المستخدمين على معرفة اتجاه القبلة، حيث يمكنهم فتح التطبيق ليظهر سهم القبلة مباشرة. من بين هذه التطبيقات:

• تطبيق “مكتشف القبلة Qibla Finder” المتوفر على هواتف الأندرويد.
• تطبيق “بوصلة اتجاه القبلة Qibla Compass for Namaz” لهواتف الأندرويد.
• تطبيق “Muslim Pro” لهواتف الأيفون.
• تطبيق “iSalam: Qibla Compass” لهواتف الأيفون.

مشروعية استخدام البوصلة لتحديد القِبلة

تعرف البوصلة بأنها جهاز يُستخدم لتحديد الجهات الجغرافية، وقد أجاز الفقهاء استخدام الآلات الهندسية في تحديد القبلة. حيث ذهب الحنفية إلى جواز هذا الاستخدام، بينما أوجب الشافعية ذلك. ويعتبر استخدام مثل هذه الأدوات مسوغًا لتسهيل معرفة اتجاه القبلة وأوقات الصلاة، مما يجعلها تتفوق على وسائل أخرى. وبالرغم من ذلك، لا مانع من عدم استخدام الأجهزة الحديثة إذا كانت طرق أخرى للتحديد متاحة. وقد أكد الحنفية والشافعية على أن معرفة القبلة باستخدام النجوم أو الشمس أو القمر يُعتبر فرض كفاية، فيما يتوجب معرفتها عند السفر.

أجاز العلماء استخدام البوصلة لتحديد القبلة، مما يسهل على الناس معرفة اتجاه القبلة أثناء الصلاة. وبما أن العديد من الأشخاص يحملون هواتف ذكية في العصر الحالي، تتوفر تطبيقات عديدة تحتوي على بوصلات إلكترونية تساعد على تحديد الاتجاهات والقبلة، بالإضافة إلى إمكانية الاستدلال عليها باستخدام النجوم أو مواقع الشمس أو القمر.