منذ القدم، يمثل التراث الشعبي تجسيدًا حيويًا للتاريخ الفكري والمادي للحضارات. فقد كان من المستحيل فهم هوية تلك الحضارات دون التعرف على بصمتها التراثية الفريدة، التي تعكس روعتها من خلال آثارها المعمارية، ومواقعها التاريخية، وأثمن مقتنياتها، إضافة إلى الحكايات الشعبية والعديد من الفنون والممارسات والمعتقدات التي تركتها كأثر ملموس وراءها.
تعتبر فلسطين مثالًا حيًا لمفهوم أن الحاضر هو نتاج الماضي. فعلى الرغم من أن الوعي الفلسطيني قد يرتبط في الغالب بالنضال والمقاومة، فإنه من الضروري الإحاطة بجذور حضارة هذا البلد العريق للاستدلال على الصورة الكاملة لفلسطين وشعبها. فالتاريخ يتكون من حلقات متصلة حيث إن الحاضر هو ثمرة الماضي، والمستقبل يعتمد على الحاضر. ومن هنا، تبرز أهمية إحياء التراث الشعبي الفلسطيني والحفاظ عليه من أجل إبراز أصالته. فهو يُعتبر تجسيدًا ثقافيًا لشعب فلسطين عبر عصور التاريخ.
إليك أبرز أشكال التراث المادي الفلسطيني:
إليك أبرز أشكال التراث غير المادي الفلسطيني:
تأسست فكرة يوم التراث الفلسطيني استجابةً لمحاولات الكيان الصهيوني لتشويه التراث الفلسطيني وسرقته، ويُخصص هذا اليوم لإحياء مظاهر التراث الفلسطيني. في ظل الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية، يصبح هذا اليوم بالغ الأهمية حيث يتم الاحتفال به في السابع من أكتوبر من كل عام. يعود تأسيس هذا اليوم إلى المؤرخ الفلسطيني نمر سرحان، الذي كان قد أعد برنامجًا إذاعيًا عن الهوية العربية الفلسطينية عبر إذاعة صوت فلسطين عام 1966 بعنوان “قريتي هناك”.
وقد أُقر مجلس الوزراء عام 1999 بأن السابع من أكتوبر هو يوم إحياء التراث الفلسطيني، بعد جهود كبيرة قام بها المؤرخ نمر السرحان ودعمه من قبل الاتحاد العام للكتّاب الصحفيين الفلسطينيين. إذ تعزّزت أهمية الحفاظ على التراث الفلسطيني في ظل تصاعد حملات التهويد والتهجير التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني يوميًا. وبالتالي، يمثل التراث الفلسطيني دعامة رئيسية للهوية الفلسطينية، ويعكس عظمة هذا الشعب وتاريخه العريق، مما يؤكد تفرد الشخصية الفلسطينية.
أحدث التعليقات