تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى تراجع حاسة التذوق، بعضها بسيطة وغير مؤذية، في حين أن البعض الآخر قد يتطلب استشارة طبية لتحديد العلاج المناسب. فيما يلي أبرز الأسباب المتعلقة بضعف التذوق:
قد يحدث ضعف في حاسة التذوق لعدة أسباب شائعة، من أهمها:
الزكام أو نزلة البرد (Common cold) قد تؤدي إلى ضعف التذوق، حيث أن احتقان الأنف الناتج عن الزكام يمكن أن يؤثر سلبًا على حاسة الشم، مما يؤدي إلى تراجع الإحساس بالطعم.
تعتبر الإنفلونزا (Flu) أحد الأسباب التي تُضعف التذوق، حيث تسبب احتقان الأنف وضعف حاسة الشم، مما يؤثر بالتالي على حاسة التذوق. كما قد يعاني المصاب من أعراض مرافقة مثل الحمى، والسعال الجاف، والتهاب الحلق، والصداع، وفقدان الشهية.
يمكن أن يؤدي التهاب الجيوب الأنفية إلى احتقان والتهاب يؤثر على حاستي التذوق والشم. معظم الأشخاص الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية يستطيعون استعادة حاستي التذوق والشم تدريجيًا أثناء مرحلة التعافي وتحسن باقي الأعراض.
يُمكن أن ينتج عن التهاب الغدد اللعابية ضعف حاسة التذوق، ويعود ذلك إلى أن التهاب هذه الغدد قد يؤدي إلى نقص كمية اللعاب في الفم، مما يسبب جفافه ويؤثر على الإحساس بالطعم.
داء الارتداد المعدي المريئي (GERD) يُعد من المشكلات المزمنة التي يُمكن أن تؤدي إلى عدم توازن حاسة التذوق. يحدث هذا نتيجة لارتجاع أحماض المعدة إلى المريء، مما قد يُسبب تلف سطح اللسان.
أشارت الدراسات إلى أن التدخين يمكن أن يؤثر على حاسة التذوق سلبًا، بينما يُثمر الإقلاع عن التدخين عن استعادة سريعة لهذه الحاسة، كما وجدت دراسة نُشرت في مجلة Tobacco Induced Diseases في عام 2017. من المحتمل أن التدخين يؤثر على شكل براعم التذوق وعدد الأوعية الدموية في اللسان.
يمكن أن يؤثر العلاج الإشعاعي سلبًا على حاسة التذوق، حيث يتسبب في تلف براعم التذوق والغدد اللعابية. كما أنه قد يؤثر أيضًا على حاسة الشم، مما ينعكس بدوره على حاسة التذوق، لكن غالبًا ما تبدأ تحسينات في الحاسة بعد 3 إلى 8 أسابيع من انتهاء العلاج.
يمكن أن يُعاني الفرد من جفاف الفم بسبب متلازمة شوغرن (Sjogren’s syndrome) أو نتيجة تناول أدوية معينة أو التقدم في العمر. إن جفاف الفم يُسبب تراجع حاسة التذوق, نظرًا لزيادة مخاطر الإصابة بعدوى بكتيرية في الفم، وعدم القدرة على التخلص من ما تبقى من بقايا الطعام.
تقف أسباب أخرى أقل شيوعًا وراء ضعف التذوق، ومنها:
من المحتمل أن يُسبب نقص الزنك أو فيتامين ب12 ضعف حاسة التذوق، حيث أن هذه العناصر ضرورية لوظائف براعم التذوق. هناك أيضًا فيتامينات ومعادن أخرى مثل فيتامين أ، ب6، والنحاس، قد تؤدي نقصها إلى ضعف التذوق.
تشير دراسات إلى أن حوالي 80% من المصابين بكوفيد-19 يعانون من ضعف حاستي التذوق والشم، وقد يكون ذلك مرتبطًا بالاحتقان والالتهابات في الأنف.
في بعض الحالات، يرتبط ضعف حاسة التذوق بعدوى فطرية في الغشاء المخاطي للفم، أو نتيجة التهاب اللسان الذي يُغير من لونه ويؤثر على الإحساس بالطعم.
قد تسبب بعض الاضطرابات العصبية ضعف حاسة التذوق أو فقدانها، نتيجة لتأثر الأعصاب المسؤولة عن الإحساس بالطعم أو تلف الأعضاء المرتبطة بذلك.
بعض الحالات التي تؤدي إلى ضعف التذوق قد تكون خطيرة وتستدعي استشارة طبية عاجلة لتقييمها. من أبرز هذه الأسباب:
يمكن أن تتسبب إصابات الرأس في ضعف حاسة التذوق، حيث قد يفقد المصاب حاسة الشم نتيجة الإصابة التي تلحق الضرر بالممرات الأنفية أو العصب الشمي.
قد تُعتبر الأعراض المصاحبة للنوبة الإقفارية العابرة (TIA) دليلاً على إمكانية حدوث جلطة دماغية، ومن ضمن الأعراض ضعف حاسة التذوق نتيجة تأثر بعض مناطق الدماغ المسؤولة عنها.
يمكن أن تكون الجلطة الدماغية سببًا في تغير أو ضعف حاستي الشم والتذوق، حيث تُسبب تلفًا في أجزاء الدماغ المحورية لهذه الحواس، وغالبًا ما تتحسن الأعراض مع مرور الوقت.
في بعض الحالات، قد يؤدي سرطان الدماغ أو سرطان الفم إلى ضعف أو تغير واضح في حاسة التذوق، نتيجة لتأثير الأورام على الأجزاء المعنية أو بسبب تأثير السرطان على الأعصاب أو نقص العناصر الغذائية المعززة للتذوق.
ترتبط إمكانية علاج ضعف حاسة التذوق بالسبب الكامن وراءه. بينما قد يكون الفقدان دائمًا في بعض الحالات، توجد حالات أخرى قابلة للعلاج. تعتمد استراتيجية العلاج على الأسباب المحتملة، كمثال على ذلك:
يمكن القول إن ضعف حاسة التذوق يعود إلى العديد من الأسباب، بعضها بسيط وشائع مثل الرشح والإنفلونزا، وبعضها الآخر قد يشير إلى مخاطر صحية تستوجب الرعاية الطبية العاجلة. لذلك، ينبغي على الأشخاص مراجعة الطبيب في الحالات المستمرة لفقدان التذوق، وذلك لتحديد الأسباب وكيفية معالجة الأمر.
أحدث التعليقات