عملية إجهاض الحمل: الأسباب والتداعيات

الإجهاض

تُعرف عملية إنهاء الحمل في مرحلة مبكرة، غالبًا خلال الثلث الأول من الحمل، بالإجهاض (بالإنجليزية: Abortion). تجرى هذه العملية تحت إشراف طبي متخصص في المستشفيات أو المراكز الطبية أو العيادات. بينما يُطلق اسم الإجهاض التلقائي (بالإنجليزية: Miscarriage) على الحالات التي يحدث فيها انقطاع الحمل بشكل طبيعي، حيث يسقط الجنين دون تدخل طبي. تنقسم أساليب الإجهاض إلى طريقتين رئيسيتين؛ الأولى هي الإجهاض الدوائي (بالإنجليزية: Medical Abortion) والذي يعتمد على الأدوية، والثانية هي الإجهاض الجراحي (بالإنجليزية: Surgical Abortion). يُحدد اختيار الطريقة المناسبة بناءً على عدة عوامل تشمل الإمكانيات المتاحة، مدة الحمل، ورغبة السيدة. ومن المهم الإشارة إلى أن الإجهاض الدوائي غير ممكن إذا تجاوز عمر الحمل عشرة أسابيع.

الإجهاض الدوائي

يتمثل الإجهاض الدوائي في استخدام أدوية للتخلص من الجنين والمشيمة المحيطة به، وذلك عندما يكون الحمل مهددًا صحة الأم أو الجنين. يمكن اللجوء للإجهاض الدوائي خلال الأسابيع السبعة الأولى من الحمل. بعد إجراء الفحص البدني للسيدة وتقييم تاريخها الطبي، يصف الطبيب الأدوية اللازمة لتتناولها المرأة في المنزل.

الأدوية المستخدمة في الإجهاض الدوائي

يمكن إتمام الإجهاض الدوائي عبر استخدام إحدى الأدوية أو مجموعة منها، نذكر منها:

  • ميفيبريستون (بالإنجليزية: Mifepristone): يعمل هذا الدواء على منع الجسم من الاستفادة من هرمون البروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone) الذي يساعد في تحضير الرحم لاستقبال الجنين. في حال عدم توفر الكمية الكافية من هذا الهرمون، يتم طرد الجنين عن طريق انقباضات عضلية. يُشار إلى أن نسبة نجاح الإجهاض باستخدام هذا الدواء لا تتجاوز 80%.
  • ميثوتريكسات (بالإنجليزية: Methotrexate): يثبط هذا الدواء نمو الخلايا السريعة الانقسام، بما في ذلك خلايا المشيمة، مما يسهم في إنهاء الحمل. يُستخدم أيضًا في حالات الحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ectopic pregnancy) وعلاج أمراض أخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis).
  • ميزوبروستول (بالإنجليزية: Misoprostol): يتسبب هذا الدواء في انقباضات عضلات الرحم، مما يجعله ملائمًا للاستخدام مع أدوية أخرى مثل الميفيبريستون أو الميثوتريكسات. على الرغم من فعاليته، إلا أنه قد يتسبب في آثار جانبية غير مريحة مثل الإسهال والغثيان. يُفضل استخدامه كتحميلة مهبلية لتقليل هذه الآثار.

نصائح ما بعد الإجهاض الدوائي

يقدم الأطباء عادةً مسكنات مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen) بعد الإجهاض. يُنصح بتخصيص وقت كافٍ للراحة، واستخدام حمام دافئ وقربة ماء دافئة على البطن. يجب تجنب الأنشطة العنيفة والجماع لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. يُؤكد الأطباء على ضرورة مراجعة الطبيب بعد 14 إلى 20 يومًا من تناول الأدوية للتحقق من نجاح الإجهاض، حيث أن استمرار الحمل بعد استخدام هذه الأدوية، خصوصًا الميزوبروستول، قد يسبب تشوهات للجنين.

الإجهاض الجراحي

تهدف عمليات الإجهاض الجراحي إلى إزالة الجنين والمشيمة جراحيًا عندما يكون الحمل مُهددًا لصحة المرأة أو الجنين. تتوفر خيارات متعددة لتحضير العملية، حيث يمكن استخدام التخدير الموضعي (بالإنجليزية: Local anaesthetic) أو التخدير الكلي (بالإنجليزية: General anaesthetic)، مع إمكانية إعطاء المريضة مهدئات لتصبح أكثر استرخاءً.

أنواع الإجهاض الجراحي

يُعتبر الإجهاض الجراحي أكثر فعالية، حيث تصل نسبة نجاحه إلى أكثر من 90%. تشمل أنواعه:

  • الإجهاض بالشفط: يُستخدم عادةً عندما لا يتجاوز عمر الحمل 14-16 أسبوعًا. تبدأ العملية بإدخال منظار طبي (بالإنجليزية: Speculum) لفحص الرحم، يتبعها توسيع عنق الرحم، ثم إدخال أنبوب متصل بجهاز الشفط لتفريغ الرحم. تتراوح مدة العملية بين خمس وعشر دقائق.
  • الإجهاض بتوسيع وتفريغ الرحم: يُستخدم هذا النوع بعد الأسبوع الخامس عشر من الحمل. تستغرق العملية بين 10 إلى 20 دقيقة، حيث يتضمن إدخال أنبوب وجهاز شفط، بالإضافة إلى استخدام أدوات طبية أخرى للتأكد من تفريغ الرحم بشكل كامل.

آثار الإجهاض الجراحي

تظهر بعض الآثار الجانبية الشائعة بعد الإجهاض الجراحي، بما في ذلك النزيف، المغص، والغثيان، والشعور بالضعف. غالبًا ما يستمر النزيف المهبلي لمدة تصل إلى أربعة أيام بعد العملية. يُنصح المرضى بالراحة بعد العملية، وتجنب الأنشطة الشاقة وممارسة الجنس لمدة أسبوع إلى أسبوعين.

مخاطر ومضاعفات الإجهاض

يُعتبر الإجهاض، سواء كان طبيًا أو جراحيًا، إجراءً آمناً وقليل المخاطر، خاصةً عند الإجراء خلال الثلث الأول من الحمل تحت إشراف مختصين. من الجدير بالذكر أن الإجهاض لا يؤثر على القدرة الإنجابية المستقبلية. ورغم ندرته، قد تحدث بعض المضاعفات بعد الإجهاض، وتشمل:

  • الإجهاض الناقص (بالإنجليزية: Incomplete Abortion): يحدث عادةً مع الإجهاض الدوائي، مما يستدعي المتابعة بعد الإجراء.
  • العدوى (بالإنجليزية: Infection): يُعطى المريض مضادات حيوية لتجنب العدوى.
  • النزيف الغزير (بالإنجليزية: Heavy bleeding): نادرًا ما يكون النزيف شديدًا بما يستدعي نقل الدم.
  • إصابة الرحم أو الأعضاء الأخرى: يزداد خطر الأذى كلما كان عمر الحمل أطول.
Published
Categorized as الصحة والطب