الحب هو شعور عميق يُعبر عنه الشعراء بأبيات جميلة، تعكس تلك المشاعر التي تتغمر القلب. تلك الكلمات قادرة على وصف جمالية الحب وتفاصيل الشوق، وتجسد تلك المشاعر بعبارات تتجاوز الوصف، حيث تُعبّر بشكل مميز عمّا يجول في الخاطر.
تُعتبر “أحبك جداً” قصيدة للشاعر السوري نزار قباني، المعروف بلقب “شاعر المرأة”، حيث يعيش الشاعر من خلال الأبيات لحظات من الحب والرومانسية التي تحاكي جمال محبوبة قلبه:
أحبك جداً
وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل
وأعرف أنكِ سيدتي بين النساء
وليس لدي بديـل
وأعلم أن زمن الشوق قد ولّى
ومات الجمال في الكلمات
أنتِ لستِ فقط النساء، ماذا عساي أقول
أحبك جداً
أحبك جداً وأعلم أنني أعيش وحيداً
بينما أنتِ أيضاً في منفى بعيد
وما بيننا
ريحٌ وغيمٌ
وبرقٌ ورعدٌ
وثلجٌ ونـار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهم
وأن الوصول إليك انتحار
ومع ذلك، يسعدني
أن أمزق نفسي لأجلك
ولو خُيّرت،
لكررت حبك مرة أخرى
أيتها التي غزلت قميصك من ورق الشجر
أنتِ التي حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبك جداً
وأدرك أنني أبحر في عتمة عينيك
دون يقين
وأترك عقلي، أركض
أركض خلف جنوني
يا من تحملين قلبي بين يديك
أسألك بالله، لا تتركيني
فماذا سأكون إن لم تكوني هنا؟
أحبك جداً
وجداً وجداً
أرفض أن أبتعد عن نار حبك
فهل يستطيع المتيم بالعشق الابتعاد؟
ما يهمني
إن خرجت من الحب حيا
أو إن خرجت قتيلا
تعد “لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي” من أجمل القصائد التي كتبها أبو الطيب المتنبي في الحب:
لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي
وَلِلحبِّ مالَم يَبق مِنّي وَما بَقي
وَما كُنت مِمَّن يَدخل العِشق قَلبهُ
وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونكِ يَعشَقِ
وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى
مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ
وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصلِ ربهُ
وَفي الهجرِ فَهوَ الدَهر يُرجو وَيُتَقي
وَغَضبى مِنَ الإِدلالِ سَكرى مِنَ الصِبا
شَفَعتُ إِلَيها مِن شَبابي بِرَيِّقِ
وَأَشنب مَعسولِ الثَنيّاتِ واضِحٍ
سَتَرت فَمي عَنه فَقَبَلَ مَفرِقي
وَأَجيادِ غِزلانٍ كَجيدِكِ زُرنَني
فَلَم أَتَبَين عاطلاً مِن مُطَوَقِ
وَما كُلُّ مَن يَهوى يَعِفُّ إِذا خَلا
عَفافي وَيُرضي الحِبَّ وَالخَيلُ تَلتَقي
سَقى اللَهُ أَيّامَ الصِبا ما يَسُرُّها
وَفَعَلَ فِعلَ البابِلِيِّ المُعَتَّقِ
إِذا ما لَبِستَ الدَهرَ مُستَمتِعاً بِهِ
تَخرَقتَ وَالملبوسُ لَم يَتخرَّقِ
وَلَم أَرَ كَالأَلحاظ يومَ رحيلِهِم
بَعَثنَ بِكُلِّ القَتلِ مِن كلِ مُشفِقِ
أَدَرنَ عُيوناً حائِراتٍ كَأَنَّها
مُرَكَّبةٌ أَحداقُها فَوق زِئبَقٍ
عَشِيَّةَ يَعدونا عَنِ النَظَرِ البُكا
وَعَن لَذةِ التَوديعِ خَوفُ التَفَرُّقِ
نُوَدِّعُهُم وَالبَينُ فينا كَأَنَّهُ
قَنا اِبنِ أَبي الهَيجاءِ في قَلبِ فَيلَقِ
قَواض مَواضٍ نَسجُ داوُودَ عِندَها
إِذا وَقَعَت فيهِ كَنَسج الخدرنَقِ
هَوادٍ لِأَملاكِ الجُيوشِ كَأَنَّها
تَخَيَّرُ أَرواحَ الكُماةِ وَتَنتَقي
تَقُدُّ عَلَيهِم كُلَّ دِرعٍ وَجَوشَنٍ
وَتَفري إِلَيهِم كُلَّ سورٍ وَخَندَقِ
يُغيرُ بِها بَينَ اللُقانِ وَواسِطٍ
وَيُركِزُها بَينَ الفُراتِ وَجِلِّقِ
وَيُرجِعُها حُمراً كَأَنَّ صَحيحَها
يُبَكّي دَماً مِن رحمة المُتَدَقِّقِ
فَلا تُبلِغاهُ ما أَقولُ فَإِنَّهُ
شُجاعٌ مَتى يُذكَر لَهُ الطَعنُ يَشتَقِ
ضَروبٌ بِأَطرافِ السُيوفِ بنانُهُ
لَعوبٌ بِأَطرافِ الكَلامِ المُشَقَّقِ
كَسائِلِهِ مَن يَسأَلُ الغَيثَ قَطرَةً
كَعاذِلِهِ مَن قالَ لِلفَلَكِ اِرفُقِ
لَقَد جُدتَ حَتّى جُدتَ في كُلِّ مِلَّةٍ
وَحَتّى أَتاكَ الحَمدُ مِن كُلِّ مَنطِقِ
رَأى مَلِكُ الرومِ اِرتِياحَكَ لِلنَدى
فَقامَ مَقامَ المُجتَدي المُتَمَلِّقِ
هذه قصيدة جميلة من قصائد الحب للشاعر والفنان جبران خليل جبران، الشاعر اللبناني الذي نشأ في بيئة بسيطة:
يا بنت بيروت ويا نفحة
من روح لبنان القديم الوقور
إليك من أنبائه آية
عصرية أزرت بآي العصور
مرت بذاك الشيخ في ليلة
ذكرى جمال وعبير ونور
يتذكر صباه فتعطر نفسه
وقد اخضرت روحه من حبور
أسر نجواها إلى أرزه
فلم يحتملها حجاب الضمير
وبثها في زفرة، فانطلقت
بخفة البشرى ولطف السرور
تسير في السفح مختالة
كل مكان ضاج بالزرع والورد
فضحك النبت ابتهاجا بها
عن زهر رطب ذكي قرير
عن زهر يحمل ريح الصبا
تبسماً مستتراً في عبير
سرى لبيروت ولاقى شذا
من بحرها رأد الصباح المنير
فعقدا في ثغرها درة
أجمل شيء بين در الثغور
أسماء، هل أبصرتها مرة
تزين مرآتك وقت البكور
تُعتبر هذه القصيدة واحدة من أروع قصائد الحب في العصر الحديث، للشاعر نزار قباني:
حبيبتي، لديَّ الكثير لأقوله…
لديَّ شيءٌ كثير…
من أين أبدأ؟ يا غاليتي
وكل ما فيك أمير.. أمير
أنتِ التي جعلت أحرفي
تحمل روح الحرير
هذي أغانيَّ وهذا أنا
يَضُمُّنا هذا الكتاب الصغير
غداً، إذا قلبتِ أوراقه
واشتاق مصباح وغنت سرير
واخضوضرت من شوقها، أحرف
وأوشكت فواصلٌ أن تطير
فلا تقولي: يا لهذا الفتى
أخبر عنّي المنحنى والغدير
واللوز والتوليب، حتى أنا
تسير بي الدنيا إذا ما أسير
وقال ما قال، فلا نجمةٌ
إلاّ عليها من عبيري عَبير
غداً، يراني الناس في شعري
فماً نَبيذيّاً، وشعراً قَصير
دعي حكايا الناس، لن تصبحين
كبيرةً، إلا بحبي الكبير
ماذا تصير الأرض لو لم نكنْ
ولم تكن عيناك، ماذا تصير؟
يعتبر أحمد شوقي شاعراً مصرياً من شعراء العصر الحديث، وقد كتب قصيدة تتحدث عن الحب:
تأتي الدلال سجيةً وتصنعاً
وأراك في حالك مبدعاً
تهْ كيف شئت فما الجمال حاكم
حتى يُطاع على الدلال ويسمعا
لك أن تروعك الوشاة من الهوى
وعلي أن أهوى الغزال مروعاً
قالوا: لقد سمع الغزال لمن وشَى
وأقول ما سمع الغزال ولا وعي
أنا من يحبك مؤنساً في نفارك
ويحب تيهك في نفارك مطمعاً
قدمت بين يدي أيّام الهوى
وجعلتها أملاً ضائعاً عليك
وصدقت في حبي فلست مبالياً
أن أمنح الدنيا به أو أمنعها
يا من جرى من أنفاسه إلى الهوى
صِرفاً ودار بوَجنتيْه مُشَعْشَعا
الله في كبدٍ سقيت بأربع
لو صبَّحوا رضوى بها لتصدعوا
محمود درويش، الشاعر الفلسطيني المعروف، عبر في الكثير من قصائده عن حبه للوطن كأنه محبوبته. هذه القصيدة تُعتبر رومانسية من نوع النثري:
كما ينبت العشب بين مفاصل صخره
وُجدنا غريبين ذات يوم
وكانت سماء الربيع تؤلف نجماً.. ونجماً
وكنت أؤلف فقرة حب..
لعينيكِ.. غنيتها
أتعلم عيناكِ أني انتظرت طويلاً
كما انتظر الصيف طائرًا
ونمت كنوم المهاجر
عينا تنام، لتصحو عين طويلاً
وتبكي على أختها
حبيبان نحن حتى ينام القمر
ونعلم أن العناق والقبل
طعام ليالي الغزل
وأن الصباح يدعوني للاستمرار
على الدرب، يوماً جديداً
صديقان نحن فسترى بقربيَ كفاً بكف
معاً نصنع الخبز والأغنيات
لماذا نسائل هذا الطريق إلى أي مصير
يسير بنا
ومن أين لملم أقدامنا
فحسبك وحسبي، أنا نسير
معاً إلى الأبد
لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
بديوان شعر قديم
ونسأل يا حبنا، هل تدوم؟
أحبك حب القوافل واحة عشب وماء
وحب الفقير الرغيف
كما ينبت العشب بين مفاصل صخره
وجدنا غريبين يوماً
ويبقى رقيقين دوماً
جميل بن معمر، المعروف بلقب جميل بثينة نتيجة حبه العميق لها، من خلال قصائده يعبر عن معاناته في الحب:
رَمى اللَهُ في عَينَي بُثَينَةَ بِالقَذى
وَفي الغُرِّ مِن أَنيابِها بِالقَوادِحِ
رَمَتني بِسَهمٍ ريشَهُ الكُحلُ لَم يَضِر
ظَواهِرَ جِلدي فَهوَ في القَلبِ جارِحي
أَلا لَيتَني قَبلَ الَّذي قُلتِ شيبَ لي
مِنَ المُذعِفِ القاضي سِمامُ الذَرارِحِ
فَمُتُّ وَلَم تُعلَم عَلَيَّ خِيانَةٌ
أَلا رُبَّ باغي الرِبحِ لَيسَ بِرابِحِ
فَلا تَحمِليها وَاِجعَليها جِنايَةٌ
تَرَوَّحتُ مِنها في مِياحَةِ مائِحِ
أَبوءُ بِذَنبي أَنَّني قَد ظَلَمتُها
وَإِنّي بِباقي سِرِّها غَيرُ بائِحِ
تحمل تراث الشعراء قصائد تعبر عن الحب، ومن بينها هذه الأبيات لمحمود درويش:
على الأنقاض وردتُنا
ووجهانا على الرملِ
إذا مرّت رياحُ الصيفِ
أشرعنا المناديل
على مهل، على مهلِ
وغبنا طيّ أغنيتين كالأسرى
نراوغ قطرة الطل
تعالي مرة في البال
يا أُختاه
إن أواخر الليل تُعريني من الألوان والظلّ
وتحميني من الذل
وفي عينيك يا قمري القديم
يشدني أصلي
إلى إغفاءة زرقاء
تحت الشمس والنخل
بعيداً عن دجى المنفى
قريباً من حمى أهلي
تشهتُ الطفولة فيك
منذ طارت عصافير الربيع
تجرد الشجر
وصوتك كان يأتيني
من الآبار أحياناً
وأحياناً ينقطه لي المطر
نقياً هكذا، كالنار
كالأشجار، كالأشعار ينهمر
تعالي
كان في عينيك شيء أشتهيه
وكنت أنتظر
وشديني إلى زنديكِ
شديني أسيراً
منك يغتفُر
تشتهيت الطفولة فيك
منذ طارت
عصافير الربيع
تجرد الشجر
ونعبر في الطريق
مكبّلين
كأننا أسرى
يدي لم أدر أم يدُكِ
احتس وجعاً
من الأخرى
ولم تطلق كعادتها
بصدري أو بصدرك
سروة الذكرى
كأننا عابرون دربٍ
ككل الناس
إن نظرا
فلا شوقاً
ولا ندماً
ولا شزرا
ونغطس في الزحام
لنشتري أشياءنا الصغرى
ولم نترك لليلتنا
رماداً.. يذكر الجمرا
وشيء في شراييني
يناديني
لأشرب من يدك
ترمد الذكرى
ترجّلَ، مرةً، كوكب
وسار على أناملنا
ولم يتعب
وحين رشفتُ عن شفتيك
ماء التوت
أقبل عندها، يشرب
وحين كتبتُ عن عينيك
نقّط كل ما أكتب
وشاركنا وسادتنا..
وقهوتنا
وحين ذهبتِ..
لم يذهب
لعلي صرت منسياً
لديك
كغيمة في الريح
نازلة إلى المغرب
ولكني إذا حاولتُ
أن أنساك..
حطّ على يدي كوكب
لك المجد
تجنّح في خيالي
من صداك..
السجن، والقيد
أراك، استندتُ
إلى وسادٍ
مهرةً، تعدو
أحسكِ في ليالي البرد
شمساً
في دمي تشدو
أسميك الطفولة
يشرئب أمامي النهد
أسميكِ الربيع
فتشمخ الأعشاب والورد
أسميك السماء
فتشمت الأمطار والرعد
لك المجد
فليس لفرحتي بتحيُّري
حد
وليس لموعدي وعد
لك المجد
إيليا أبو ماضي، شاعر لبناني وُلد في عام 1890م وتوفي في عام 1957م، يعتبر من أبرز شعراء المهجر، ومن أجمل ما قال في الحب:
اسألوها أو فاسألوا مضناها
أيّ شيء قالت له عيناها؟
فهو في نشوة وما ذاق خمراً
نشوة الحب هذه إيّاها
ذاهل الطرف شارد الفكر
لا يلمح حسناً في الأرض إلاّ رآها
السواقي لكي تحدّث عنها
والأقاحي لكي تُذيع شذاها
وحفيف النسيم في مسمع
الأوراق نجوى تبثّها شفتاها
يحسب الفجر قبسه من سناها
ونجوم السماء بعض حلاها
وكذلك الهوى إذا حلّ في الأرواح
سارت في موكب من رؤاها
كان ينهى عن الهوى نفسه الظمأى
فأمسى يلوم من ينهاها
لمس الحبّ قلبه فهو نار
تتلظّى ويستلذّ لظاها!
كلّ نفس لم يشرق الحب فيها
هي نفس لم تدر ما معناها
أحدث التعليقات