تعتبر حسن الخاتمة من أبرز علامات الفلاح التي يبعث بها الله تعالى لعبده عند وفاته، حيث تدل على رضاه عنه وتبشره بدخول الجنة إن شاء الله. تظهر على المتوفى علامات محددة في لحظة وفاته، ويمكن تحديد هذه العلامات من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. في هذا المقال، سنستعرض بعض هذه العلامات، مستندين إلى السنة النبوية الكريمة وأقوال السلف الصالح.
علامات حسن الخاتمة وفقًا للسنة النبوية
توجد العديد من العلامات التي ذكرت في السنة النبوية، ومنها:
- الوفاة مع عرق الجبين، كما ورد عن بريدة بن الحصيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “موت المؤمن بعرق الجبين”، رواه الترمذي.
- الوفاة في يوم أو ليلة الجمعة، استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر”.
- من كان آخر كلامه “لا إله إلا الله”، كما روى معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة”.
- الاستشهاد في سبيل الله، حيث يُعْتَبَر من يموت بسبب الطاعون أو الوفاة بسبب داء في البطن أو الغرق من الشهداء، كما رواه مسلم في صحيحه عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
- وذكر البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله”.
- المرأة التي تموت خلال الولادة أو النفاس تُعتَبَر شهيدة، وفق ما رواه الإمام أحمد حيث أن النبي قال: “المرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة”.
- الوفاة نتيجة الحرق أو الإصابة بمرض الجنب، حيث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الشهداء.
- الذي يموت دفاعًا عن ماله أو دينه أو عرضه يُعتَبَر شهيدًا، كما رواه أبو داود والنسائي.
- الموت على عمل صالح يعد دلالة على حسن الخاتمة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن قال: “لا إله إلا الله ” خُتِم له بها دخل الجنة”.
- موت المسلم وهو مرابط في سبيل الله، كما ورد في حديث مسلم: “رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه”.
هل تعتبر الأمراض من علامات حسن الخاتمة؟
نعم، هناك بعض الأمراض التي تُعتبر من علامات حسن الخاتمة، ومنها:
- الموت بسبب الطاعون يُعَد شهادة في سبيل الله، كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه: “الطاعون شهادة لكل مسلم”.
- من توفي بداء في بطنه يُعَد شهيدًا، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من مات في البطن فهو شهيد”.
- من يموت غرقًا يُعَد أيضًا شهيدًا، كما ذكر أبو هريرة رضي الله عنه في حديث النبي: “الشهداء خمسة”.
هل يشعر المتوفى بمن يزوره عند القبر؟
نعم، يشعر المتوفى بمن يزوره. فقد ورد في صحيح مسلم عن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُعَلِّمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا: “السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين”، وأيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا، فيُسَلِّم عليه إلا عرفه ورد عليه”.
للوصول إلى حسن الخاتمة، من الضروري طاعة الله وتنفيذ الأحكام التي أمرنا بها الإسلام. فمن عصى الله فقد ضر نفسه، والأعمال الصالحة هي السبييل لتحقيق حسن الخاتمة وكسب رضى الله عز وجل.
أحدث التعليقات