جاء تشريع الزواج من المولى -سبحانه وتعالى- لتحقيق قيم سامية وأهداف نبيلة، تتمحور حول الحب والتفاهم. ولكن إذا تضررت هذه القيم وتغيرت، وبدأت النفوس في التوتر، وأصبحت الفجوة بين الزوجين واضحة بسبب اختلاف العادات والتقاليد، ظهرت أجواء من البغض والملل. وبذلك تظهر مشكلات جسيمة تؤثر على حياتهما.
قد يصبح أحد الزوجين مائلًا عن التزاماته، أو يتجه نحو أنماط الحياة السلبية، أو يعاني من مشكلات صحية تتعلق بالإنجاب، أو يواجه صعوبات اقتصادية تمنعه من تلبية احتياجات الأسرة. كل هذه الأسباب تؤدي إلى تدهور العلاقات، وقد تساهم في التأثير السلبي على الأبناء إن وجدوا، مما دفع الله -سبحانه- لإقرار الطلاق كحلٍ لمثل هذه المشاكل.
قال الله تعالى في كتابه العزيز: (وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا)، فالله -سبحانه- لديه قدرة عظيمة على أن يرزق كل طرف ما هو أفضل له من شريكه. فقد يمنح الزوج الزوجة المناسبة التي تلبي احتياجاته، بينما قد يرزق الزوجة بشخص يقدرها ويعزز مكانتها.
وقد يتحقق الرزق بمقابلة كل زوج للطرف الذي يحقق له ما كان ينقصه في زواجه السابق، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يعاني الرجل من زوجة سيئة الأخلاق، ثم يعوضه الله -سبحانه- بشريكة أمينة وصالحة تتسم بالأخلاق الطيبة.
على الجانب الآخر، قد تجد المرأة ذاتها متزوجة من شخص يركز على المظهر الخارجي فقط، فيرزقها الله برجل يقدر جميع جوانب شخصيتها، فالله -سبحانه- لديه القدرة على تعويض النفوس بما يريحهم من حكمته الواسعة.
لقد رأينا الكثير من الآثار السلبية التي تترتب على استمرار الزواج بين شخصين لا يكنان الحب لبعضهما، أو وصل بهما الأمر إلى الكراهية. ويمكننا تلخيص هذه الآثار السلبية على النحو التالي:
وقد ورد في صحيح البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد فرق بين ثابت بن قيس وزوجته بسبب عدم ارتياحها لمظهره. فقالت: (يا رسول الله، ما أنقم على ثابت في دينه ولا خلقه، ولكن أخاف الكفر. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: فترضين عليه حديقته؟ فقالت: نعم، فاسترجعت الحديقة وطلب منه أن يفارقها).
إن حرمان الأطفال من بيئة مليئة بالحب والرعاية، وعدم استخدام الآباء لأساليب التفاهم الجدّي، يؤدي إلى تأثيرات سلبية على نموهم النفسي وحياتهم. كما أن مشاهد الإيذاء والصراعات المستمرة تؤثر بشكل كبير على حالتهم النفسية.
الأفضل لهؤلاء الأطفال هو أن ينفصل الآباء ليعيشوا بشكلك أفضل، فقد يكون التغيير مدخلاً لوجود زوج أبوى عطوف أو زوجة أم حانية عليهم. وهذا ليس تشريداً كما يعتقد البعض، بل هو بمثابة تحقيق الراحة لكل أفراد الأسرة من خلال قرار الطلاق وتخفيف حدة مضاعفات الزواج غير الناجح.
أحدث التعليقات