فوائد فعل الخير في الإسلام كثيرة، ولا يقتصر مفهوم فعل الخير على الإعانة وإعطاء الصدقات، بل يتمثل في مصلحة المجتمع بشكل عام، وسنتعرف أكثر على هذا الموضوع من خلال موقع سوبر بابا.
يوجهنا الإسلام للكثير من الأمور الأخلاقية التي يجب القيام بها، وحثنا رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- بالكثير من الأمور الخيرة والأخلاقية التي من واجبنا القيام بها.
اقرأ أيضًا: اللهم اكتب لي الخير حيث كان
يعتمد التعرف على فوائد عمل الخير في الإسلام الاهتمام بالتعرف على أثرها، فكل فعل يقوم به الإنسان يؤثر على نفسه سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، ويؤثر العمل الخيري كذلك في نفسه.
الرياء يعتبر حرامًا بإجماع، وهو أقبح أنواع الرياء المتعلق بالإيمان فهو شيم المنافقين، ويعد من الاستهواء برب العالمين، ومن الممارسات الخاطئة التي يفعلها بعض الناس أنه يتصدق على مجموعة معينة بهدف الحصول على منفعة من وراء ذلك، فهذا لا ثواب له في الآخرة.
لأن فعل ذلك يكون للحصول على شيء في الدنيا وليس خالصًا لوجه الله، ولكن إذا فعل شيئًا وكان في قصده أنها لله ثم عُرض عليه قصد دنيوي فشرك في نيته، فهذا صدقته لا تبطل ولكن يُنتقص من ثوابها لأنه لم يخلصها لله.
بعض الأغنياء نجدهم يوزعون زكاتهم بمجرد الرأي المرتجل ولا يرى ما هو الأصلح شرعًا ويتبع الشروط والضوابط التي تُتبع في توزيع الزكاة، والرجوع للعلماء الفاهمين لأحكام الزكاة، فتراه يُحدد المستحقين ويلزمهم بأمور وغيرها من الأشياء كأنه يتصرف في ماله الخاص وليست زكاة.
لكن يجب عليهم الرجوع للفقهاء ومشاورتهم في الأمر ومعرفة مصلحة الأمة، وتعيين الصدقات والزكاة والوصايا، فتصدق الغني على شخص ما أو الإحسان إليه بغرض الثناء أو المكافأة لا يصح، بل يجب أن يكون في نيته أنها خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى.
حيث قال تعالى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) سورة الإنسان، قال القرطبي: (ومتى أنفق ليريد من المنفق عليه جزاء بوجه من الوجوه فهذا لم يرد وجه الله فهذا إذا أخلف ظنه فيه من بإنفاقه وآذى).
كذلك الشخص الذي يتصدق بهدف الدعاء له فهذا يعتبر طلبًا للمعاوضة ولم يخلص لله والواجب عليه أن يكون قلبه خالصًا لله ولا ينتظر شيئًا في المقابل.
من العادات الشائعة أن الشخص المُتصدق يريد إظهار المنّة على من يعطيه، فيقوم بالعد له ويقول له أعطيتك وأعطيتك، سواء كان هذا الموقف فيما بينهم أو في مكان عام، فتبطل الصدقة ولا يؤجر عليها؛ لأنه لم يقصد الثواب لله وإنما لغرض لنفسه، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى) سورة البقرة.
الذي يتصدق على مرأى من الناس بهدف السُمعة وأن يتحدث الناس عنه بالمدح، ويكون هذا الغرض غير مرئي لا يقبل الله منه عمله.
كالذي إذا أراد أن ينفق على مشروع ما، قام بعمل مؤتمر وأحضر الصحافة، وبعضهم لا يشارك في مشروع إلا إذا كان مكتوبًا عنه في الصحف والمجلات، وبعضهم يكرم الناس أفضل كرم في لقاءاته وتجمعاته مع الناس.
لكن إذا لجأ له فقير أو احتاجه أحد أقاربه امتنع عن المساعدة، يجب أن يعلم هؤلاء أن ما يفعلوه من رياء يبطل الصدقة كما في قوله تعالى: (كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) سورة البقرة.
أما إذا حتم عليه الجهر بالصدقة بسبب أمر ما وترتب عليها أشياء جيدة كإخبار الناس بأهمية مشروع ما أو للاقتداء به فليس عليه حرج ولا يعتبر من الرياء لأن مقصده كان خيرًا.
من المسائل الخطيرة أن ينحاز في صدقته، فلا يتحرى عن المستحق فيها فيعطيها لقريبه الذي لا يستحقها لينال رضاه ومدحه، أو يعطيها لناس يريد منهم مصلحة ما، أو يكون فقيرًا يدين له فيخصم الزكاة منه وهذا شيء خاطئ.
من الأكيد أن فوائد عمل الخير في الإسلام يمكن أن تأتي بتأثير مجتمعي جيد مع وجود الرياء، إلا أن العبد لا يحصل منها على أي حسنات تُفيده يوم العرض على الله.
اقرأ أيضًا: مفهوم العمل وحكمه الشرعي
إذا رغب العبد في حصد فوائد عمل الخير في الإسلام سيكون عليه أن يعلم أن هُناك شروط للقيام بالأعمال الخيرية، لأن أي خطأ سيقوم به سيضيع عليه ثواب العمل.
عمل الخير في الإسلام هو كل ما يحبه الله عز وجل، وهناك العديد من المجالات للعمل الخيري لكي يتمكن الإنسان من فعله مهما كانت ظروفه.
اقرأ أيضًا: السماحة في الإسلام
يوجد بعض الحوافز التي تساعد المسلم في فعل الخير والبدء فيه والاجتهاد، فالبعض يحتاج إلى داعم أو حافز للقيام بشيء ما.
فائدة فعل الخير في الإسلام الأعظم أنه نوع من العبادة، وله آثار إيجابية كثيرة، فلا يجب أن نضيع ثوابه وفائدته، ونستهين بها.
أحدث التعليقات