في بعض الأحيان، قد يكون وضع الجسم أثناء النوم هو سبب الشعور بالاختناق، خاصة عند النوم على الظهر، حيث يتراجع اللسان وبعض الأنسجة اللينة والفك إلى الوراء نحو الحلق. هذا الأمر يعيق تدفق الهواء عبر المجاري التنفسية. ولم يختلف الوضع كثيراً عند النوم على البطن، إذ أن إمالة الرأس لأحد الجانبين أو وضعه باتجاه الوسادة يتسبب أيضاً في انقطاع التنفس.
قد تلاحظ هذه الحالة أيضاً عند الأطفال عندما يتخذون وضعيات نوم غير مريحة أو مختلفة عن تلك التي اعتادوا عليها سابقاً.
يمكن أن يكون شعور الفرد بالاختناق أثناء النوم ناتجاً عن مشكلة صحية معينة، مثل:
يعتبر انقطاع النفس الانسدادي النومي (Obstructive sleep apnea) من أكثر الأسباب الشائعة للاختناق أثناء النوم. يتمثل هذا الأمر في ارتخاء عضلات الحلق بين حين وآخر، مما يؤدي إلى انسداد المجاري التنفسية وتوقف التنفس لفترة تصل إلى 10 ثوانٍ أو أكثر.
غالبًا ما يكون انقطاع النفس الانسدادي النومي أكثر انتشاراً لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة الزائدة، حيث تؤثر الدهون المتراكمة سلبًا على التنفس. ومعدل الإصابة بهذه الحالة شائع بين الرجال وكبار السن والمدخنين. من الأعراض الرئيسية لهذه الحالة:
توجد عوامل تساعد في الحفاظ على استقرار الحمض في المعدة وعدم ارتجاعه نحو المريء أو الحلق، ومن أبرزها:
ومع ذلك، فإن العوامل المذكورة أعلاه لا تعمل بنفس الكفاءة أثناء النوم، مما يزيد من احتمالية ارتجاع الأحماض نحو المريء.
أما فيما يتعلق بالعلاقة بين ارتجاع الحمض المعدي المريئي والاختناق أثناء النوم، فهي غير واضحة بالضبط. فقد يكون الاختناق ناتجًا عن تأثير الارتجاع على كفاءة التنفس والمجاري التنفسية، أو قد يكون المريء أكثر عرضة للارتجاع بسبب نقص النوم الناتج عن الاختناق. لكن يُلاحظ أن كلا الحالتين تتأثران بعوامل متشابهة تقريبا، مثل:
قد يؤدي الربو (Asthma) إلى تفاقم حدة الاختناق أثناء النوم، كما قد يتسبب الاختناق أثناء النوم في تدهور حالة الربو، وفقًا لما أشار إليه الطبيب رونالد تشيرفين.
يمكن أن يتسبب الربو في صعوبة التنفس أثناء النوم، وخاصة لدى الأفراد الذين يعانون من الربو لفترات طويلة. حيث يُعتبر هؤلاء الأفراد أكثر عرضة للاختناق أثناء النوم مقارنة بأخرين، وهذا ما أفادت به دراسة سريرية نشرت في مجلة (Journal of the American Medical Association) عام 2015.
يصاحب الفشل القلبي (Heart failure) احتباس السوائل والصوديوم في الجسم، وهو أحد الأسباب المرتبطة بالاختناق أثناء النوم. هذه السوائل قد تتسرب إلى الرئتين أثناء النوم، مما يؤدي إلى توقف التنفس والاختناق. كما أن مرض الفشل القلبي قد يؤثر سلبًا على كفاءة عملية التنفس.
تمثل الوذمة الرئوية (Pulmonary edema) احتباس السوائل في الرئة، مما يضعف كفاءة عملية التنفس. وبالتالي، يعاني الفرد من صعوبات في التنفس عند الاستلقاء أو النوم.
أحد الأسباب الأكثر شيوعًا للوذمة الرئوية هو الفشل القلبي الذي قد يؤدي إلى الاختناق أثناء النوم كما تمَّ ذكره سابقًا.
إضافةً إلى ما سبق، توجد مجموعة أخرى من الأمراض والاضطرابات التي قد تُسبب الاختناق أثناء النوم، منها:
يمكن أن تسبب بعض الأدوية والعلاجات الاختناق أثناء النوم، نتيجة تأثيرها في زيادة احتمال تضيّق المجاري التنفسية وعرقلة عملية التنفس أثناء الليل. وليس من الضروري الامتناع عن تناول هذه الأدوية، بل يجب إخبار الطبيب بالمشكلة لاتخاذ الإجراء المناسب. ومن هذه الأدوية:
توجد مجموعة من الإجراءات والتوصيات التي يمكن أن تقلل من احتمالية الاختناق أثناء النوم، ومنها:
بشكل عام، تُعد مشكلة الاختناق أثناء النوم من الأمور التي ينبغي تزويد الطبيب بالمعلومات عنها. لكن يُنصح بإبلاغه في أسرع وقت في حال ظهور أحد أو أكثر من الأعراض التالية:
تتعدد الأسباب المحتملة للاختناق أثناء النوم، فقد يكون نتيجة وضعية نوم غير صحيحة أو زيادة الوزن، فضلاً عن ارتباطه بأمراض معينة أو كعرض جانبي لبعض الأدوية. وفي جميع الحالات، يُفضل مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي أعراض تشير للاختناق أثناء النوم، لاتخاذ العلاج المناسب وتجنب أي مضاعفات محتملة.
أحدث التعليقات