يُعتبر التوازن والاعتدال أحد المبادئ الأساسية في الشريعة الإسلامية، حيث يشمل هذا المبدأ جميع جوانب حياة المسلم الدنيوية والأخروية. وحتى في مشاعر الحب والبغض، يفرض الإسلام اعتدالًا في هذه المشاعر. فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما”. ومن أجل فهم هذا الحديث ومغزاه، يمكننا تناول بعض النقاط المهمة:
تعتبر المحبة رغبة داخلية تميل بها النفس نحو شيء معين، وهي مشاعر فطرية في الإنسان. وقد تعاملت الشريعة الإسلامية مع هذه المشاعر بتهذيبها دون إلغائها. فقد وجب على المسلم أن يحب الله ورسوله في البداية، ولا يُعتبر إيمانه كاملًا إلا بهذا الحب. بعد ذلك، يُفترض به أن يحب الأولياء والصالحين والعلماء، بالإضافة إلى حب آل بيت النبوة وصحابته الكرام.
من المهم أيضًا أن يتعاون المسلمون في محبتهم لله، إذ تُعتبر من أسمى الأعمال وأفضل القربات، وللمتحابين في الله أجر عظيم. وقد وعدهم الله بأن يُظلهم في ظله يوم القيامة، لأن هذه المحبة لا ترتكز على مصالح دنيوية، بل تكون خالصة لله، حيث يتعاون الأفراد ويساعدون بعضهم في تذكيرهم بالله تعالى.
البغض هو النفور والانصراف عن شيء ما، ويعتبر مرادفًا للكره. وهو شعور قد ينشأ عن ظروف خارجة عن إرادة الإنسان في بعض الأحيان، لكن يتوجب على المسلم تجنب أسباب البغض. يوجد نوعان من البغض:
في الختام، يجب على المسلم اتباع مبدأ الاعتدال في مشاعره تجاه الآخرين، سواءً كان ذلك حبًا أو بغضًا، فالبشر يُمكن أن تتغير أحوالهم. ويتعين على المسلم أن يحب في الله ويكره لأجل الله -تعالى- فقط.
أحدث التعليقات