تُعتبر أعراض الاكتئاب النفسي موضوعًا مهمًا، حيث يُخطئ البعض في تشخيص هذا المرض، إذ يوجد فرق جوهري بين مشاعر الحزن وبين الاكتئاب. في هذا المقال، سوف نستعرض مفهوم الاكتئاب النفسي، إلى جانب أعراضه، وأسباب الإصابة به، وأنواعه المختلفة.
قبل الخوض في تفاصيل الأعراض، دعونا نبدأ بتعريف الاكتئاب النفسي بشكل مختصر.
يعرف الاكتئاب أيضًا باسم الاضطراب الاكتئابي الكبير، أو ما يُعرف باللغة الإنجليزية بـ Major Depressive Disorder.
إنه حالة تؤثر سلبًا على مشاعر وتفكير وسلوك الفرد، حيث تظهر أعراض حادة وطويلة الأجل تُسهم في تدهور الأداء اليومي للفرد.
يتفرد مفهوم الاكتئاب بالاستمرارية؛ فالمرء قد يشعر بالحزن لأسباب متعددة لكن الاكتئاب يستمر لفترة قد تصل إلى أسبوعين أو أكثر.
يُعتبر الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية شيوعًا، ورغم ذلك، يتجنب العديد من المصابين زيارة الأطباء النفسيين لأسباب متعددة. يشعر البعض بالخجل من استشارة مختص نفسي، معتقدين أن إعلان حالاتهم كاضطرابات نفسية قضية عيب اجتماعي.
بينما يرى آخرون أن الاكتئاب يعد نقصًا في القوة النفسية، وليس مرضًا يحتاج إلى علاج.
لكن من المهم أن ندرك أن هناك العديد من الأساليب العلاجية الفعالة. فالأشخاص الذين لجأوا إلى المتخصصين النفسيين نجحوا في تجاوز معاناتهم واستعادة نشاطهم اليومي.
إذا كنت تشك في إصابتك بالاكتئاب، يُنصح بالتوجه إلى الأخصائي النفسي للتحدث عن حالتك وتلقي العلاج المناسب، خاصة إذا استمرت الأعراض لأكثر من 15 يومًا، لأن التأخير في العلاج قد يؤدي إلى تفاقم الوضع، وقد يفكر المصاب في الانتحار.
تختلف أعراض الاكتئاب حسب العمر والجنس والثقافة. على سبيل المثال، قد يواجه الأطفال صعوبة في التعبير عن مشاعرهم عندما يصابون بالاكتئاب، وقد يتجلى ذلك عبر الهياج أو الشكوى من آلام جسدية.
أما المراهقون، فقد يتصرفون بصورة تمرد، حيث تجد تراجعًا في أدائهم الدراسي أو انعزالًا اجتماعيًا. ويجب أن نكون واعين أن أعراض الاكتئاب قد تكون أقل وضوحًا لدى المسنين، حيث قد يعتقد البعض أن هذه الأعراض ناتجة عن التقدم في السن أو مشكلات صحية أخرى.
في السطور التالية، سوف نستعرض أبرز أعراض الاكتئاب النفسي بالتفصيل:
يشعر الشخص المصاب بالاكتئاب بفقدان الأمل والحافز، وفي كثير من الأحيان يكون مزاجه متقلبًا، مما يؤدي إلى استجابة سريعة للانزعاج أو الغضب.
قد يواجه المصاب صعوبة في تذكر الأحداث نتيجة للشعور بالكآبة، مما يُعبر عن فقدان المشاعر بشكل عام.
تعرف حالة فقدان الاهتمام، باللغة الإنجليزية بـ Anhedonia، بأنها عدم الشعور بالاهتمام أو المتعة في الأنشطة اليومية أو الهوايات التي كانت تجلب السعادة سابقًا.
يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى انخفاض أو زيادة الوزن، حيث يتناول الفرد الطعام بشكل زائد أو يعاني من فقدان الشهية، مما يجعله مجبرًا على إجبار نفسه لتناول الطعام.
يعتبر اضطراب النوم من الأعراض الشائعة للاكتئاب، حيث يواجه المصاب صعوبة في النوم أو يستيقظ مبكرًا. وقد يعاني أيضًا من الأرق أو فرط النوم، مما يؤثر سلبًا على شعوره بالراحة بعد النوم.
تظهر أعراض التهيج لدى البعض عبر زيادة حركة اليدين أو تسريع الخطوات، بينما يعاني البعض الآخر من بطء في الحركة والتفكير.
يُعاني المصاب بالاكتئاب من حالة من الإرهاق وفقدان الطاقة، مما يؤدي إلى حاجة الفرد للاسترخاء بشكل متكرر.
تعرف هذه الحالة، باللغة الإنجليزية بـ Worthlessness، بأن الفرد يعاني من تأنيب الضمير الزائد تجاه أفعاله، سواء كانت مهمة أو غير ذات صلة.
من أعراض الاكتئاب الأخرى ضعف التركيز وصعوبة اتخاذ القرارات، حيث يُعاني الشخص من التشتت الذهني وفقدان الذاكرة.
إذا لم يتم تقديم المساعدة للمصاب بالاكتئاب الحاد خلال 15 يومًا من بدء الأعراض، فقد يجعله ذلك يفكر في الانتحار أو اتخاذ خطوات تجاه هذا الفكر، المعروف باللغة الإنجليزية بـ Suicidal Ideation.
تتعدد أسباب الاكتئاب، ومن أهمها التفاعلات الكيميائية في الدماغ. ليس هذا فحسب، بل هناك العديد من المواد الكيميائية في الجسم التي تؤثر على الحالة المزاجية والمهام اليومية.
تُضاف إلى ذلك العوامل البيولوجية والبيئية التي قد تسهم في زيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب. ورغم عدم وجود أسباب محددة للإصابة، إلا أن هناك عدة عوامل مرتبطة به، كالتالي:
تختلف أنواع الاكتئاب بناءً على الأعراض المتواجدة لدى المصابين. فيما يلي أبرز الأنواع:
أحدث التعليقات