تمتلك الفتاة القدرة على الحركة والسير بصورة متزنة ودقيقة، ولكن قد تواجه أحيانًا بعض الحالات التي تؤدي إلى فقدان مؤقت في توازن الجسم، الأمر الذي قد يتسبب في سقوطها. كما يعاني البعض من مشكلات تعيق قدرتهم على الحفاظ على توازنهم أثناء الحركة، مما يؤدي إلى شعورهم بالدوار والسقوط في كثير من الأحيان. يمتلك جسم الإنسان نظامًا داخليًا يعمل باستمرار لتحديد موضعه وحركته، وهو مسؤول عن الاستجابة المناسبة لاختلال التوازن. يعتمد الحفاظ على توازن الجسم على تنسيق العمل بين ثلاثة مكونات رئيسية: الأذن الداخلية، والعين، والجهاز الحسي العضلي. يقوم المخيخ بتنظيم عمل هذه الأجزاء بشكل متكامل للحفاظ على توازن الجسم. يُعتبر فقدان التوازن المستمر من الحالات الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة نتيجة للسقوط المتكرر في بيئات مختلفة.
تتكون الأذن الداخلية من مجموعة من القنوات المعروفة بالقنوات الهلالية، وتضم ثلاث حلقات مترابطة تعمل بصورة أساسية على الحفاظ على توازن الجسم. عندما يتحرك الجسم، يتحرك الرأس، مما يؤدي إلى حدوث اهتزازات خفيفة. تساعد هذه الاهتزازات في تحريك السائل الموجود في القنوات الهلالية، مما ينتج عنه نبضات كهربائية تتجه إلى العصب المسؤول عن التوازن في المخيخ، والذي يرتبط بالعصب السمعي لتكوين العصب الثامن في منطقة المخيخ. تنبه هذه النبضات المخيخ بوجود خلل في التوازن نتيجة الحركة غير الصحيحة للجسم أو الرأس، وأي نقص في كمية السائل في هذه القنوات يمكن أن يؤدي إلى اختلال في توازن الجسم.
المخيخ هو جزء صغير من الدماغ، يزن حوالي 142 غرامًا، ويتصل بالعمود الفقري والنخاع الشوكي. يُعتبر المخيخ مركز الحركة والتحكم في توازن الجسم. تستقبل بعض مناطق المخيخ الإشارات القادمة من الأذن الداخلية، وتعمل على الحفاظ على التوازن بين الجسم والأذن الداخلية من خلال تحديد موضع الرأس بالنسبة للجسم والأرض. بالإضافة إلى ذلك، ينسق المخيخ مع الجهاز العصبي والعضلات لتوفير القوة اللازمة للحفاظ على توازن الجسم.
تتطلب حركة الجسم والمشي تنسيقًا بين العديد من العضلات بشكل متزامن. فخطوة بسيطة تتطلب حركة عضلات الساقين والحوض، ولكن أيضًا تتداخل عضلات الظهر والبطن والأكتاف والصدر في هذا التنسيق. وعند حدوث اختلال في التوازن، يقوم المخيخ بإرسال إشارات لتلك العضلات لتحديد نوع الحركة المطلوبة وقوتها، كما يرسل إرشادات للأوتار للاسترخاء أو الشد لتحسين حركة العضلات المرتبطة بها. لذلك، فإن حركة الرأس تؤثر بشكل مباشر على باقي العضلات للحفاظ على توازن مناسب أثناء الحركة والتنقل.
تُعتبر الأذن من الأجزاء الأساسية في جسم الإنسان، حيث تتولى مهمة استقبال الأصوات ونقلها إلى الدماغ، كما توفر إشارات تتعلق بتوازن الجسم. تتكون الأذن من قنوات وهياكل اهتزازية وأعصاب وأغشية، ويمكنها استشعار ترددات تتراوح بين 20 هرتز إلى 20 ألف هيرتز، ولا تستطيع سماع الترددات الأقل أو الأعلى من ذلك. تتألف الأذن من الأجزاء التالية:
جهاز التوازن في جسم الإنسان، الذي يتكون بشكل أساسي من الأذن الداخلية والدماغ، مسؤول عن الحفاظ على توازن الجسم وحركة العيون. تحدث الاضطرابات في هذا الجهاز نتيجة لأسباب مرضية أو التقدم في العمر أو التعرض للكدمات. يعاني المصاب من دوخة مستمرة وفقدان مفاجئ للقدرة على الوقوف، وقد يشعر بتشويش في الرؤية. تتفاوت الأعراض المرتبطة بالأذن الداخلية وقد تشمل صعوبة التركيز والكسل وعدم الانتباه، وكذلك صعوبات التعلم. يشعر الأفراد المصابون وكأنهم يدورون حول أنفسهم، حتى أثناء الثبات. قد تكون هذه الاضطرابات أكثر وضوحًا في البيئات الصاخبة. يمكن تشخيص هذه الحالات من خلال مجموعة من الفحوصات المهمة، مثل تخطيط كهربائية الرأرأة، وتخطيط الوضعية الحركية بالحاسوب، وقياس السمع، وفحص كهرباء القوقعة، والرنين المغناطيسي. يتضمن علاج اضطرابات التوازن تدريبات إعادة التأهيل، أنظمة غذائية، وأدوية، وفي بعض الحالات، قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي.
أحدث التعليقات