زيت السمسم

يعتبر زيت السمسم أحد الزيوت القديمة التي استخدمت على مر العصور، ويستخرج من بذور السمسم المعروف علمياً باسم Sesamum indicum. يتميز هذا الزيت بنكهته الطبيعية اللذيذة، ويعد شائعاً بشكل خاص في مناطق آسيا والشرق الأوسط، حيث يلعب دوراً مهماً في المطبخ الصيني والكوري والياباني. على الرغم من قيمته الغذائية العالية، فإن الأبحاث حوله لا تزال محدودة. يوجد نوعان رئيسيان من زيت السمسم: الأول هو الزيت الخام المُستخرج باستعمال الضغط، والذي يتميز بلونه الأصفر الباهت، والثاني هو الزيت المحمص الذي يستخلص من بذور السمسم المحمصة ويظهر بلون بني داكن. بالإضافة إلى ذلك، يتم إنتاج زيت السمسم الهندي بطريقة تتضمن استخدام درجات حرارة أعلى قليلاً مما يمنح الزيت لوناً أغمق.

من المهم أن يتجنب الأشخاص الذين لديهم حساسية من السمسم تناول هذا الزيت أو أي منتج يحتوي على السمسم مثل الطحينية، بعض المخبوزات، أنواع معينة من حبوب الإفطار، الفلافل، الحمص، المعكرونة سريعة التحضير، السوشي، وغيرها من الأطعمة. تختلف أعراض الحساسية من شخص لآخر، وقد تظهر ردود فعل غير متوقعة تتراوح من خفيفة مثل الشرى إلى شديدة مثل صدمة الحساسية.

استخدامات زيت السمسم

يُعتبر السمسم من أقدم المحاصيل الزراعية التي عرفها البشر، حيث تم استخدامه لأول مرة كمحصول في بابل وآشور منذ أكثر من 4000 سنة. استخدمت بذور السمسم لتوفير البهارات والزيوت، وكان البابليون يصنعون الكعك من بذور السمسم. استُخدم هذا الزيت قديماً لأغراض الطهي، والطب، والعناية بالجمال، واستخدمه الهنود القدماء كزيت للإضاءة. كما تم استخدام بذور السمسم في الطقوس الدينية الهندوسية، واعتقد الصينيون أن بذور السمسم تعزز الصحة وتساعد على إطالة العمر. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر زيت السمسم علاجاً فعالاً لمشاكل الشعر، القلق، الصدفية، الثآليل، والجروح، كما يُستخدم أيضاً في الوقاية من لدغات الحشرات.

من الجدير بالذكر أن زيت السمسم غني بالدهون الأحادية وغير المشبعة، مما يجعله خياراً صحياً للطهي وصناعة الصلصات. يتمتع زيت السمسم بنقطة دخان عالية، مما يجعله مناسباً للقلي بدرجات حرارة مرتفعة. تُعتبر نقطة الدخان هي درجة الحرارة التي يبدأ عندها احتراق الزيت، مما قد يؤدي إلى فقدان بعض الفوائد الغذائية وظهور طعم غير مرغوب فيه. يمكن أيضاً إضافة بذور السمسم إلى الأطعمة لتعزيز النكهة.

فوائد زيت السمسم

يوفر زيت السمسم العديد من الفوائد الصحية، منها:

• التقليل من الالتهابات في الجسم: الدراسات الأولية أظهرت أن زيت السمسم يمتلك خصائص مضادة للالتهابات، والذي قد يُعزى إلى مركب السيسامين الموجود في بذور الزيت.
• تخفيف الحروق: بعض الدراسات أظهرت أن تطبيق مرهم حروق يحتوي على زيت السمسم يمكن أن يزيد من سرعة الشفاء ويقلل الألم لدى المصابين بالحروق.
• خفض مستويات سكر الدم: وجدت دراسة أن استبدال زيت الطهي بأحد أنواع زيت السمسم لمدة 45 يوماً يمكن أن يؤدي إلى تقليل مستويات سكر الدم في مرضى السكري الذين يتناولون دواء جليبنكلاميد.
• تقليل التهاب اللثة: أشارت أبحاث إلى أن استخدام زيت السمسم في الفم لمدة دقيقة قبل تنظيف الأسنان قد يقلل من التهاب اللثة وتراكم البلاك عند الأطفال المصابين بالتهاب اللثة.
• تحسين نمو الرضع: دراسة أظهرت أن تدليك الأطفال بزيت السمسم لمدة شهر قد ينشط عملية النمو لديهم.
• فتح الجيوب الأنفية: يُستخدم زيت السمسم في الطب التقليدي المعروف بالأيورفيدا لتخفيف مشاكل الجيوب الأنفية، حيث يساعد في فتح التراكمات المسدودة وتقليل البلغم. وفي حالات الحمى، يفضل استخدام زيت جوز الهند البارد بدلاً من زيت السمسم.

القيمة الغذائية لزيت السمسم

يوضح الجدول التالي المحتوى الغذائي لكل 100 مليليتر من زيت السمسم، والذي يُستخدم في إعداد السلطات أو الطهي:

محاذير استهلاك السمسم

يُعتبر استهلاك السمسم آمناً عند الكميات المتواجدة في الطعام، كما يمكن استخدام زيت السمسم كسبراي للأنف بشكل آمن لمدة تصل إلى 20 يوماً. ومع ذلك، لا توجد معلومات كافية حول سلامة استخدامه في بعض الحالات الصحية. إليك بعض المحاذير فيما يتعلق باستهلاك السمسم:

• الحمل والرضاعة: يُعتبر استهلاك السمسم آمناً بالكميات الغذائية، لكن لا توجد معلومات كافية عن تناول كميات أكبر.
• الأطفال: يعد استهلاك زيت السمسم آمناً بالكميات الغذائية، ويمكن تناوله عن طريق الفم على المدى القصير مثل جرعة 5 مليليتر قبل النوم لمدة تصل إلى 3 أيام.
• مرضى السكري: قد يؤثر السمسم على مستويات السكر في الدم، مما قد يجعل من الصعب السيطرة على تلك المستويات.
• الجراحة: يُفضل تجنب استخدام زيت السمسم قبل إجراء أي عملية جراحية بأسبوعين بسبب تأثيره المحتمل على مستويات السكر في الدم.