يُعَتَبَرُ احترام الآخرين من القيم الأساسية في الإسلام، حيث وضَعت الشريعة الإسلامية أسسًا واضحة تهدف إلى تعزيز هذا السلوك الإيجابي، مُشجعةً على التعامل مع الغير بأخلاق رفيعة. ويؤكد القرآن الكريم على هذا المفهوم بقوله: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً).
للاحترام في الإسلام عدة جوانب، تشمل التحدث بلطف والتعاطي برفق مع الآخرين، وتقديم النصيحة لهم في أمور الخير، بل وتمنّي الخير لهم كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ). ويعد هذا الحديث من بين الأحاديث الأربعة الأساسية التي تُعَزِّز الإيمان.
حثَّ الإسلام على احترام الآخرين، ومن أبرز مظاهر ذلك ما يلي:
يُنَبِّه الإسلام على أهمية احترام آراء ومعتقدات الآخرين، فمنع أي شكل من أشكال الإكراه في الدين، حيث يقول الله -عزَّ وجلَّ-: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ…). هذا يبرز أهمية احترام الاختلافات في الآراء والعقائد ومناهضة الفهم الخاطئ القائل بفرض الدين بالقوة.
حدد الإسلام قاعدة ثابتة لتحرير حقوق الغير، مُستشهدًا بما صرَّح به النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع: (ألا إنَّ أموالَكُمْ وأَرواحَكُمْ عليكُمْ حرامٌ كحرمة يومِكُمْ هذا في شَهْرِكُمْ هذا في بَلَدِكُمْ هذا…). هذا التأكيد يعكس حرمة التعرض لحقوق الناس.
يتسم المؤمن بالاحترام تجاه حديث وأفعال الآخرين، إذ لا يجب أن يستهزئ بهم. ليس من صفات المؤمن الاستهزاء أو الشتائم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ). إن احترام الآخرين يتجلى أيضًا في تجنب الغيبة والبهتان.
تشدد الشريعة الإسلامية على أهمية احترام الكبار والعطف على الصغار، وتظهر الأدلة على ذلك في أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منَّا مَن لم يُوقِّرِ الكبيرَ ويرحَمِ الصَّغيرَ…). يتجلى ذلك أيضًا في مواقف النبي مع الصغار، مما يزيد من تقديرهم وثقتهم بنفسهم.
يُعدّ إلقاء السلام بين المسلمين من العادات الجيدة، الذي يعزز المحبة والأمن فيما بينهم، ويؤكد النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك بقوله: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا…).
إن للاحترام أهمية كبيرة، ومن أبرز جوانبه:
الاحترام قيمة سامية في الإسلام، ويتضح أثره في جميع جوانب الحياة. يربط الإسلام بين قيمة الاحترام والإيمان ويشدد على أنه سلوك يومي لا يقتصر على مناسبة معينة، بل هو جزء من حق المسلم على المسلم، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ خَمْسٌ…).
أحدث التعليقات