ما هو الذكاء العاطفي؟

يعرف الذكاء العاطفي، أو (Emotional Intelligence) كما يُطلق عليه بالإنجليزية، بأنه قدرة الفرد على التعامل مع عواطفه من خلال مجموعة من المهارات المتخصصة. كما يُعرَّف بأنه القدرة على السيطرة على المشاعر الشخصية وتكييفها لتناسب المواقف أو الأحداث المختلفة. وعندما يتمكن الفرد من ضبط مشاعره، فإنه ينعكس ذلك على مستوى ذكائه العاطفي.

يتجاوز الذكاء العاطفي مجرد الوعي بالعواطف الشخصية، بل يتطلب أيضًا قدرة الفرد على فهم وتمييز مشاعر الآخرين والتكيف معها، بحيث يكون قادرًا على اختيار الوسائل المناسبة للسيطرة عليها، خصوصًا في المواقف التي تتطلب التفاعل مع الغير، مثل الحزن لفقدان شخص مميز أو الفرح بنجاح جماعي.

متى تم اكتشاف الذكاء العاطفي؟

أصبح مصطلح الذكاء العاطفي شائعًا نسبيًا منذ حوالي عام 1990، وارتفع الاهتمام به بشكل ملحوظ على مدار الثلاثين سنة الأخيرة. في البداية، تم التطرق إلى هذا المفهوم في ثلاثينيات القرن الماضي على يد عالم النفس إدوارد ثورندايك، الذي عرّف الذكاء الاجتماعي على أنه القدرة على فهم الآخرين والتفاعل معهم.

تلا ذلك اكتشاف عالم النفس ديفيد ويشسلر في الأربعينيات أن عناصر مختلفة من الذكاء تسهم في بناء حياة ناجحة. شهدت فترة الخمسينات بروز علم النفس الإنساني، حيث سلط الباحث إبراهيم ماسلو الضوء على كيفية تعزيز القوة العاطفية لدى الأفراد. وفي منتصف السبعينات، قدم العالم هاورد جاردنر نظرية الذكاء المتعدد، مؤكدًا أن الذكاء يتجاوز كونه قدرة عامة واحدة.

ما هي نماذج الذكاء العاطفي الثلاثة؟

يرتبط مفهوم الذكاء العاطفي بشكل عام بتحقيق عدة نماذج فكرية تتعلق بهذا النوع من الذكاء، وتنقسم هذه النماذج إلى الأنواع التالية:

نموذج القدرة

يعرف هذا النموذج باللغة الإنجليزية باسم (Ability Model)، ويشير إلى أنه لكي يصبح الفرد ذكيًا عاطفيًا، يجب أن يمتلك كفاءات معينة في إدراك وفهم المشاعر. يعتمد هذا النموذج على أربع خطوات رئيسية: التعرف على المشاعر، فهم كيفية التعامل معها واستخدامها، معرفة معانيها وأسبابها، وأخيرًا، إدارة تلك المشاعر بما يتناسب مع الموقف.

يهتم هذا النموذج بدراسة التأثيرات المختلفة للمشاعر وكيفية ربطها بالأحداث المحددة، مما يساعد الأفراد على تنظيم عواطفهم وزيادة نضجهم العاطفي.

نموذج الصفات

يعرف باللغة الإنجليزية بـ (Trait Model)، وقد قدمه عالم النفس دانييل جولمان. يعد هذا النموذج مختلفًا عن نموذج القدرة، إذ يركز على الصفات الشخصية والاجتماعية والعاطفية التي يمكن تعزيزها مع مرور الوقت.

يسلط هذا النموذج الضوء على خمس صفات أساسية لتحقيق الذكاء العاطفي:

• الوعي الذاتي: فهم الشخص لعواطفه ونقاط قوته وضعفه وتأثيره على الآخرين.
• التنظيم الذاتي: إدارة ردود الفعل العاطفية بشكل صحيح وتجنب التصرفات الاندفاعية.
• الدافع: الالتزام بالأهداف والقيم الشخصية والنظرة الإيجابية حتى في التحديات.
• التعاطف: القدرة على فهم ومشاركة مشاعر الآخرين لتعزيز الفهم والرحمة.
• المهارات الاجتماعية: القدرة على التواصل الفعّال وحل النزاعات وبناء علاقات إيجابية.

النموذج المختلط

يعرف باللغة الإنجليزية باسم (Mixed Model)، فهو يجمع بين عناصر نماذج القدرة والصفات. يركز على مجموعة من المهارات العاطفية والاجتماعية لتحليل حالات عاطفية مختلفة. يهتم النموذج بما يلي:

• الوعي العاطفي: إدراك المشاعر الشخصية وربطها بالحالة النفسية والعوامل المؤثرة فيها.
• التعاطف والوعي الاجتماعي: فهم مشاعر الآخرين والتفاعل بطريقة تناسب تلك المشاعر.
• المرونة العاطفية: القدرة على التعافي من النكسات ومواجهة الصعوبات مع المحافظة على الإيجابية.
• إدارة النفس: يشمل ذلك ضبط المشاعر والتكيف مع التحديات وتحقيق الأهداف.
• إدارة العلاقات: تتضمن مهارات مثل التأثير، إدارة المشاكل، والعمل الجماعي وتجنب العلاقات السلبية.