قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيل
كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
لأعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفساً وعقولا
سبحانكَ اللهمَّ خيرُ معلّمٍ
علَّمتَ بالقلمِ القرونَ الأولى
أخرجتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ
وهديتَهُ النورَ المبينَ سبيلا
أرسلتَ بالتوراةِ موسى مرشداً
وابنَ البتولِ فعلّمَ الإنجيلا
وفجّرتَ ينبوعَ البيانِ محمّداً
فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا
إنَّ الذي خلقَ الحقيقةَ علقماً
لم يُخلِ من أهلِ الحقيقةِ جيلا
أوَ كلُّ من حامى عن الحقِّ افتنى
عندَ السَّوادِ ضغائناً وذحولا
لو كنتُ أعتقدُ الصليبَ وخطبَه
لأقمتُ من صلبِ المسيحِ دليلا
تجدُ الذين بنى “المسلّة” جدُّهم
لا يُحسنونَ لإبرةٍ تشكيلا
الجهلُ لا تحيا عليهِ جماعةٌ
كيفَ الحياةُ على يديّ عزريلا
ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحِمى
تجدوهمُ كهفَ الحقوقِ كهولا
فهوَ الذي يبني الطباعَ قويمةً
وهوَ الذي يبني النفوسَ عُدولا
وإذا المعلّمُ لم يكنْ عدلاً، مشى
روحُ العدالةِ في الشبابِ ضئيلا
وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى
ومن الغرورِ، فسَمِّهِ التضليلا
وإذا أصيبَ القومُ في أخلاقِهم
فأقمْ عليهم مأتماً وعويلا
وإذا النساءُ نشأنَ في أُمّيَّةٍ
رضعَ الرجالُ جهالةً وخمولا
ليسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من
هـمِّ الحياةِ، وخلّفاهُ ذليلا
إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقى بهِ
أمّاً تخلّتْ أو أبَاً مشغولا
إلك يا معلمي مني تحية
تحية متل إيمانك نقية
تحية من محبين الشطارة
تحية من الصفوف المدرسية
أنا مؤمن بفضلك عن جدارة
وبعاطفتك على روحي الطرية
قبل ما تروح إيامي خسارة
قلعت جهلي وزرعت العلم فيّ
انت يا معلمي لمعة منارة
بتهدي عالحقيقة وين هية
إنت شمعة على مذبح حضارة
عم بتدوب كرمال البقية
نهارك عن الواجب ماتوارى
بشرح دروس بالمعنى غنية
بعد خدمة صفوفك والإدارة
بتجي بتصلح دفاتر عشية
ما بتوفيك حقك هالعبارة
وحقك أكبر من المادية
بس بقول عن لهفة وحرارة
لو ما تكون مخلص للرسالة
لَشَعْرِكِ
فضْلٌ عظيمٌ عليَّ
يشابهُ فَضْلَ السَحَابهْ
فمنهُ تعلّمتُ عِلْمَ الكلامْ
وعنهُ أخذتُ أصولَ الكِتابهْ
ماذا يقول الشعر كيف يرنّم
هتف الجمال فكيف يشدو الملهم
ماذا يغنّي الشعر كيف يهيم في
هذا الجمال وأين أين يهوّم
في كلّ متّجه ربيع راقص
وبكلّ جو ألف فجر يبسم
يا سكرة ابن الشعر هذا يومه
نغم يبعثره السنى ويلملم
يوم تلاقيه المدارس المنى
سكرى كما لاقى الحبيبة مغرم
يوم يكاد الصمت يهدر بالغنا
فيه ويرتجل النشيد الأبكم
يوم يرنّحه الهنا وله غد
أهنا وأحفل بالجمال وأنغم
يا وثبة اليمن السعيد تيقّظت
شبّابة و سمت كما يتوسّم
ماذا يرى اليمن الحبيب تحقّقت
أسمى مناه وجلّ ما يتوهّم
فتحت تباشير الصباح جفونه
فانشقّ مرقده وهبّ النوم
وأفاق والإصرار ملء عيونه
غضبان يكسر قيده ويدمدم
ومضى على ومضة الحياة شبابه
يقظان يسبح في الشعاع ويحلم
وأطلّ يوم العلم يرفل في السنى
وكأنّه بفم الحياة ترنّم
يوم تلقّنه المدارس نشأها
درسا يعلّمه الحياة ويلهم
ويردّد التاريخ ذكراه وفي
شفتيه منه تساؤل وتبسّم
يوم أغنّيه ويسكر جوّه
نغمي فيسكر من حلاوته الفم
وقف الشباب إلى الشباب وكلّهم
ثقة وفخر بالبطولة مفعم
في مهرجان العلم رفّ شبابه
كالزهر يهمس بالشذى ويتمتم
وتألّق المتعلّمون كأنّهم
فيه الأشعّة والسما والأنجم
يا فتية اليمن الأشمّ وحلمه
ثمرالنبوغ أمامكم فتقدّموا
وتقحّموا خطر الطريق إلى العلا
فخطورة الشبّان أن يتقحّموا
وابنوا بكفّ العلم علياكم فما
تبنيه كفّ العلم لا يتهدّم
و تساءلوا من نحن ما تاريخنا
وتعلّموا منه الطموح وعلّموا
هذي البلاد وأنتم من قلبها
فلذ وأنتم ساعداها أنتم
فثبوا كما تثب الحياة قويّة
إنّ الشباب توثّب وتقدّم
لا يهتدي بالعلم إلاّ نيّر
بهج البصيرة بالعلوم متيّم
و فتى يحسّ الشعب فيه لأنّه
من جسمه في كلّ جارحة دم
يشقى ليسعد أمّه أو عالما
عطر الرسالة حرقة وتألّم
فتفهّموا ما خلف كلّ تستّر
إنّ الحقيقة دربه وتفهّم
قد يلبس اللّصّ أعفاف ويكتسي
ثوب النبيّ منافق أو مجرم
ميت يكفّن بالطلاء ضميره
ويفوح رغم طلائه ما يكتم
ما أعجب الإنسان هذا ملؤه
خير وهذا الشرّ فيه مجسّم
لا يستوي الإنسان هذا قلبه
حجر وهذا شمعه تتضرّم
هذا فلان في حشاه بلبل
يشدو وهذا فيه يزأر ضيغم
ما أغرب الدنيا على أحضانها
عرس يغنّيها ويبكي مأتم
بيت يموت الفأر خلف جداره
جوعا وبيت بالموائد متخم
ويد منعّمة تنوء بمالها
ويظلّ يلثمها ويعطيالمعدم
أحدث التعليقات