لليل، أحبك… فما تبقى في السماء من نورٍ يجمعني بك، إلا ضواني الليل… أحبك في كل صباح. وفي اللحظة التي كانت مليئة بالصد والغطرسة، أرى قبري بين عينيك وقلبك. في صدري توجد شعلة حزينة ومكسورة، رغم المطر والريح… رفعت هذا العبء لأجلك. والله، لا توجد غير آلامي وقصور أحلامي. وخوفي عليك يا ربي… ومتى سأظل أُبني على صمتك جسورًا؟ لقد حيرتني أسباب السلام في حربك. العمر أحبك… فما تبقى في داخلي من مشاعر. ومتى ابتعدت عني الحياة… كيف لي أن أحبك؟
أعتذر… عن كل شيء… إلا الحب. إن الحب ليس له عذر لدى. أعتذر… عن أي شيء… إلا الجراح، فليس للجراح إلا الصبر. إذا ضايقك أنني على بابك، فليلة الألم… وأنا في دربك مشيت عمري، وقلبى بات متقدمًا… أعتذر، أعتذر… أشعر بالندم الشديد… عن كل شيء… إلا الهوى… فليس للحب عندي عذر. هل تصدقين… لم أختر أن أحبك. فليس هناك من يحب ما يريد… سكنت جروحي رغمًا عني، يا حبي العذب الممزوج بالمرارة. أتمنى لو كان الحب واليك كذبة، لأعتذر لك عن حبي، ولا أقول كوني معي. إذا ضايقك أنني على بابك، فليلة الألم… وأنا في دربك مشيت عمري، وقلبى بات متقدمًا… أعتذر… أعتذر… أشعر بالندم الشديد… عن كل شيء… إلا الحب… فليس للحب عندي عذر. الله كريم… حبك هو همي القديم… وجرحي المتجدد… والله عليم… يا أجمل العيون… إن الفراق هو جزاء الفراق… عهدك كان الطريق يبعدك… سأبدأ بالسير، وإذا كانت قسوة الزمن تُسعدك… فليس لي رفيق. سأجمع أوراق السنين وأودعك، كان الفراق كما تريده… الله معك.
سافري… لو كان يرضيك السفر، جربي أن تستبدلي ليلك بالصباح. بدلي رمال الشواطئ بأمواج البحر، واتركي الرياح تحملك إلى حيث تريدين. سافري حتى تبكين المطر، واضحكي حتى لا يضيق بك المكان. وإذا شعرتِ بالضجر، فدعِي الشوق إلى ديارك يحلق. عودي مع ابتساماتك، فهي عذر مثلما الدموع في عينيك تُعبر عن السماح. أنتِ العين من طول النظر، وأنتِ القلب من كثرة الجراح.
يا أجمل الحزن… لدموعك تحيةٌ من حبيبٍ، فالكلام منه قد تبقى. أين أنا منك… الزمن غربني، خانني النور وأبعدني الظلام. لو أردت التعزية… فقد سالت دمعتي. هل تعرف أن الدموع في حبك… حرام؟ وإذا حاولت مواساتك… فالحب لا يكفي. إذا أردت عذرًا، فلن يكفي الغرام. أعطني من عذابك، يا البعيد، صرخةً تجعل ظلوعي حطام. آه… لو كان بيدي أن أبكي معك، قطرات لا يدري عنها الغمام. لا يجعلني الوقت أبخل بالبكاء، وأنت لأجلك حرمتني الابتسامة. يا أطهر الحزن… إذا كان القصيد يشفي الغم ويظهر البدر. لو أستطيع كتابة الشعر في نورك، لأمحيت من السماء كل كآبة. عسى البدر أن لا يغيب نوره عن حبيبٍ، لا يزال منه الكلام.
قادر الله… قادر الله. يا غضي… قادر الله أن نلتقي في وسط الطريق. خطوة مني وخطوة منك، وشوارع الفراق تضيق. قادر الله، فالمحبة هي من الله. لتوضع في قلوبٍ تتنعم بشبابها، وقلبٍ يتعذب ويذوب. قادر الله… قادر الله. لا، ولا يا صاحبي الذي يضحك… لم أرك يومًا عابسًا. اعتدنا على رؤيتك، سوى كونك بهجة للنفوس. قادر الله… قادر الله. ليته كان في جزيرة، لا يصل إليها سوانا، حولنا بحور غزيرة. لنقضي فيها عمرنا. قادر الله… قادر الله.
أحدث التعليقات