يعتبر الشعر أحد أعظم الفنون الأدبية التي تعكس مشاعر الإنسان وأحاسيسه. فهو وسيلة يُعبّر من خلالها الشاعر عن تجربته الذاتية، ناقلاً لنا انتقالاته من الحب إلى الشوق والفراق، ثم إلى الحزن. توجد أنواع متعددة من الشعر، مثل الشعر القائم على القافية والشعر الحر، وغيرها كثير. في هذا المقال، سنعرض مجموعة متنوعة من الأبيات الشعرية القصيرة التي تحمل مضامين مختلفة.
أضاعه زال عنه السعي والعمل
لم يعبد الناسُ كلهم في زمنٍ
سوى إلهٍ له شأنٌ هو الأمل.
ولكن محياه عليه يبينُ
وللمرء عنوانٌ على ما بقلبهِ
ووسمٌ ينمّ على ما في الضميرِ يكونُ
ينادي على ما عنده نطق حاله
فليسَ على نطق اللسانِ ركونُ.
بمسير أو طعان وجهاد
واللبيب الحي لا يُخدعه
لمعان الآلِ عن حفظ المزاد.
لذةً تنعش منها ما ذبل
لذةٌ يحلو بها الصبر على
غمرات العيش والخطب الجلل.
والمرءُ يزري به في دهره الأمل
يرجو الثراء ويرجو الخلد مجتهداً
ودون ما يرتجي الأقدار والأجل.
البشر هانوا وخانوا واستكانوا للخلل
عاهدونا خالفونا عاملونا بالحيل
وكلما قلنا يعودوا للمبادئ والمثل
لم يعودوا، بل تمادوا وارتموا نحو الوحل
وكل مرٍّ في نظرهم كان أحلى من العسل
الأمل بالله باقٍ، والبشر لا لي أمل.
فكم تحتها قومٌ هم منك أرفع
فإن كنتَ في عزٍ وخيرٍ ومنعةٍ
فكم ماتَ من قومٍ منك أمنعُ.
انظرْ خلاءكَ إن النتنَ تثريبُ
لو فكّر الناسُ فيما في بطونهم
ما استشعرَ الكبرَ شأناً ولا شيبُ
هل في ابن آدم غير الرأس مكرمةً
وهو بخمسٍ من الأقذار مضروبُ
أنفٌ يسيلُ وأذنٌ ريحُها سَهِكٌ
والعينُ مرصةً والثغرُ ملعوبُ
يابنَ التراب ومأكولَ التراب غداً
أقصرْ فإنكَ مأكولٌ ومشروبُ.
كالزهر يخفي الموت وهو زئام.
يبدي تواضعه يحبُّ ويُحمَدُ
خيرُ الدقيقِ من المناخل نازلٌ
وأخسّهُ وهي النخالة تصعدُ.
أين أحلامُ يقظتي وهجوعي
أين يا مرتعَ الشبيبة آمالُ
شبابي وأمنياتُ تفوعي
أين يا شاعرَ الطبيعة لحنٌ
صاغه القلب من هواه الرفيعِ
رددته مشاعري وأمانيّ
ورفّتْ به حنايا ضلوعي
يا ربيعَ الحياة ما لحياتي
لونها واحدٌ بلا تنويعِ؟!
بالنهى ما قيمة الإنسان ما يعليه
واسمع تحدّثك الحياة، فإنها
أستاذة التأديب والتفقيه
وانصب فمدرسة الحياة بليغة
تملي الدروس وما تمليه
سلها وإن صمتت فصمت
جلالها أجلى من التصريح والتنويه.
مفتاحها الأوصاب والأنصاب
من يجتهد يبلغ ومن يصبر يصل
وينل بعد بلوغه الترحاب.
لعدّدنا أضلَّنا الشجعانَ
وإذا لم يكن من الموت بدٌ
فمن العجزِ أن تموتَ جبانا
لكن نفسكَ من حياتكَ أثمنُ.
كن من أباة الضيم والشجعان
واقحم وزاحم واتخذ لك حيزاً
تحميه يوم كريهة وطعان.
ما فازَ في مضغيها إلا شديدُ المراسْ
للخب في شجونٌ، فكن فتى الاحتراسْ
الكون كون شفاءٍ، والكون كون التباسْ
الكون كون اختلاقٍ وضجّة واختلاسْ
السرور، والابتئاس بين النوائبِ بونٌ
للناس فيه مزايا
البعض لم يدرِ إلا البلى ينادي المآسي
والبعض ما ذاقَ منها سوى حقير الرزايا
إن الحياة سُباتٌ سينقضي بالمنايا
آمالُنا، والخطايا
فإن تيقظت كانت بين الجفون بقايا
كل البلايا… جميعا تفنى ويحيا السلام!
لم يُصِبْ مالك من الملك خُلداً
سنةُ الله في العباد وأمرَ
ناطقٌ عن بقائه لن يردا.
يبكي عليه إذا يعروه فقدان.
كانت على رأسهِ الراياتُ تخفقُ.
ووراءَ انطفائه ظلمات.
وتكملةُ المخلوقِ طولُ عناءِ
ويستقبحون القتل والقتل راحةٌ
وأتعبُ ميتٍ من يموت بداءِ.
خيرٌ من اليُسر وطول البقاء
وقد بلونا العيش أطواره
فما وجدنا فيه غير الشقاء.
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنها
وإن بناها بشر خاب بانيها
لكل نفسٍ وإن كانت على وجلٍ
من المنية آمالٌ تقويها
فالمرء يبسُطها والدهر يقبضُها
والنفس تنشرها والموت يطويها.
هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا
كان النبي ولم يخلد لأمته
لو خلد الله خلقاً قبله خَلُدا
للموت فينا سهمٌ غيرُ خاطئةٍ
من اليوم سهمٌ لم يفتنه غداً.
واعصِ الهوى، فالهوى مازال فتاناً
في كل يوم لنا ميتٌ نشيعهُ
ننسى بمصرعه آثار موتانا.
وانظرْ نفسك وانتبه يا ناعس
ألا يا ابنَ الذين فَنُوا وبادُوا
أما واللّه ما بادوا لتبقى.
وبه الطهر وعنوان النقاء
يتباهى بأريجٍ وبهاء
ينشر الحب بأنفاس الهواء
وطباع الود طبع النبلاء
يكره البخل ونهج البخلاء
وإلى مولاه يشدو بالثناء
لمليك الكون أرضٌ وسماء.
كمَعشوقٍ تكَنّفهُ الصّدودُ
كأنّ بوَجهِهِ، لمّا تَوافَتْ
نجومٌ في مَطالِعِها سُعُودٌ
بَياضٌ في جوانبِهِ احمِرارٌ
كما احمرّتْ من الخجلِ الخدودُ.
لا أجعل الأنجم كالأشمس
ليس الذي يقعد في مجلسٍ
مثل الذي يمثلُ في المجلس.
حسناً ودرُّ نَدَى الأنفاسِ كلَّلهُ
لا تعجبوا إن غدت في الشرق مفرَدةً
فهكذا الوردُ فردٌ لا نظيرَ لهُ.
ورجعت ذات الجناح الحنين
وكوكب السعد بدا ساطعاً
وهب ريح البشر ذات اليمين
واهتزت الدنيا سروراً فما
تلفى بها من ساخط أو حزين
والدكن المأنوس يختال إذ
حل محل الوهم فيها اليقين
وعاد سيف العدل فيها إلى
نصابه بعد مرور السنين
شدّت أواخي الملك مذ لاذت
الوازرة العظمى بحبل متين
آبت إلى بيت الأمير الذي
ليس له إلا المعالي خدين.
أحدث التعليقات