غرامك لي معبدٌ طاهرٌ
دعائمه شُيِّدت من ولوعي
تعهدتُ محرابه بالوفاء
وأوقدتُ فيه الهوى من شموعي
جوانبه من دموعيَ قامت
وأضلعه بُنيت من ضلوعي
ومن ذا رأى هيكلاً في الوجود
يُقام على عمدٍ من دموع
أحببتُ ميَّة حبّاً لا يُعادله
حبٌّ وأفنيت فيها العمر أجمعَه
أُحبُّ عمري الذي في قرب ميَّ وما
قد مرَّ من دونها ما كان أضيعه
يا ميّ يا قلبي الثاني أعيش به
وإن يكن فوق ظنِّي أنّني معه
يا بضعة من كيان الصبّ نابضة
بكل حبٍّ به الرحمن أودعه
أنا أهواكَ وإن لم
تقضِ لي يوماً ديونَك
لا أبالِي خُنتَني أم
غيَّرَ البعدُ يمينَك
أيها الطائرُ عنّي
طرتَ عمَّن لن يخونك
كلَّما عدت ترى القي
د وتلقاني سجينَك
فاسأَلِ الأيامَ هل قد
ضنَّتِ الأيامُ دونَك
كم مَحاني السقمُ والهج
رُ ولم أمح ظنونَك
صاحَ جرحي بك صدِّق
أيها الرامي طعينَك
عندَما استرحمتُ كفي
كَ وقبَّلتُ عيونَك
طالَ شَوقي الى بقاعٍ ثَلاث
لا تشدّ الرِّحالُ الا اليها
إنَّ للنفسِ في سَماء الأماني
طَائراً لا يَحوم الا عليها
قُصَّ منه الجَناحُ فهو مَهيضٌ
كلَّ يَومٍ يَرجو الوقوع لديها
جُنِنَّ بِلَيلى وَالجُنونُ يَسيرُ
عَلى حُبِّها عَقلي يَكادُ يَطيرُ
وَما حُبَّها إِلّا تَمَكَّنَ في الحَشا
وَأورِثَ في الأَكبادِ مِنهُ سَعيرُ
وَأَجرى دُموعَ العَينِ قَهراً نَجيعَهُ
وَيَهمي مِنَ الدَمعِ المَصونِ غَديرُ
وَما بِيَ إِلّا حُبُّ لَيلى كِفايَةٌ
جُنوناً وَإِنّي في الغَرامِ أَسيرُ
فَيا رَبِّ قَرِّب لي أَسالَ أَحِبَّتي
وَنِلني المُنى يا عالِماً وَخَبيرُ
وَبَرِّد لَهيبي وَاِطفِ نيرانَ لَوعَتي
فَعِندَكَ ما زالَ العَسيرُ يَسيرُ
أَلا أَيُّها القَمَرُ الأَزهَرُ
تَبَصَّر بِعَينَيكَ هَل تُبصِرُ
تَبَصَّر شَبيهَكَ في حُسنِهِ
لَعَلَّكَ تَبلُغُ أَو تَخبُرُ
فَإِنِّيَ آتيكَ وَحدي بِهِ
وَأُفضي إِلَيكَ بِما أَستُرُ
زُبالَةُ مِن دونِهِ وَالشُقو
قُ وَالثَعلَبِيَّةُ وَالأَجفُرُ
وَطالَ المَغيبُ وَشَطَّ الحَبيبُ
وَما أَستَفيقُ وَما أَصبِرُ
وَقَلبِيَ بِالشَوقِ مُستَأنِسٌ
وَطَرفِيَ لِلنَومِ مُستَنكِرُ
أَيا لائِمي سَفَهاً في ظَلو
مَ لا كُنتَ إِن كُنتَ لا تَعذِرُ
أحبابَنا عودوا علينا عَوْدَةً
واجروا على نَسَقٍ مع الخُلصَانِ
فلربما نَزعَ الخليطُ إلى الحِمَى
وتداعَتْ الورْقاءُ للأفْنانِ
فعلامَ وعدُكمُ استحالَ تمادياً
والشوقُ لا وانٍ ولا متواني
إيهِ بعيشِكم فما حالَ الوَفا
من بعد ليّكمُ على الحدثانِ
أمّا أنا فيدي نفضتُ عن المُنى
إِنْ كنَّ لا تفْضي إِلى استحسانِ
لكنني ألوي الصديقَ إِلى الحجى
ليَّ العِنانِ بمقْوَلي وبَناني
بعض التماسُكِ أيّها الخلُّ الذي
مَدّ الجناحَ وهَمَّ بالطيرانِ
قاطعْتَ من بعدِ التواصلِ بُرْهةً
وصدفتَ عن شتّى من العِرفانِ
ورعيتها هَمَلاً وما ب العهد مِن
قِدَمٍ وجُدتَ ولستَ بالخَوّان
خفّضْ عليك وعد إلى شِيَمِ الوفا
فالودُّ محمودٌ بكلِّ لِسانِ
ما هكذا شِيمُ الكرامِ وإِنّها
أمَمٌ وحَسْبُكَ شاهد الإِدغانِ
فاقصر بعيشكَ واعتقلها حِكْمَةً
فالمرْءُ بالخُلَصَاءِ والخلاّنِ
لا تَجْحَدَنَّ على الصديقِ حقوقَهُ
هُوَ أوّل وهيَ المَحلّالثَاني
أحدث التعليقات