علاج الديسك وألم عرق النسا بواسطة الإبر

العلاج بالإبر للديسك وعرق النسا

يشير عرق النسا (بالإنجليزية: Sciatica) إلى حالة طبية تتسم بألم يمتد على طول مسار العصب الوركي (بالإنجليزية: Sciatic nerve)، وغالبًا ما يكون هذا الألم محصورًا في جانب واحد من الجسم. وتعتبر الأسباب المتعددة لعرق النسا، ومن أبرزها الديسك أو الانزلاق الغضروفي المعروف أيضًا ببروز أو انفتاق القرص (بالإنجليزية: Herniated disk). من المهم الإشارة إلى أن الأشخاص المصابين بالديسك قد يعانون من أعراض مشابهة لعرق النسا، كالشعور بالخدر أو التنميل في المناطق المرتبطة بالعصب المتأثر. وعليه، يمكن اعتبار أن حقن الديسك قد تساعد أيضًا في تخفيف أعراض عرق النسا. تهدف الحقن في منطقة الفقرات القطنية في أسفل الظهر إلى تقليل الآلام المرتبطة بالحالات التي تؤثر على العصب الوركي، مما يساعد المُصاب على المشاركة بفعالية في برنامج العلاج الطبيعي. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الحقن أداة لتحديد مصدر الألم والأعصاب المتضررة. ومع ذلك، يجب مراعاة أن تطبيق هذه الإبر لا يناسب جميع الحالات من الديسك أو عرق النسا، خاصة للمرضى الذين يعانون من المشاكل الصحية التالية:

  • وجود عدوى أو التهاب في منطقة الحقن.
  • اضطرابات النزيف أو تخثر الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط أو مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes).
  • الحساسية تجاه الأدوية المخدرة (بالإنجليزية: Anesthetics) أو الستيرويدات (بالإنجليزية: Steroids) أو مواد التباين.

تتنوع أنواع الإبر المستخدمة لعلاج ألم عرق النسا، وفيما يلي توضيح لبعضها:

حقن فوق الجافية

قد يُستخدم حقن الستيرويدات فوق الجافية (بالإنجليزية: Epidural steroid injections) للمرضى الذين يعانون من عرق النسا لمدة تتجاوز ستة أشهر. هذه الحقن تعمل على تخفيف الألم الناتج عن الضغط على أجزاء من العصب الوركي، مثل حالات الديسك، والتضيّق الشوكي، وداء القرص التنكسي (بالإنجليزية: Degenerative disc disease). يتم إدخال الستيرويدات في الفراغ فوق الجافية (بالإنجليزية: Epidural space) الواقع بين النخاع الشوكي والطبقة الخارجية التي تغطيه، بهدف السيطرة على رد فعل الجسم تجاه الالتهابات المؤثرة في العصب الوركي وتقليل نشاط جهاز المناعة في المنطقة المصابة.

تُعطى الحقن فوق الجافية عادةً في العيادات الخارجية باستخدام التخدير الموضعي. يجب أن يُعطى الحقن بواسطة جهاز مسح خاص لضمان دقة إدخال الحقن، وقد ينتج عن العملية بعض الآثار الجانبية البسيطة مثل الوخز أو الحرقة. يختلف زمن الاستبقاء في المستشفى بعد الحقن حسب السبب، حيث تبقى المريض حتى التأكد من قدرته على الحركة بشكلٍ طبيعي بدون مساعدة. يُحدد عدد الحقن المسموح به لفرد واحد بناءً على استشارة الطبيب، حيث إن تكرار الحقن بشكل متقارب قد يزيد من فرص ظهور الآثار الجانبية. أظهرت دراسات مؤخرًا أن حقن الستيرويدات لا تقدم نتائج أفضل من الحقن غير الستيرويدية في التخفيف من آلام عرق النسا وآلام الظهر.

إبر إحصار العصب الوديّ

يتم إجراء إحصار للعصب الودي (بالإنجليزية: Sympathetic nerve block) من خلال حقن مخدر موضعي في العصب الودي أو المنطقة المحيطة به. يعتبر العصب الودي جزءًا من الجهاز العصبي الودي ويؤثر على الحركات اللاإرادية مثل تنظيم درجة الحرارة وتدفق الدم. في بعض الحالات، تنقل هذه الأعصاب إشارات الألم إلى الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى شعور بالألم في العمود الفقري أو الساق، كما يحدث في حالة عرق النسا. يتم إعطاء الحقن في منطقة خروج العصب من الحبل الشوكي، حيث يسهم الدواء في تخفيف الالتهاب وتخفيف الألم المنقول عبر الأعصاب. نظرًا لعدم إمكانية توقع نتائج العلاج، فإنه يُنصح باستشارة الطبيب قبل إجراء هذه الحقن. قد يشعر بعض الأفراد بتخفيف الألم بعد الحقن مباشرة نتيجة تأثير المخدر، ولكن قد يعود الألم بعد فترة وجيزة. عادةً ما يبدأ تسكين الألم طويل الأمد بعد حوالي يومين إلى ثلاثة أيام.

حقن المفصل العجزي الحرقفيّ

يُجرى الحقن في منطقة المفصل العجزي الحرقفي (بالإنجليزية: Sacroiliac joint injection) – المفصل الذي يربط قاعدة العمود الفقري مع الحوض – بواسطة دواء مخدر أو مضادّ للالتهاب. يوجد مفصلان من هذا النوع لدى كل فرد، أحدهما في الجانب الأيمن والآخر في الجانب الأيسر. يُلجأ إلى هذا النوع من الحقن فقط بعد فشل طرق العلاج الأخرى. تُحقن المادة بإشراف طبي بدقة باستخدام جهاز الأشعة السينية، مع تطبيق التخدير الموضعي على منطقة الحقن. تتنوع الأدوية المستخدمة في هذه العملية بين المخدرات الموضعية والستيرويدات، مع التركيز على تقديم خيارات تخفيف الألم والعلاج.

  • المخدر الموضعي: يُستخدم لتخفيف الألم بشكل مؤقت، ويشير إليه على أنه الحقنة التشخيصية.
  • دواء مضادّ للالتهاب: يُطلق عليه الحقنة العلاجية، ويُستخدم لتخفيف الألم والالتهاب على المدى الطويل.

بعد إجراء الحقن، قد يشعر الشخص بتحسن فوري نتيجة تأثير المخدر الموضعي، لكن قد يعود الألم مرة أخرى بعد زوال تأثيره. وقد تطرأ بعض التغيرات الجلدية في موضع الحقن، كما قد يزداد الألم بعد يوم أو يومين لحين بدء تأثير الأدوية. يُمكن تخفيف الألم بعدها باستخدام كمادات باردة أو مسكنات الألم التقليدية، ما لم يكن هناك موانع طبية.

الآثار الجانبية لاستخدام إبر الديسك في علاج عرق النسا

تعتبر إجراءات حقن العمود الفقري لعلاج الديسك وعرق النسا آمنة بشكل عام، وعندما تحدث مضاعفات، فإنها تكون غالبًا بسيطة ولا تتطلب تدخلاً طبيًا. فيما يلي بعض هذه الآثار الجانبية:

  • الآثار الجانبية الشائعة لأدوية الستيرويد:
    • احمرار الوجه.
    • زيادة في الشهية.
    • الإسهال.
    • الغثيان.
    • ارتفاع مستويات السكر في الدم.
    • اضطرابات الدورة الشهرية.
  • الآثار الجانبية الخطيرة وغير الشائعة:
    • النزيف.
    • حدوث العدوى أو الالتهاب.
    • تضرر العصب.
    • ضعف العضلات.
    • زيادة الألم.
    • التهاب العنكبوتية (بالإنجليزية: Arachnoiditis).
    • النخر اللاوعائي (بالإنجليزية: Avascular necrosis).
    • صداع النخاع (بالإنجليزية: Spinal headache).
Published
Categorized as الصحة والطب