يستطيع المرء عند النظر حوله أن يكتشف تنوعًا كبيرًا من الألوان التي تسهم في التمييز بين الكائنات الحية والأجسام الجامدة. يعود الظهور المتنوع لهذه الألوان إلى اختلاف قدرة المواد على امتصاص وإعادة توجيه إشعاعات الضوء الأبيض، بحيث يظهر كل كائن بلون الأشعة التي تعكسه.
يمكن تعريف الضوء الأبيض على أنه مجموعة من الألوان التي تتحد لتشكل طيف الشمس، المعروف بقوس قزح. وقد كان العالم الفيزيائي إسحاق نيوتن هو من أشار إلى تكوّن الضوء الأبيض من سبعة ألوان أساسية، وذلك من خلال تجربته الشهيرة والتي تضمنت تمرير الضوء الأبيض عبر منشور. أدت هذه التجربة إلى فصل الألوان المكونة للضوء الأبيض بناءً على زوايا الانكسار المختلفة لكل لون، مما سمح لنا برؤية الألوان المميزة. الألوان التي نشاهدها تعود إلى تفاعل عيوننا مع الأشعة المنعكسة من الأجسام، مما ينفي الفرضية القائلة بأن الألوان هي خصائص ذاتية للجسم، ويبرز العلاقة المباشرة بينها وبين الضوء الأبيض.
يعمل المنشور على تحليل الضوء الأبيض بطريق مشابهة لتلك التي تُسهم بها قطرات الماء في الهواء في تشكيل قوس قزح. يوضح الفيزيائيون أن جميع موجات الطيف المرئي تنتقل في الفراغ بنفس السرعة، لكن عند انتقالها إلى وسط شفاف، يحدث اختلاف في سرعاتها بناءً على طول الموجة لكل لون. يلعب معامل الانكسار للوسط الشفاف دورًا مهمًا في تحديد مدى انكسار الموجات الضوئية، وهو يختلف من وسط إلى آخر. من خلال تجربة نيوتن، تم تحديد الألوان الأساسية التي يتكون منها الضوء الأبيض، وهي الألوان السبعة التي لا يمكن تفكيكها إلى ألوان أبسط. كما يتباين الطيف الضوئي وفقًا لطريقة انكسار الضوء عن الأجسام المختلفة، مما يؤدي إلى ظهور ألوان جديدة عند انكسار الضوء من البلورات مقارنة بالأحجار الكريمة، وذلك بسبب التكوين المعقد للألوان الأساسية التي تُشتق من مزيج غير محدود من درجات الألوان.
أحدث التعليقات