فضل سورة الدخان للرزق قد ورد عنها بعض الدلالات في كتب الفقه، كما روي عنها في الأحاديث النبوية الشريفة، وتعددت الآراء حول هذه السورة وفضلها في جلب الرزق وكفاية العبد من أهوال يوم القيامة، ولكن هل صح الحديث في هذا النطاق عن سورة الدخان؟ هذا ما سنعرفه من خلال موقع سوبر بابا.
تُعد سورة الدخان من السور المكية التي نزلت على الرسول الكريم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، كما أنها تقع في الجزء الخامس والعشرون بترتيب رقم 44 بحسب ترتيب السور في القرآن الكريم.
كل هذه من اجتهاد العلماء في التفسير والسُنة، وربما يكون استنادًا على ما روي عن الأمام جعفر الصادق (رضي الله عنه)، أنه قال: (من قرأ سورة الدخان في فرائضه ونوافله بعثه الله من الآمنين يوم القيامة، وأظلّه الله تحت عرشه، وحاسبه حساباً يسيراً، وأعطاه كتابه بيمينه).
الجدير بالذكر استنادًا لكتب التفسير في القرآن الكريم والسيرة النبوية، فإن قراءة القرآن نورًا في حياة الإنسان، وعبادة من أهم العبادات عند الله تعالى وهبها الله للمسلمين ليتفقهوا في آيات الله تعالى ويتعلمون من إعجازات القرآن ويستعينوا به على قضاء حوائجهم.
كما ورد في القرآن الكريم الكثير من الأدعية التي أهدنا الله تعالى إياها للتقرب إليه بالدعاء وتلبية أمانيهم وجلب الأرزاق والخير الوفير، لذا فالاستعانة بكتاب الله تعالى بنية طاعة الله أولًا، ثم الدعاء بالرزق ليس به شيء، ولكن من الأفضل عدم التفرد بقراءة سورة معينة وأنها جالبة للرزق، فالأرزاق كلها بيد الله وحده يهبها من يشاء.
ما علينا سوى السعي والتقرب إلى الله بالعبادات المختلفة، مثل: قراءة القرآن الكريم والصادقات وعبادة الله حق عبادته، والدعاء بيقين أملًا في الاستجابة من الله تعالى.
اقرأ أيضًا: مجربات سورة الواقعة للرزق
فسّر علماء الفقه والدين في معاجم التفسير للقرآن الكريم، أسباب نزول هذه السورة، فضلًا عن حديث البعض منهم عن فضل سورة الدخان للرزق.
الجدير بالذكر هُنا أنّ تسمية هذه السورة بسورة الدخان، يرجع إلى شدة العذاب الذي ألقاه الله تعالى على المشركين فأرسل عليهم دخان كثيف ليحيط بهم، حتى لا يرون شيء من حولهم وبث فيها الرعب والخوف.
كما ورد في كتاب الله تعالى بسورة الدخان، قال تعالى: “بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11)“، حتى فروا إلى نبي الله يرجون منه شفاعته ليرفع عنهم العذاب ويتوسلوا إليه كثيرًا، حتى دعا الرسول (صلى الله عليه وسلم) الله بأن يرفع عنهم الفقر والقحط ويأمر بنزول المطر.
فاستجاب لهم ربه ورفع عنهم العذاب، ولكن الله تعالى الأعلى والأعلم بهم، وعلم الله –عز وجل- أنهم سيردّون مرة ثانية لكفرهم، كما قال تعالى: “ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15)”.
فقد جاءت هذه السورة الكريمة تحمل إحدى علامات يوم القيامة الكبرى، وتحدثت عن أهوال يوم القيامة والعذاب المبين للكافرين ولمن يعصي الله تعالى، ليتوعد لهم الله –عز وجل- بشجرة الزقوم التي خلقها الله في النار، ليناول أهل النار الطعام منها فيكون طعام أثيم ملعون.
كما ورد فيها عن ليلة القدر، تلك الليلة المباركة، كما وصفها الله تعالى في الآيات في قوله تعالى: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3)”، بالإضافة إلى ما ورد عند قصة سيدنا موسى (عليه السلام) وفرعون وتوعد الله –عز وجل- لفرعون بالعذاب والهلاك في الدنيا والآخرة.
اقرأ أيضًا: فوائد سورة النمل للرزق
وجدنا أن أسباب نزول هذه السورة عظيمة، فلكل سورة من سور القرآن الكريم حكمة من رب العالمين وتحمّل في طيّاتها الكثير من المعجزات.
في الحديث عن فضل سورة الدخان للرزق الكثير من الفوائد والبراهين التي صحّ بعضها ونُفي بعضها، ولكن لا شك أنها تتناول المعجزات التي حدثت في عهد الرسول واختصها الله تعالى بكونها أهم علامات يوم القيامة الكبرى.
أحدث التعليقات