كلما زاد انشغال القلب بالملذات الزائفة، فإن…

تعتبر مسألة امتلاء القلب باللهو الباطل من الأسئلة الملحة التي تشغل الكثيرين، حيث إن الله عز وجل خلق الإنسان لغرض العبادة وليس للرفاهية والتسلية. ومن هذا المنطلق، سيتناول موقعنا في مقال اليوم تقديم إجابة شاملة حول تساؤل: “على قدر ما يمتلئ القلب باللهو الباطل فإنه”.

على قدر ما يمتلئ القلب باللهو الباطل فإنه

إن الأمور التي تفصل المؤمن عن رضى الله تعتبر كثيرة، وأبرزها هو انشغال القلب بالشهوات واللهو الباطل. حيث إن اللهو الباطل يبعد المسلم عن العبادة وذكر الله، مما يؤثر سلبًا على مصير الفرد الأخروي.

توجد العديد من الكتب الفقهية وكتب التفسير التي تبرز خطر انشغال القلب باللهو وابتعاده عن طريق الله عز وجل، حيث ينبغي للإنسان استثمار حياته القصيرة في العبادات والطاعات مثل التهليل، التسبيح، وقراءة القرآن.

إن امتلاء القلب بالمعاصي والشهوات يمكن أن يحول دون قيام المرء بالعبادات والأعمال الصالحة، مما يؤدي به إلى الهلاك. وبالتالي، يجب على الإنسان ملء قلبه بما يرضي الله وترك الشهوات والباطل.

لقد تناول الله عز وجل موضوع الشهوات واللهو في عدة مواضع في القرآن. قال الله تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والخيل المسومة والأنعام والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب} [سورة آل عمران: 14].

كما ذكر الله في كتابه الكريم: {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً} [سورة النساء: 27]. ومن خلال هاتين الآيتين تتضح خطورة الشهوات على البشر. فالله تعالى يتناول تأثير هذه الشهوات على الإنسان، معبرًا عن رغبته في هداية عباده وتوبتهم.

تأثير اللهو الباطل

تتنوع مظاهر اللهو الباطل وقد تم الإشارة سابقاً للمخاطر التي يحملها. وقد أوضح نبينا الكريم، صلوات الله وسلامه عليه، الشرعية لبعض أشكال اللهو، مثل الترفيه بين الزوجين، حيث يُعتبر لهوًا مباحًا ولا إثم فيه.

ومن أنواع اللهو المباح أيضًا، تعليم الرجل لفرسه، ما يُعتبر لهواً حقاً كما ذكر في السنة. كما يعتبر استخدام القوس والرمي به من وسائل اللهو المباح شرعًا.

قد فسر العلماء والفقهاء كلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حول اللهو الباطل بأنه لهو بلا منفعة. وتجدر الإشارة إلى أن هناك لهو مباح ولكن ليس له فائدة، ومع ذلك فهو ليس محرمًا.

التفريق بين اللهو المباح واللهو المحرم

هناك فرق واضح بين اللهو المباح واللهو المحرم. تجدر الإشارة إلى أن ليس كل لهو مباح يُعتبر لهواً حقاً. فقد فصلنا أشكال اللهو الحق، لكن هناك لهو مباح يُعتبر بلا فائدة رغم أنه ليس محرمًا.

بينما اللهو المحرم يُعتبر باطلاً وغير مُجدٍ، بل يساهم في العديد من الأضرار، سواء كانت في الحياة الدنيا كخسارة المال أو الصحة أو الأصدقاء، أو حتى في الآخرة، حيث قد يؤدي بصاحبه إلى الهلاك.

بهذا، نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال اليوم بعنوان: “على قدر ما يمتلئ القلب باللهو الباطل فإنه…؟” حيث عرضنا الفرق بين اللهو المباح واللهو المحرم، وقدمنا إجابة لسؤال: “على قدر ما يمتلئ القلب باللهو الباطل فإنه”.

Published
Categorized as معلومات عامة