التعاون يعد تجسيدًا لتجمع الجهود والأيدي نحو تحقيق هدف مشترك، فهو رمز القوة والتقدم الثقافي للأمم المتطورة. إذ عندما يتحلّق الأفراد حول شغف مشترك، تسهم جهودهم المتضافرة في إنجاز هذا الهدف بسرعة وكفاءة عالية. فيما يلي مجموعة من أبرز العبارات التي تتناول أهمية التعاون.
قصيدة “واذكر له فضل التعاون يقتفي” للشاعر اللبناني جبران خليل جبران، الذي وُلد في بشراي عام 1883 وتوفي في نيويورك عام 1931. جبران يُعتبر من أبرز الشعراء العرب وله عدة مؤلفات أثرت في الأدب العربي، ومنها “دمعة وابتسامة” و”الأرواح المتمردة”.
واذكر له فضل التعاون يقتفي
فيه طريق شقيقه المفضال
رأي به إفلاح مصر وعزها
نسجاه من بر على منوال
عمر إليه دعا وأحمد
لم يدع سعيًا يسير به إلى الإكمال
فاليوم إذ بلغ التعاون ما نرى
في مصر من شأن ومن إقبال
فليذكر في القوم الثناء عليهما
طيبا كما يذكو نسيم غوالي
قصيدة “وعصابة بالخيرِ ألِّف شملهم” للشاعر المصري أحمد شوقي، وُلد في القاهرة عام 1868 وتوفي عام 1932. درس شوقي الحقوق ثم عمل مع الخديوي ودرس في فرنسا. ترك خلفه مجموعة من المؤلفات الأدبية الهامة، بما في ذلك “الشوقيات”.
وعصابةٍ بالخيرِ ألِّف شملهم
والخيرُ أفضلُ عصبةً ورفاقا
جعلوا التَّعاونَ والبنايةَ هَمَّهم
واستنهضوا الآدابَ والأَخلاقا
ولقد يُداوُون الجِراح بِبرِّهم
ويقاتلون البؤسَ والإملاقا
يسمونَ بالأدب الجديدِ، وتارةً
يَبْنُون للأَدبِ القديمِ رِواقا
عَرَضَ القُعودُ فكان دون نُبوغِهِ
قَيداً، ودونَ خُطَى الشباب وِثاقا
البلبلُ الغردُ الذي هزَّ الرُّبى
وشجى الغصونَ، وحرَّكَ الأوراقا
خَلَفَ البَهاءَ على القريض وكأْسِهِ
فسَقَى بعَذبِ نسيبِه العُشَّاقا
الرسالة الأولى:
بفضل الله ثم التعاون، استطاعت الأمم أن تبني صروح المجد فوق القمم، فلم يُبْنَ مجدٌ على الانقسام ولن يرتفع باختلافٍ علم. معًا نحو المعالي، يدًا بيد، لنحقق البناء بكل همة وإرادة. فمبدأ التعاون من جوهر ديننا، وهو ما أشار إليه الله في محكمات كتبه. فلنمد يد العون لبعضنا، ولنجدد بناء مجدنا بفخر.
الرسالة الثانية:
ساعدوا بعضكم بعضًا، فكل فرد ليس وحيدًا في رحلته، بل هو جزء من قافلة تسير نحو الهدف الأكبر. الجميع مترابطون، والفرد يعتمد على المجتمع والعكس بالعكس.
الرسالة الثالثة:
إنّ النزاع جوهر من صفات الإنسان، ولكن التعاون هو الوجه الآخر من نفس الصورة. فالناس يتعاونون مع بعضهم ليكونوا أكثر قدرة على مواجهة التحديات التي تعرضهم ضد آخرين.
الخاطرة الأولى:
جاء الإسلام ليحث على التعاون على البر والخير، كما جاء في قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۖ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]. ونحتاج في هذا الزمان الذي تفشى فيه الشر إلى إحياء هذه الشعيرة العظيمة والإكثار من الدعوة إليها وما يعود به من الخير الوفير.
الخاطرة الثانية:
التعاون يعني اتّباع كل خصلة من خصال الخير والامتناع عن تلك الشريرة. فالمؤمن مطالب بممارسة هذه القيم بنفسه وبمساعدة الآخرين من إخوانه المسلمين.
الخاطرة الثالثة:
الإنسان يتشابه مع سائر الحيوانات في الأسس، لكنه يتميز بالعقل الذي يساعده في تحسين معيشته والتعاون مع بني جنسه لتحقيق ذلك.
الخاطرة الرابعة:
التعاون يحقق ثماراً تفوق مجرد الاحتياجات الأساسية. الإنسان لا يستطيع تحقيق احتياجاته الجوهرية بمفرده، والجماعة معًا تتعاون لتطوير الحياة بصورة مستدامة.
الخاطرة الخامسة:
الإرادة الصادقة تؤدي إلى التأثير الإيجابي في عمل الآخرين، كما يؤثر عملهم في تحسين وضعه. فالصلاة في جماعة تعد مثالاً على هذا التعاون، حيث تضاعف الأجر من خلال المشاركة.
أحدث التعليقات