يتردد على ألسنة الكثيرين، وخاصةً من كبار السن، عبارة “يا ليت الزمان يعود يومًا”، لتعبّر عن الحنين إلى الماضي. هؤلاء الذين عاشوا لحظات لا تُنسى من حياتهم، غالبًا ما يشكون مشاعر الشوق للأيام الخوالي.

يسعى العديد من الشباب لمعرفة صاحب عبارة “يا ليت الزمان يعود يومًا”. في هذه المقالة، سنلقي الضوء على قائل هذه العبارة ونستعرض بعض المعلومات عنه.

من هو قائل “يا ليت الزمان يعود يومًا”؟

• تعد العبارة “يا ليت الزمان يعود يومًا” جزءًا من قصيدة كتبها الشاعر المعروف أبو العتاهية، الملقب بـ “أبو إسحق إسماعيل بن قاسم العنزي”.
• وُلِد أبو العتاهية عام 747 ميلادي في العراق، تحديدًا في منطقة “عين التمر” الواقعة في محافظة الأنبار. ينتمي إلى قبيلة “عنزة”.
• انتقل مع والده في طفولته إلى مدينة الكوفة، حيث التقى بالعديد من العلماء والشعراء، مثل علقمة بن قيس والربيع بن خيثم وأبو حنيفة.

لمحة عن حياة أبي العتاهية

• حياة الشاعر أبو العتاهية، قائل “يا ليت الشباب يعود يومًا”، كانت بسيطة، حيث كان يعمل مع عائلته في صناعة الفخار. وعندما كبر، تعلم هذه المهنة وبدأ في بيع الفخار في الأسواق الكوفية.
• ومع مرور الوقت، بدأت مدينة الكوفة في التوسع، وظهرت تجمعات من الناس المهتمين بالشعر. شارك أبو العتاهية في هذه التجمعات لفترة من الزمن، دون أن يهمل عباداته أو مجالسة العلماء. حازت قصائده على إعجاب الكثير من شباب الكوفة.
• عندما بلغ حوالي 30 عامًا، انتقل إلى العاصمة بغداد في عهد الدولة العباسية، حيث كان يتولى الحكم الخليفة “المهدي”. حاول أن ينشد له قصائد المدح، ولكنه لم يتمكن من القيام بذلك في البداية.
• بدأت شهرته تزداد بعد أن تجرأ على مضايقة جارية الخليفة، مما دفع الخليفة لاستدعائه بعد أن سمع قصائده، ليصبح من الأسماء البارزة في مجال الشعر خلال تلك الفترة.

قصة “يا ليت الزمان يعود يومًا”

قام الشاعر أبو العتاهية بنظم قصيدة بعنوان “بكيت على الشباب بدمع عيني”، حيث تمنى العودة إلى شبابه، مع بداية ظهور علامات الشيخوخة عليه. كان رغبته في أن يعود الزمن رغم لحظات الحزن. فيما يلي نستعرض أبيات القصيدة الكاملة:

• بكيتُ على الشباب بدمع عيني … فلم يُغنِ البكاءُ ولا النحيبُ.
• فيا أسفا أسفتُ على شبابِ … نعاهُ الشيبُ والرأسُ الخضيبُ.
• عريتُ من الشباب وكان غضًا … كما يعرى من الورق القضيبُ.
• فيا ليت الشباب يعود يومًا … فأخبره بما صنع المشيبُ.

خصائص شعر أبي العتاهية

كتب الشاعر أبو العتاهية العديد من القصائد التي تمتاز بعدة خصائص، ومنها:

• وضوح وبساطة اللغة المستخدمة، مما يجعل قصائده سهلة الفهم للجميع.
• تقديم النصائح والمواعظ للمستمعين من خلال مفردات شعره.
• تنويع الصيغ الشعرية لتجنب شعور الملل لدى المستمعين.
• التزام الوزن والقافية في شعره.
• تنوع مضامين شعره، فهناك أشعار غزلية وأخرى هجائية وأعمال مدح.