قبل أن نغوص في تعريف المفهومة المالية للمدين والدائن، ونسلط الضوء على العلاقة بينهما والفروقات الجوهرية بينهما، من المهم أولاً تحديد معنى الدين. يُعرّف الدين بأنه عملية استلاف شخص مبلغاً مالياً، خدمة، أو أي شيء آخر من شخص آخر بناءً على اتفاق مسبق، مع الالتزام بإعادته خلال فترة معينة. تتنوع أشكال الديون وأوقات سدادها، حيث قد تكون ديون طويلة الأجل، متوسطة، أو قصيرة الأجل، وقد تتخذ شكل قروض، تمويلات، أو ضمانات.
في السياق الإسلامي، يُعرف الدين بأنه ملكية مادية ملموسة تعود لأحد الأشخاص، سواء كانت مالاً نقدياً، عقاراً، أو مركبة. يقوم شخص آخر باستلاف هذه الملكية بناءً على اتفاق مُتبادل بين الطرفين. يبقى هذا الدين في ذمة المستدين لفترة زمنية معينة قد تمتد إلى أشهر أو سنوات، ويستدين الطرف الأول لأسباب معينة مثل تلبية الحاجة المُلحة. من الضروري أن يتم إرجاع ما تم استلافه كما هو، دون أي زيادة أو نقصان، وإلا سيعتبر ذلك نوعاً من الربا، الذي يُعتبر محظوراً ويعاقب عليه في الإسلام. كما ورد في القرآن الكريم: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ).
الدائن أو صاحب الدين: يُستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى الطرف الذي يقدم الدين. يعتبر الدائن هو مالك الحق في المبلغ أو الشيء الذي يمثل الدين، ولشخصية الدائن أن تكون فرداً أو جهة اعتباريّة مثل الحكومة، المؤسسات العامة، الشركات التمويلية، أو حتى تجمعات من الأفراد. يتم الاتفاق بين الدائن والمقترض من خلال عقد يؤكد فيه الطرف الثاني التزامه بإعادة ما استدان. كما توجد أنواع مختلفة من الدائنين منها الدائن الضامن، الدائن المميز، والدائن العادي. بينما المدين، الذي يُطلق عليه أيضاً المستلف أو المقترض، هو الشخص الذي يأخذ الدين من الدائن، وعليه واجب سداد الدين وفقاً للشروط المحددة في العقد. يمكن أن يكون المدين أيضاً فرداً أو مؤسسة أو قطاعاً خاصاً.
في حال لم يلتزم المدين بسداد الدين المستحق، يمكن أن تواجه القضية أحكامًا قانونية تُلزم المدين بإرجاع حقوق الدائنين. يُشترط في هذه الأحكام وجود عقد موثق ومعتمد، يشهد عليه ما لا يقل عن شخصين، يتضمن أسماء الطرفين، قيمة الدين، وموعد السداد أو التحصيل.
أحدث التعليقات