كم عدد جيش المسلمين في غزوة الخندق؟ وما هي أحداث الغزوة، إلامَ وصلت نتائج الغزوة؟ ذلك أن غزوة الخندق كانت في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، والتي كان النصر فيها للمسلمين، ونسرد تفصيلًا عن عدد الجيش، وبيان أحداث الغزوة من خلال موقع سوبر بابا.
كان عدد المسلمين في غزوة الخندق يبلغ نحو ثلاثة آلاف مقاتل، بينما بلغ عدد المشركين نحو 10 آلاف مقاتل، قيل: إن عدد المسلمين بلغ نحو تسعمائة مقاتل بينما كان عدد المشركين نحو 10 آلاف مقاتل.
فقد شارك في تلك الغزوة الكثير من قبائل العرب:
فتجمعت تلك القبائل واتفقت على قتل النبي صلى الله عليه وسلم، بتحريضٍ من بني النضير، وكان قائد جميع القبائل أبي سفيان.
اقرأ أيضًا: لماذا سميت غزوة الخندق بهذا الاسم
لكل غزوة من الغزوات سبب مباشر لقيامها ونشوبها، نبينه في ضوء الإجابة عن تساؤل كم عدد جيش المسلمين في غزوة الخندق.
فيرجع السبب في قيام غزوة الخندق هو إخراج المسلمين لبني قريظة من المدينة، مما نتج عنه أن بعض قبائل العرب قدموا إلى مكة من أجل تحريض المشركين للقضاء على الإسلام والمسلمين، وقتل نبي الله الكريم.
كما أكثروا من الوعود بالنصرة والتأييد لتلك القبائل، وقد بين الله عز وجل ذلك في سورة النساء.
حيث قال تعالى: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51)” إلى قوله تعالى: “فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ ۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)“
قال بن القيم: “ لمّا رَأى اليهود انتصار المُشركين على المُسلمين في غزوة أُحد، وعلموا أنّ أبا سُفيان سيغزوهم مرةً أُخرى، بعثوا بأشرافهم لقبائل العرب، وحرّضوهم على القتال، ووعدوهم بنصرهم ومؤازرتهم.”
بعد بيان عدد جيش المسلمين في غزوة الخندق يجدر بنا الإشارة إلى تعدد أسماء غزوة الخندق للعديد من الأسماء:
اقرأ أيضًا: لماذا سميت غزوة بدر بهذا الاسم
توالت العديد من الأحداث في تلك الغزوة نذكرها ونبينها في ضوء الإجابة عن تساؤل كم عدد جيش المسلمين في غزوة الخندق.
بدأ النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في حفر النفق، وعانوا من شدة البرد والجوع، واستمر هذا الحال ثلاثة أيام، حتى أنهم وضعوا على بطونهم الحجارة من شدة الجوع، وكان النبي صلى الله عليه وسلم خير معينٍ لهم، كان يرفع همتهم، ويلقى الصبر في قلوبهم ويذكرهم بما أعده الله لهم.
فقد روى جابر بن عبد الله تلك الواقة حيث قال: “كُنَّا مع رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الخَنْدَقِ، وهُمْ يَحْفِرُونَ ونَحْنُ نَنْقُلُ التُّرَابَ علَى أكْتَادِنَا، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اللَّهُمَّ لا عَيْشَ إلَّا عَيْشُ الآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ والأنْصَارِ.“
بلغ طول الخندق نحو 5 آلاف متر، بينما يصل عرضه إلى ستة أمتار، وتعددت الأقوال حول مدة بنائه:
بلغ عمق الخندق نحو خمسة أمتار، عمل المسلمون في تلك المدة دون كلل ولا ملل، بصير وجد، وتحملوا من الصعاب ما لا يتحمله أحد، لكن الله ثبتهم وأعانهم بفضله ورحمته.
كان للنبي العديد من المشاهد العظيمة في تلك الغزوة، منها ما رواه البراء بن عازب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
“ رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ الخَنْدَقِ وهو يَنْقُلُ التُّرَابَ حتَّى وارَى التُّرَابُ شَعَرَ صَدْرِهِ، وكانَ رَجُلًا كَثِيرَ الشَّعَرِ، وهو يَرْتَجِزُ برَجَزِ عبدِ اللَّهِ اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ ما اهْتَدَيْنَا… ولَا تَصَدَّقْنَا ولَا صَلَّيْنَا فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا… وثَبِّتِ الأقْدَامَ إنْ لَاقَيْنَا إنَّ الأعْدَاءَ قدْ بَغَوْا عَلَيْنَا… إذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبيْنَا يَرْفَعُ بهَا صَوْتَهُ.”
أثناء حفر الخندق حدثت العديد من المعجزات النبوية التي رواها الصحابة بعد ذلك، منها:
فقد روى البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ لما كان حين أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بحَفْرِ الخَنْدَقِ عَرَضَتْ لنا في بعضِ الخَنْدَقِ صخرةٌ لا نأخذُ فيها المَعَاوِلَ، فاشتَكَيْنا ذلك إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فجاء فأخذ المِعْوَلَ فقال: بسمِ اللهِ، فضرب ضربةً فكسر ثُلُثَها وقال: اللهُ أكبرُ أُعْطِيتُ مَفاتيحَ الشامِ…
… واللهِ إني لَأُبْصِرُ قصورَها الحُمْرَ الساعةَ، ثم ضرب الثانيةَ فقطع الثلُثَ الآخَرَ فقال: اللهُ أكبرُ، أُعْطِيتُ مفاتيحَ فارسٍ، واللهِ إني لَأُبْصِرُ قصرَ المدائنِ أبيضَ، ثم ضرب الثالثةَ وقال: بسمِ اللهِ، فقطع بَقِيَّةَ الحَجَرِ فقال: اللهُ أكبرُ أُعْطِيتُ مَفاتيحَ اليَمَنِ، واللهِ إني لَأُبْصِرُ أبوابَ صنعاءَ من مكاني هذا الساعةَ.”
بعد أن أنهي المسلمون حفر الخندق خرجوا مع رسول الله من المدينة واتجهوا خلف النفق للاحتماء به من هجمات المشركين.
بعد الإجابة عن تساؤل كم عدد جيش المسلمين في غزوة الخندق، يجدر بنا الحديث عن نتائج تلك الغزوة العظيمة.
فقد انتهت الغزوة بنصر المسلمين وهزيمتهم لجيوش المشركين، وذلك بعد حصار واستعداد قرابة الشهر على أحد الأقاويل الصحيحة، وبعد العديد من المكائد والخيانات التي تعرض لها المسلمين.
اقرأ أيضًا: غزوة أحد أسبابها ونتائجها
بعد بيان عدد المسلمين في غزوة الخندق، وسرد أحداث الغزوة، فحريُ بنا أن نبين أهم الدروس والعبر المأخوذة من غزوة الخندق:
كان لغزوات النبي الكثير من العبر والدروس التي أخذت منها، والتي تحمل العديد من المعاني الجميلة عن الاستعانة بالله والتوكل عليه، مع الأخذ بالأسباب.
أحدث التعليقات