الإقامة للمرأة في الصلاة
يجمع غالبية السلف والأئمة الأربعة على أن المرأة ليست ملزمة بالأذان أو الإقامة. ويتضح هذا الأمر بالتفصيل في الفقرات التالية.
إقامة المرأة للصلاة بمفردها
عند صلاة المرأة بمفردها، يكون حكم الإقامة كما يلي:
- الاستحباب: يرى المالكية أن إقامة الصلاة للمرأة المنفردة مستحبة، ولكن ينبغي أن تقوم بذلك سراً. بينما الشافعية يرون أنه يُفضل للمرأة إذا صلّت وحدها أن تقيم الصلاة لنفسها.
- الإباحة: وفقًا للحنابلة، فإن المرأة لا تحتاج إلى الإقامة أو الأذان، ومع ذلك، فإن فعلها لذلك يعتبر أمرًا جيدًا.
- الكراهة: يذهب الحنفية إلى أن إقامة الصلاة للمرأة المنفردة مكروهة.
إقامة المرأة للصلاة في جماعة نسائية
إذا صلّت المرأة مع مجموعة من النساء، فإن حكم الإقامة يكون كما يلي:
- رأي المالكية والشافعية والحنابلة: يستحب للمرأة إقامة الصلاة عندما تصلي في جماعة نسائية. ويعتبر ذلك مندوبًا في مذهب الشافعية لإعلام الحاضرات ببدء الصلاة، حيث أن الإقامة لا تحتاج إلى رفع الصوت مثل الأذان. أما في مذهب الحنابلة، فإن إقامة الصلاة تُعتبر سنة مستحبة للمرأة في حال صلاتها مع نساء.
- رأي الحنفية: لا يُرى أن الأذان أو الإقامة مستحبان لجماعة النساء.
لذا، فإن من يرون أن إقامة الصلاة للنساء مستحبة وضعوا لذلك شروطًا، منها: ألا ترفع المرأة صوتها أكثر من اللازم، وأن يُسمع فقط من حولها من النساء المصلّيات. وإذا زاد صوتها عن ذلك، فإن الأمر يصبح مكروهاً، وقد يدخل في دائرة التحريم إن كان هناك احتمال لافتتان الرجال بصوتها.
إقامة المرأة للصلاة مع جماعة من الرجال
اتفقت الآراء العامة للفقهاء على أن إقامة الصلاة للرجال لا تُشرع للمرأة، نظرًا لأن الإقامة تتطلب رفع الصوت، وهو أمر محظور على المرأة أمام الرجال.
صفة الإقامة
تتكون صيغة الإقامة المروية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من الكلمات التالية: (الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله). وتجدر الإشارة إلى أن صيغة الإقامة تختلف عن الأذان؛ إذ تُقام الإقامة على أساس وتر، كما روي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن بلالاً أمر بأن يُشفع الأذان ويُوتر الإقامة، مما يعني أن كلمات الأذان التي تُقال أربع مرات تُقال مرتين أثناء الإقامة، وكلمات الأذان التي تُقال مرتين تُقال مرة واحدة في الإقامة، وبذلك تتشكل الكلمات الإحدى عشر كما كان يؤدى بلال بن رباح -رضي الله عنه- في إقامة الصلاة.
الصلوات التي يُشرع لها الإقامة
تشرع الإقامة للصلاة في الحالات التالية:
- الصلوات الخمس المفروضة وصلاة الجمعة: تشمل هذه الصلوات الإقامة في جميع الحالات، سواء كان ذلك في السفر أو الإقامة، أو في الجماعة أو الانفراد.
- الصلوات المجمّعة: إذا جمع المصلي صلاتي الظهر والعصر أو المغرب والعشاء بسبب المطر أو السفر أو خلال الحج، يتوجب عليه إقامة كل صلاة من الصلاتين المجموعتين. ويستند ذلك إلى حادثة جمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مزدلفة، حيث جمع المغرب والعشاء، وأقام لكل صلاة على حدة.
- الصلوات الفائتة: إذا فات المسلم صلاة أو أكثر ثم أراد قضاء ما فاته، فإنه يجب عليه إقامة لكل صلاة، استنادًا إلى الحديث الوارد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما فاتته صلوات في غزوة الخندق بسبب الانشغال بقتال المشركين، فأمر بلال بن رباح أن يؤذن ويقيم لكل صلاة على حدة.
بينما صلاة النافلة وصلاة العيدين وصلاة الاستسقاء وصلاة الجنازة، فهذه الصلوات لا يُشرع لها أذان أو إقامة.
أحدث التعليقات