فهم سورة الحجرات وتفسير معانيها

مقدمة حول سورة الحجرات

تُعتبر سورة الحجرات من السُور المدنية، وتتألف من ثماني عشرة آية. تتناول هذه السورة مجموعة من الأخلاق التي يجب على المسلم الالتزام بها، ولذلك وُصفت بأنها سورة الأخلاق.

تتناول السورة العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية التي كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث نتعلم منها الحكمة والعبر التي تبقى خالدة عبر الزمن. فالقرآن الكريم هو كتاب دائم يتجاوز الزمان، وقد سلطت السورة الضوء على الكثير من المسائل المهمة في حياة البشرية.

سبب التسمية بسورة الحجرات

سُميت سورة الحجرات بهذا الاسم نسبةً إلى غرف أو بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أماكن زوجاته من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً. القصة المتعلقة بالحجرات تتعلق بأشخاص جفاة كانوا يُنادون النبي بصوتٍ عالٍ طالبين منه الخروج إليهم، دون مراعاة لهيبة منصبه. كما جاء في الآية الكريمة: (إن الذين يُنادونكَ من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون).

تحتوي السورة أيضاً على أمرٍ إلهي ينهي عن التجاوز في الحديث أمام النبي صلى الله عليه وسلم، ويشدد على وجوب احترامه وتوقيره، وتجنب الكلام معه كحديثهم مع بعضهم البعض.

المسائل المهمة التي تناولتها سورة الحجرات

تسلط السورة الضوء على ضرورة الالتزام بما يجري في إطار أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وضرورة عدم تقديم آرائنا أو أحكامنا على أحكام الشرع القائم على كتاب الله وسنة نبيه. يتضح ذلك من خلال الآية الأولى في سورة الحجرات.

هذه الاحترام لأمر الله سبحانه وتعالى وأمر النبي هو تأكيد خاص على أهمية عدم رفع الصوت في حضرة النبي أثناء حياته، ويمثل هذا من أبرز القضايا التي عالجتها السورة، بما في ذلك قضايا الغيبة، والتنابز بالألقاب، التجسس، والقتال، والنزاع بين المؤمنين. فقد حرّم الله كل ما يمكن أن يُلحق الضرر بالمسلمين والمجتمع الإسلامي من خلال تحريم الأمور المذكورة.

الفوائد والعبر المستقاة من سورة الحجرات

تحتوي سورة الحجرات على مجموعة من الفوائد التي ينبغي على المسلم معرفتها لتحقيق الهدف العظيم من فهم الآيات وتطبيق ما جاء فيها من أحكام. وفيما يلي بعض تلك الفوائد:

  • اسم (الحجرات) مشتق من كلمة الحجر، مما يعني الكبح والمنع، لذا فإن السورة وآياتها تعمل على حماية المسلم وصون عرضه.
  • تحتوي السورة على ست ندآات، وتكررت فيها الناهية عشرة مرات، مما يدل على أنها بمثابة دستور للأخلاق.
  • عند نزول الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صوت النبي…)، ظن ثابت بن قيس أنه من أهل النار، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم طمأنه قائلاً: (بل هو من أهل الجنة)، وذلك لأنه كان ذو صوت مرتفع.
Published
Categorized as إسلاميات