الوسواس القهري هو أحد الاضطرابات العصبية التي تؤثر سلباً على حياة الأفراد، حيث يظهر هذا الاضطراب بشكل شائع للمصابين به بغض النظر عن أعمارهم، وقد يستمر مع الشخص مدى حياته إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة.
يُصنف الوسواس القهري كاضطراب نفسي يتجلى من خلال سلوكيات وأفكار متكررة يلتزم بها المريض بشكل مفرط ومزعج. غالباً ما يُشار إليه بكونه “قهرياً” نظرًا لعدم قدرة الشخص على التوقف عن تلك السلوكيات دون تلقي العلاج، مما يجعله يشعر بأنه مُجبَر على القيام بأفعال لا يرغب في القيام بها. على الرغم من إيمان المريض بعدم جدوى تصرفاته، فإنه يجد صعوبة في التحرر منها، حيث يتملكهم شعور داخلي مُلح يدفعهم نحو تلك الأفعال.
يمكن تقسيم الوسواس إلى فئتين مترابطتين، أولاهما هي الأفكار القهرية، حيث تسيطر فكرة معينة على تفكير الشخص بشكل قهري، والثانية هي الأفعال القهرية، التي غالباً ما تنبثق كاستجابة لتلك الأفكار. ومن الأمثلة على هذه الأفعال والأفكار:
تظهر على المصابين بالوسواس القهري مجموعة من الأعراض السلوكية والاجتماعية، والتي تتضمن:
تتمثل بعض السلوكيات الشائعة عند المصابين بالوسواس القهري في:
تشمل الأعراض الاجتماعية التي تظهر على المصاب بالوسواس القهري:
لم يتمكن العلماء حتى الآن من تحديد سبب محدد وواضح للوسواس القهري. مع ذلك، هناك مجموعة من العوامل البيولوجية والبيئية التي قد تلعب دورًا في الإصابة بهذا الاضطراب، ومن أبرزها:
يمكن تقسيم الأسباب البيولوجية المؤدية للوسواس القهري إلى نوعين:
تلعب البيئة المحيطة دورًا كبيرًا في تشكيل حياة الفرد منذ طفولته، ومن بين العوامل التي قد تسهم في الوسواس القهري:
يتبنى الأطباء مجموعة من الفحوصات النفسية والطبية لتحديد ما إذا كان الفرد يعاني من الوسواس القهري، وذلك لاستبعاد الأمراض الأخرى ذات الأعراض المماثلة، وتشمل هذه الفحوصات:
يتسم المصابون بالوسواس القهري غالبًا بالخجل، مما قد يمنعهم من طلب المساعدة، وبالتالي يؤخر عملية العلاج مما يجعلها أكثر تعقيدًا وطولًا. العلاج المبكر يضمن فعالية أسرع وأكبر، لذا فمن الضروري مراجعة الأخصائي لتقييم الحالة وتشخيصها بدقة. هناك عدة طرق للعلاج تشمل:
يعتمد هذا النوع من العلاج على استخدام تقنية “العلاج السلوكي المعرفي”، حيث يتعلم المريض كيفية مواجهة مخاوفه من خلال جلسات علاجية. يتضمن ذلك تخيل المواقف المخيفة أو مواجهتها بشكل مباشر، كما يتعلم المريض كيفية التحكم في مشاعره وتعديل الأفكار الخاطئة التي تؤدي إلى الوسواس القهري.
قد يوصي الطبيب المعالج بالعلاج الدوائي إذا استدعت الحاجة، حيث تُعتبر مضادات الاكتئاب الخيار الأكثر شيوعًا، إذ تساهم في رفع مستوى السيروتونين الذي قد يكون ناقصًا لدى المصابين بالوسواس القهري. في بعض الحالات، يمكن استخدام الأدوية المضادة للذهان. من المهم أيضاً إبلاغ الطبيب بجميع الأعراض الجانبية التي قد تظهر كنتيجة لاستخدام الأدوية، بالإضافة إلى أي مكملات غذائية أو فيتامينات يتناولها المريض.
في الحالات المتقدمة من الوسواس القهري، قد يُقرر الأخصائي المعالج إدخال المريض إلى مستشفى للأمراض النفسية أو اللجوء لإجراءات صدمات كهربائية، وهي تقنيات نادرة الاستخدام ولا تُتبع إلا في الحالات الأكثر حدة، ولم تثبت فعاليتها بشكل كافٍ بعد.
لمزيد من المعلومات حول الوسواس القهري وأساليب علاجه، يُرجى مشاهدة الفيديو.
أحدث التعليقات