تشهد المرأة الحامل العديد من التغيرات خلال الثلث الثالث من الحمل، حيث تواجه صعوبات في العثور على وضعية مريحة للنوم. يُنصح بعدم النوم على الظهر لأنه قد يؤدي إلى ضغط وزن الجنين على الأوردة السفلية للظهر، مما يبطئ تدفق الدم من الجزء السفلي نحو القلب.
لذا، يكون النوم على الجانب الأيسر هو الخيار الأمثل خلال هذه المرحلة، كما يمكن استخدام وسادة بين الركبتين أو خلف الظهر لتعزيز الشعور بالراحة. قد تلاحظ المرأة الحامل أيضاً ظهور دوالي الساقين، وهي أوردة زرقاء منتفخة قد تسبب شعوراً بالألم، بالإضافة إلى مشكلة البواسير، وانتفاخ الساقين، والكاحلين، والقدمين، واليدين، والوجه بسبب بطء تدفق الدم. كما يمكن أن تشكو من شعور بالوخز والتنميل في الساقين، والذراعين، واليدين، بالإضافة إلى ألم الظهر، والحوض، والوركين، نتيجة الضغط الذي يمارسه البطن على الظهر.
علاوة على ذلك، تؤدي هرمونات الحمل إلى ارتخاء المفاصل بين عظام الحوض استعداداً لعملية الولادة، مما قد يسبب آلاماً في البطن نتيجة تمدد العضلات والأربطة الداعمة للرحم. كما تعاني المرأة من ضيق في التنفس بسبب الضغط المتزايد للجنين على الرئتين، ويزداد حجم الثدي وتظهر إفرازات اللبأ، وهو سائل أصفر، وقد تلاحظ زيادة في الإفرازات المهبلية مع اقتراب موعد الولادة. وأخيرًا، قد تقل حركة الجنين نتيجة تقييد المساحة المتاحة له داخل الرحم.
تتباين أعراض ما قبل الولادة بشكل كبير بين النساء، حيث تتمتع كل امرأة بتجربتها الفريدة. تبدأ علامات الولادة عادة قبل حوالي ثلاثة أسابيع من الموعد المتوقع وتستمر لمدة أسبوعين بعده. ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد طريقة دقيقة لتحديد موعد الولادة بالضبط. تشمل الأعراض الأكثر شيوعاً التي تشير إلى اقتراب موعد الولادة ما يلي:
تُعتبر الانقباضات الرحمية المنتظمة علامة مؤكدة على اقتراب موعد الولادة. تشعر المرأة الحامل بهذه الانقباضات التي تشبه تقلصات الدورة الشهرية، وتكون خلال مرحلة المخاض المبكر متباعدة، حيث تحدث كل 20 إلى 30 دقيقة. ثم تبدأ الفترة الزمنية بين التقلصات في الانخفاض تدريجيًا لتصل إلى 10-15 دقيقة. عندما تصبح التقلصات متقاربة وتظهر كل 5 دقائق، ينبغي على المرأة التوجه إلى المستشفى.
توجد خصائص لهذه التقلصات، حيث تكون منتظمة وتتبّع نمطاً يمكن التنبؤ به وتزيد مدتها وقوتها مع الوقت، وتبدأ في أسفل الظهر ثم تمتد إلى المقدمة أو العكس. لا يؤدي تغيير النشاط أو وضع الجسم إلى إبطاء أو إيقاف هذه التقلصات، وقد تكون مصحوبة بتمزق الأغشية المحيطة بالجنين، مما يؤدي إلى نزول ماء الرأس.
يمكن تقسيم عملية الولادة إلى ثلاث مراحل رئيسية: المرحلة الأولى لتحريك عنق الرحم التي تستمر حتى يتمدد العنق بالكامل إلى 10 سم. المرحلة الثانية، التي تمتد من توسع العنق حتى ولادة الطفل، والمرحلة الثالثة، حيث تحدث عملية نزول المشيمة. وتُعتبر المرحلة الأولى من المخاض أطول المراحل، وتتضمن ثلاثة أطوار فرعية: الطور الأول حيث يتمدد العنق إلى 3 سم ويستمر لمدة تتراوح بين 8-12 ساعة مع انقباضات خفيفة وغير منتظمة تتكرر كل 5-30 دقيقة، تزداد عددها وشدتها لاحقًا.
خلال الطور الثاني من المرحلة الأولى، يستمر العنق في التمدد حتى يصل إلى 7 سم ويستمر هذا الطور لمدة تتراوح من 3 إلى 5 ساعات مع حدوث انقباضات قوية وطويلة تتراوح في مدتها بين 45-60 ثانية وتحدث كل 3-5 دقائق، وعند بدء هذه الانقباضات يُعتبر ذلك مؤشراً على ضرورة التوجه إلى المستشفى.
أما خلال الطور الأخير، يتمدد العنق حتى يصل إلى 10 سم وتستمر هذه العملية لمدة أقصاها ساعتين، وتزداد الانقباضات تواتراً وقوة، حيث تستمر لمدة تتراوح بين 60-90 ثانية وتحدث تقريبًا كل دقيقتين. لذا، يعد هذا الطور من أصعب وأقصر مراحل الولادة.
أحدث التعليقات