تمتعت أمهات المؤمنين بمكانة عظيمة، حيث أكرمهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكلمات الثناء ولم ينل هذا التشريف غيرهن. وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض زوجاته بأنه سيتمتعن بدخول الجنة، كما سنوضح فيما يلي:
تُعد خديجة بنت خويلد، من سيدات نساء العالمين وأم المؤمنين، فهي قُرشيّة من قبيلة بني أسد. وُلِدت من أسرة كريمة، هي ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى. أنجبت أبناءً منهم القاسم، وهي أول زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- وأول من آمن برسالته. عُرفت بحكمتها وعفتها، ولم يتجاوز رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علاقتها الزوجيّة في حياتها. وقد بشر الله أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- ببيت في الجنة، كما جاء في حديث عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنه- حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بَشِّرُوا خَدِيجَةَ ببَيْتٍ مِنَ الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ ولا نَصَبَ)، والقصب يشير إلى قصب اللؤلؤ.
عائشة، ابنة أبي بكر الصديق، أحد المبشرين بالجنة وصديقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. تُعتبر عائشة أحب الشخصيات إليه، وهي الزوجة الوحيدة البكر له. وقد صدرت عنها العديد من الروايات القيمة. وتلقى النبي -صلى الله عليه وسلم- الوحي عن جبريل، حيث أُخبر أنه: (هذه زَوْجَتُكَ في الدنيا والآخرةِ)، مما يعد بشرى لها بالجنة.
حفصة، ابنة الفاروق عمر بن الخطاب، تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد غزوة بدر. كانت تميزت بالتقوى وكثرة العبادة. على الرغم من حدوث الطلاق بينهما، إلا أن الله أوحى للنبي -صلى الله عليه وسلم- بإرجاعها، حيث قال: (أتاني جبريلُ عليه السلامُ فقال راجعْ حفصةَ فإنها صوامةٌ قوامةٌ وإنها زوجتُك في الجنةِ).
زينب، ابنة جحش، تتلمذ على يدها العديد من القيم الإنسانية، وهي ابنة عم الرسول -صلى الله عليه وسلم-. تزوجت سابقًا من زيد بن حارثة ثم زوجها الله برسوله -صلى الله عليه وسلم- دون الحاجة إلى ولي أو شهود. كان لديها دور رائد في الدعوة الإسلامية، حيث بُشرت أيضاً بالجنة. وقد روت عائشة -رضي الله عنها- أنها ذات يوم سألت النبي: (أَيُّنَا أَسْرَعُ بكَ لُحُوقًا؟ فقال: أَطْوَلُكُنَّ يَدًا، وعندما قاسوا الطول، اكتشفوا أن زينب كانت الأكثر صدقة ومعطاءً).
بالإضافة إلى أمهات المؤمنين، بشّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مجموعة من الصحابيات الأخريات بالجنة، نظراً لدورهن البارز في نشر الدعوة الإسلامية. ومن بين هؤلاء الصحابيات:
أحدث التعليقات