فضل صيام يوم عاشوراء عظيم؛ فهو يكفر الذنوب والخطايا جميعها، لذا يسعى المُسلمين لاغتنامُه، فهو من أفضل الأيام عند الله.. فيه تُغفر ذنوب الإنسان ويبدأ صفحة جديدة مع الله، ولكن! هذا ليس الفضل الوحيد، فكثير من الأفضال والأحكام يغفل عنها المُسلمين لا بُد أن يعوا بها، لذا جاء دور موقع سوبر بابا لإعانتكُم على صيام هذا اليوم العظيم والتمسُك به.

فضل صيام يوم عاشوراء

الصيام والعبادة وترديد أدعية يوم عاشوراء يكفر ذنوب السنة السابقة، كما جاء عن أبو قتادة الحارث بن ربعي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ).

• حث النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة على صيامه، وقد كان صيامُه واجبًا على المسلمين قبل فرض الله صيام رمضان، لذا أصبح مستحبًا، فمن أراد أن يصومه حظي بالأجر والثواب، ومن أراد أن يترك فهو غير أثم.
• صيامُه من السنة المؤكدة، وهو اليوم الذي أنجى به الله موسى -عليه السلام- من فرعون وجنوده.
• إنه يوم إظهار الحق علي الباطل وارتفاع راية الحق يوم النجاة للمسلمين والإسلام جميعًا أمام الظلم والطغيان، وقد دلّ على ذلك حديث عبد الله بن عباس قال: (قَدِمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ، فَوَجَدَ اليَهُودَ يَصُومُونَ يَومَ عَاشُورَاءَ فَسُئِلُوا عن ذلكَ؟ فَقالوا: هذا اليَوْمُ الذي أَظْهَرَ اللَّهُ فيه مُوسَى، وَبَنِي إسْرَائِيلَ علَى فِرْعَوْنَ، فَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا له، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: نَحْنُ أَوْلَى بمُوسَى مِنكُم فأمَرَ بصَوْمِهِ).
• صيام يوم عاشوراء له العديد من المنن والفضل كما قال حبيبنا المصطفى: “ صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ” رواه مسلم 1162.

هنيئًا لمن صام يوم عاشوراء؛ فهو يكفر ذنوب عام مضى بالكامل، وهذا من رحمة الله بعبادِه وهبهم تلك الهدية.

اقرأ أيضًا: لماذا يصوم المسلمون يوم عاشوراء

سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم

يسمى يوم عاشوراء بهذا الاسم لأنه اليوم العاشر من حيث اللغة العربية، وهو أحد أيام شهر محرم، وهو واحد من الأربعة أشهر الحرم التي أختارها الله جل شأنه، ويعقب شهر محرم شهر ذي الحجة حيث موسم الحج ليؤمن الحجاج سفرهم إلى بلادهم وهو أول الشهور الهجرية.

كما أطلق العلماء على التاسع من محَرم يوم تاسوعاء، هذا هو المذكور عند أهل اللغة، فعاشوراء هو اليوم العاشر، وتاسوعاء هو اليوم التاسع من محرم.

منازل صيام يوم عاشوراء

صيام يوم عاشوراء له فضل كبير، فهو هدية الله للعباد للتخفيف عنهم وإعطائهم رخصة للتقرب إليه وغسل ذنوبهم، وإلقائها جانبًا.

• الأولى: ينالها الفرد عند صيامه يومي التاسع والعاشر والحادي عشر، وهذا هو الأفضل لاكتمال الأجر والثواب.
• الثانية: صوم يومي تاسوعاء وعاشوراء وهذا ما ذكر في أغلب الأحاديث، حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (لئِنْ بَقِيتُ إلى قابِلٍ، لأَصومَنَّ التاسِعَ).
• الثالثة: صوم يوم عاشوراء وحده، ولا إثم في ذلك.

السبب الذي أسند إليه العلماء في صوم اليوم التاسع والعاشر من شهر محرم هو وضع احتمالية الخطأ في أول الشهر، كما جاء في المسند وغيره أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أمر بصوم يوم قبله أو بعده، وفي رواية أخرى يوم قبله وبعده وذلك مخافة لليهود، ورأى ابن القيم إن أكمل الصيام هو صيام عاشوراء ويومًا قبله ويوم بعده.

الذنوب التي يكفرها صوم يوم عاشوراء

يمنحنا صيام يوم عاشوراء نعمة كبيرة جدًا منّ الله بها علينا؛ فهو يغفر الذنوب جميعًا، ولكن المقصود بالذنوب هنا أي الصغائر، ولكن الكبائر لها متطلبات أخرى من التوبة.

حيث قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وَتَكْفِيرُ الطَّهَارَةِ، وَالصَّلاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَعَرَفَةَ، وَعَاشُورَاءَ لِلصَّغَائِرِ فَقَطْ)، وإذا لم تحتوي صحيفة الشخص على سيئات أو ذنوب صغيرة أو كبيرة كتبت له بها حسنات ورفعت له بها درجات.

اقرأ أيضًا:ما هو ثواب صيام أول رجب

سبب صيام يوم عاشوراء

نصوم يوم عاشورا شكرًا وحمدًا لله على نجاة سيدنا موسى -عليه السلام- وقومه من الغرق، حيث جازى الله الظالمين وعاقبهم في الدنيا، فأغرق فرعون وأعوانه في البحر، فصامه الحبيب المصطفى حمدًا وشكرًا.

حينما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة رأى اليهود يصومون هذا اليوم فسألهم عن السبب، فقالوا إنه يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى عليه السلام، فلما علم النبي ذلك أخبرهم بأنه أحق بموسى منهم، فصامه وحث الصحابة على صيامه.

اقرأ أيضًا: صيام ليلة النصف من شعبان

أدعية يوم عاشوراء

نظرًا لِما يذخر به هذا اليوم الفضيل من مظاهر العفو والمغفرة وما يضمه من بوابات التوبة، لذا يجب علينا أن نستغله للتقرب إلى الله، وحيث إن العبادة متعددة الأبواب هناك باب الصلاة والزكاة والصوم والدعاء.

بما أن الله يحب سماع صوت عبده يدعوه فهو حقًا من العبادات الجميلة، لذلك من المستحب في يوم عاشوراء الدعاء بمثل هذه الأدعية:

• (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم اللهم إني أسألك الجنة واستجير بك من النار).
• (يا رحمن الدنيا والْآخرة لا إله إلا أنت اقض حاجتي في الدنيا والْآخرة وأطل عمري في طاعتك ومحبتك ورضاك يا أرحم الراحمين وأحييني حياة طيبة وتوفني على الإسلام والإيمان يا أرحم الراحمين وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى إله وصحبه وسلم).
• (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت).
• (اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس).
• (اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد).
• (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
• (اللهم إني أسألك بأن لك الحمد كله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار).

يعد يوم عاشوراء من الأيام المباركة التي حبانا الله بها، وجعلها هدية سنوية حبًا لعباده ورحمة وهداية لهم، لذلك يجب علينا ألا نغفل عن هذا اليوم المبارك لنسعد في دنيانا ونرضى ربنا.