عبد الغني النابلسي هو شاعر ومؤلف شامي بارز، يُعد واحدًا من الفقهاء المؤثرين في الأدب والدين. حققت أعماله شهرة واسعة، ودعمت مسيرته ككاتب وعالم ومؤرخ ورحالة. في هذا المقال، سنستعرض أبرز المعلومات عن هذا المؤلف الشامي المميز.
تميزت نشأة عبد الغني النابلسي بالعديد من العناصر الهامة، منها:
تضمنت مسيرة عبد الغني النابلسي رحلتين رئيسيتين، وهما:
بدأت رحلته التعليمية عندما سافر والده إلى القاهرة، حيث كان هو أول معلم له. أتم حفظ القرآن في سن الخامسة، وعند بلوغه العاشرة، أتم حفظ مقدمة العلوم والألفية والجزرية والرحبية. وحضر أيضًا دروس والده في التفسير والفقه.
بحلول عام 1061 هجريًا، أكمل دروس انجم الدين الغزي في الحديث بالجامع الأموي، وحصل على أول إجازة في هذا المجال. بعد وفاة والده وهو في الثانية عشرة، شرع في كتابة أول قصائده في رثائه، واستمر في تحصيله العلمي تحت إشراف والدته.
في سن العشرين، بدأ تدريس العلوم في الجامع الأموي الواقع بالقرب من منزله في العنبريين. كما زار إسطنبول وعُين قاضيًا في حي الميدان جنوب دمشق، لكنه اختار التخلي عن هذه الوظيفة ليكرس نفسه للتدريس والتأليف. ومنذ عام 1090 هجريًا، ألّف ما يقرب من خمسين كتابًا بين رسائل وشرحات وكتب أصلية.
ترك عبد الغني النابلسي إرثًا أدبيًا غنيًا من المؤلفات والقصائد، ومنها ما يلي:
ألف النابلسي ما يقرب من 300 كتاب ورسالة وشعر، وقد تناولت مؤلفاته مواضيع متنوعة منها تفسير الأحلام والزراعة:
كتب الشاعر العديد من القصائد التي لاقت استحسانًا كبيرًا، ومنها:
كان لعبد الغني النابلسي قصيدة شهيرة عن مدينة القدس خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر بعنوان “سلام على الإخوان في حضرة القدس”، والتي تضمنت الأبيات التالية:
سلامٌ على الإخوانِ في حضْرةِ القدسِ
**
ومن مُحِيتْ آثارُهمْ في ضِيا الشّمسِ
سقى اللهُ أيامًا بهمْ قد تقاصرتْ
**
وليلاتِ وصْلٍ بالمسرّةِ والأُنسِ
سترْتُ الهوى إلاّ عنِ القومِ فارتقى
**
فؤادي إلى غيبٍ عنِ العقلِ والحسِ
سريرٌ من التحقيقِ يسمو بأهلِهِ
**
على العرشِ في أوجِ الُعلى وعلى الكُرسي
سَريتُ بهِ ليلاً إلى رفْرفِ المنى
**
وبي زُجَّ في النورِ الذي جلَّ عن لبس
كما وصف عبد الغني النابلسي في يومياته علاقة ببيت المقدس قائلاً: “سور بيت المقدس سور جديد متين مشيد قوي الأركان، عظيم البنيان، يحيط بالبلد كلها، وعرها وسهلها مبني بالشيد والحجر المنحوت وفي داخله جميع الأماكن والبيوت”.
قام عبد الغني النابلسي برحلات إلى لبنان والشام ومصر والحجاز. في عام 1119م، انتقل من منزله في دمشق بالقرب من الجامع الأموي إلى الصالحية حيث توفي عام 1143 هجريًا وتم دفنه في القبة التي أنشأها في منزله. وتم بناء جامع على قبره في بداية القرن الثالث عشر هجريًا. واستمر حتى وفاته في إلقاء الدروس حول تفسير القرآن للبيضاوي وتعليم الفتوحات المكية لابن عربي.
يُعتبر عبد الغني النابلسي شخصية ثقافية بارزة شهدت تأثيرًا كبيرًا، حيث تشمل مؤلفاته وقصائده الشعبية ارثًا مهمًا. لقد أثرت وفاته بشكل كبير على مخيلته ومحبي أدبه، نظرًا لشعبيته الواسعة والشغف الذي أحدثه في أوساط الناس.
أحدث التعليقات