تُعتبر الأم من الدعائم الأساسية في حياة الإنسان، فوجودها يتجاوز كثيرًا تقديم المهام المنزلية؛ إذ تُعدّ مصدرًا هامًا للدعم المعنوي الذي لا يمكن لأحد آخر تقديمه. تمثل الأم سر نجاحاتنا في الحياة، لذا نخصص في هذا المقال مجموعة من أجمل الأشعار التي تحتفي بها.
أمي، حضن المحبة، جنة المأوى،
ورح روح الفضيلة، منبع التقوى.
أمي، حصن الكرامة، قلبها وطن،
سِجل الطهر لا يخفى ولا يُطوى.
مواقف العز تعتلي وسط الشرف،
التي تُروى عنها بطولات الأوطان.
راية الفخر حلقت فرحًا،
تعانق الصباح في أحلامنا بكبرياء.
أمي، بلادي، تاريخي، وذاكرتي،
أمي حياتي والأيام التي أهوى.
منارة الرشد، وما إن تكون منقذتي،
من الضياع إلى بلوغ الغايات العليا.
أمي تحملت لأجلي نيران الأسى،
جمر العذاب من دون أن تشتكي يوماً.
إن انتصاري بجنب طاعتها،
كان سلاحي الأقوى الذي اعتززت به.
كانت تصارع هموم الحياة بقوة،
تواجه النوائب والأحزان بلا تردد.
طَلَبْتُ من بحار شعري أن ينقلني،
إليك نصًا مفعمًا بحلاوة المن والسلوى.
وكيف للبحر أن يحتوي بداخله،
محيط حب عميق بهذا الشكل؟
طالما حبك يملأ قلبي،
فلن أعاني من العطش، بل أكون مرتويًا.
أماه، يا نبضًا يعيش في خلجاتي،
أماه، يا نغمة تُرافق ضحكاتي.
أماه، يا نبعًا ينساب مبتسمًا،
وهناك يتدفق حروفي ولغاتي.
أنتِ أجمل الأضواء في مد الذاكرة،
أهديكِ لحنًا ينبض من أبياتي.
أدعو الإله بأن تبقي بيننا،
شمسًا تضيء ظلمات الحياة الدامسة.
أشعلت روحي في فضائك الشمعة،
لتنير دربك في صبح حياتي.
جمال الحديث إذا نطقت فيه،
فصوتك يأسر الروح بأعذب اللحون.
أيقنت أنك فردوس ربي، زهرة،
يا بهجةً لي في الأوقات الصعبة.
وطني تحتضن فيه أحلام الزمن،
لله درك، وطن الرحمات.
يا مطلع الفجر في عتمة الدجى،
في صدرك الرحيب تكمن ذاتي.
مصاعب الحياة تكشف جوهرها،
حتى يتجلى أروع الملكات.
سبحان من أبدع الحنان في قدرته،
يهدي إلينا أبهى اللحظات.
إنّي لتغمرني الفضائل الكريمة،
مثلما يطرب الغريب بلقاء قريب.
تهزني ذكريات المروءة والكرم،
كاهتزاز الشوق المتجدد في الروح.
فإذا رزقت خُلُقًا محمودًا،
فقد اصطفاك رب الأرباب.
فالناس بينهم حظوظ شتى،
فهذا غناه من المال، وذاك من العلم،
يحتاج مكارم الأخلاق ليكون الأسمى.
والمال إن لم يُحصن بالعلم،
فهو مفتاح للشقاء.
والعلم بلا أخلاق لا يثمر،
فلا تعتقد أن العلم يكون كافيًا.
من يقوم بتربية النساء هو الأقدر،
ففي الشرق يتجلى سر النجاح.
الأم هي المدرسة، فإذا أعددتها،
أعددت شعبًا طيب الأعراق.
الأم روضة إذا تعهدتها الحيا،
أورقت أيما إيراق.
الأم أستاذ الأساتذة العظام،
تظل آثارهم خالدة.
أنا لا أنادي بتحرير النساء كأنهن سائحات،
بين الرجال يتجولن بلا قيود.
ليس لهن وازع ولا قيود،
يفعلن أفعال الرجال من دون حياء.
تمر الأزمان في دوراتها،
دولٌ وقد تقيدت بجمودها.
فتوسطوا في الحالتين وأنصفوا،
فالشر يكمن في الإفراط والتفريط.
ربوا البنات على الفضيلة،
ففي المواقف الحاسمة يكمن خيرهن.
وعليكم أن تبرزوا بناتكم لنور الهداية،
وعلى الحياء الدائم.
صباح الخير، يا قدّيسي الجميلة.
مرّ عامان على الولد الذي أبحر في رحلته الخرافية،
حاملاً معه صباح بلاده الخضراء ونجومها وأنهارها، وكل أحلامي.
خبّأ في ملابسه النعناع والزعتر،
وليلكة من دمشق.
أما أنا، فقد عاد مقعدي ليضجر،
ودخان سجائري يعكّر صفو يومي.
أحزاني كالحمام تبحث عن بيدر.
عرفت نساء أوروبا، عواطف الإسمنت والخشب،
حضارة الهموم.
طفت الهند، وطفت السند، وطفت العالم الأصفر،
لكن لم أجد امرأة تمشّط شعري الأشقر،
وتحمل في حقيبتها إليّ عرائس السكر،
وتكسوني إذا أعرى، وتعينني إن سقطت.
يا أمي،
أنا الولد الذي أبحر،
ولا زالت عرائس السكر تعيش في بالي.
فكيف، كيف يا أمي،
أصبحت أبًا دون أن أكبر؟
أحدث التعليقات