في أي عهد تم فتح بيت المقدس؟ ولماذا اهتم المسلمون به لهذا الحد؟ فبيت المقدس ليس مجرد مسجد بالنسبة للمسلمين، فقد اعتبروه عرضًا لهم لا يجوز المساس به، وحتى يومنا هذا تجدهم يبكون دمًا حزنًا على ما أصابه، وعبر موقع سوبر بابا تتعرف على تاريخ فتحه.
مرّ بيت المقدس بعدد من التغيرات، والكثير من الاستعمارات، إلى أن فتحه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في 13 رمضان 15هـ الموافق 18 أكتوبر 636م، ولم يكن هذا سريعًا، بل بُذلت الكثير من الأرواح في سبيل استعادته.
اقرأ أيضًل: قصة الكوفية الفلسطينية
في العهد الذي فُتح به بيت المقدس.. حين أخذ عمر بن الخطاب مفاتيح بيت المقدس ودخله وجده خرابًا وقد انتهكت حرمته، فبدأ مع الصحابة يكنسون المسجد ويزيلون التراب عنه، ثم بعد هذا توالت العمارة والتجديد فيه.
صعد رضي الله عنه إلى الصخرة المشرفة بعدما تم فتح بيت المقدس، وجلس يستشير أصحابه في مكان يبني فيه مسجدًا، فقال كعب الأحبار إنه يُفضل أن يكون وراء الصخرة، ولكن عُمر لم يوافق، ثم نهض ليُصلي في الموضع الذي اعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى فيه ليلة الإسراء والمعراج.
بنى بعدها مسجدًا صغيرًا على نفس خط سور المسجد الأقصى من ناحية القبلة، وكان متواضعًا جدًا، حيث بُنيّ من عروق خشبية، ولكنه كان واسعًا من الداخل يمكن أن يسع 3 آلاف مُصلي.
لم يتفق المؤرخون على من الي كان له اليد في إصلاح وترميم المسجد الأقصى وقتها، إلا أن أغلبهم قد أجمع على أن عبد الملك بن مروان قد أمر ببناء المسجد وترميمه، إلا أن الأمر لازال واقفًا حتى عهد الوليد بن عبد الملك، والذي أولاه اهتمامًا كبيرًا؛ لما رأى من مكانته لدى المسلمين آنذاك.
بعهد الخليفة أبي جعفر حصل زلزال، عام 138هـ وعلى إثره تضرر المسجد كثيرًا، وسقط من شرقه وغربه، لذا أمر الملك بترميمه، إلا أن هذا لم يدُم كثيرًا، حيث تعرض المسجد لهزّة أرضية أخرى بسنة 158هـ.
مما جعل الخلفية المهدي يذهب إلى بيت المقدس ويُشرف على بنائه مرة أخرى، ومن بعدها اهتم الخلفاء العباسيين كثيرًا بالمسجد والأرض المحيطة به، وبقيت آمنة لمدة طويلة، حتى أنه إذا ما سافر أحدهم مارًا به كان عليه أن يحمل ما يُثبت هويته وإلا كان يُزج به في السجن إلى أن يُستدل عليه.
أصيب المسجد بزلزال آخر عام 406هـ، وحين تولى الخلافة الظاهر لإعزاز دين الله، أصدر أمرًا بإصلاح المسجد وترميم ما تصدع بع، وتصدّع مرة أخرى عام 425هـ، وأمر بإصلاحه مرة أخرى.
حين تولى الخلافة المنتصر بالله عام 448هـ أمر بإصلاح الحائط الشمالي والأروقة المُتصدعة بكامل المسجد.
من عام 493هـ وقعت القُدس في أيديهم، وبقيت هكذا 90 عامًا، كانت مليئة بالقتل والإساءات، وبالنسبة للمسجد فقد حولوه إلى كنيسة، ووضعوا على قبته صليبًا، وجعلوا من الأقبية التي تحت المسجد اسطبلات.
أتى صلاح الدين عام 583هـ، وفُتح في عهده بين المقدس من جديد، وأُزيلت التماثيل والصلبان المُنتشرة بكل مكان، كما أحضر منبر السلطان نور الدين محمود وتركه في محراب المسجد.
توالت بعد هذا الإصلاحات العمرانية، والتي جعلت المسجد الأقصى بارع الجمال، من بينها قبة المعراج، والقبة النحوية، وأسبلة الماء.
تولى الظاهر بيبرس سلطنة بيت المقدس، وكان هذا عام 661هـ، وكل ما وجده مهدومًا من أبنية المسجد التي تهدمت، وأنشأ أيضًا خانًا للتجار، ووقف عليه كثيرٌ من الأعيان، وجعل خمسة آلاف درهم للاهتمام بشؤون المسجد، ولم ينفك السلاطين بعدها عن الاهتمام بالمسجد.
بالقرن الثامن والتاسع عشر، كان التغييرات الكبيرة بالمسجد الأقصى، حيث كان أولها على يد السلطان سليمان القانوني، والذي بنى سور المدينة، والسلطان عثمان الثالث الذي قام بإصلاح سقف المسجد الأقصى من الخارج.
السلطان محمود الثاني وعبد الغزيز اهتما بإصلاح وترميم المسجد أيضًا، إلى أن أتى السلطان عبد العزيز وأضاف إلى المسجد الزجاج الملون.
حين أتى السلطان عبد الحميد، فرش المسجد بالبسُط المصنّعة في بلاد فارس، وسجاجيد من آسيا الوسطى، وعبد الحميد الثاني أضاف شمعدان الفضة الكبير، وقام بالعديد من التجديدات في سبيل قايتباي.
قام بالعديد من الترميمات، من عام 1920م- 1948م، وقام بالعديد من الإصلاحات حين رأى عليه بعض علامات التصدع.
بعد عام 1967م توقفت تمامًا الإصلاحات والترميمات منذ أن جاء الاحتلال اليهودي، فقد كان هُناك عقبات كثيرة أمام المعمارين، إضافة لعمليات الحفر والتنقيب التي كان اليهود يقومون بها.
كانت أعمال الحفر بجوار المقدسات.. ما أدى لتصدعها، وانتهى بهم الأمر بحرقهم للمسجد عام 1969م، وتستمر هذه المؤامرات على المسجد إلى يومنا هذا.
لكن على الأقل بعد هذا الحرق بقيت أعمال الترميم للمسجد مستمرة، وقام المسلمون بالكثير من أعمال الترميم، والتي جعلته يُفتح للمصلين عام 1996م.
اقرأ أيضًا: أبيات شعر عن الكوفية الفلسطينية
منذ العهد الذي فُتح فيه بيت المقدس وحتى يومنا هذا بلغت القدس مكانة كبيرة جدًا لدى المسلمين، مما جعلهم يحاولون استعادتها مرات كثيرة، وباستماتة كبيرة، فلماذا كان ذلك؟
في العهد الذي فُتح به بيت المقدس، نعِم بالكثير من الأمان.. فتحت راية الإسلام ساد العدل والأمان، كيف لا وهو عهد الفاروق عُمر بن الخطاب؟
أحدث التعليقات