الأعاصير القمعية

الأعاصير القمعية (Tornadoes) تُعدّ عموداً هوائياً ذو حركة عنيفة، يمتد من أسفل عاصفة رعدية إلى سطح الأرض. عادةً ما ترتبط هذه الأعاصير بحدوث العواصف الرعدية، وقد تكون ظاهرة للعيان أو مخفية بسبب الأمطار أو الغيوم. تُعتبر الأعاصير القمعية من بين أقوى العواصف الطبيعية، حيث يمكن أن تدمر مناطق سكنية بالكامل في ثوانٍ معدودة، مما يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة نتيجة التسارع السريع في نموها.

العوامل المؤثرة في تكوين الأعاصير القمعية

تتعدد العوامل الجوية التي تلعب دوراً في تكوين الأعاصير القمعية، ومنها: استقرار الغلاف الجوي، أنماط رياح القص، أنواع وكميات السحب، ومواقع التيارات النفاثة. تتشكل هذه الأعاصير نتيجة تصادم الكتل الهوائية المختلفة، مثل تداخل الهواء الدافئ الرطب مع الهواء الجاف البارد. معظم الأعاصير القمعية تنشأ خلال تكون السحب الخارقة، التي تتضمن عواصف رعدية كبيرة، مكوّنة أعاصير تدور بشكل حلزوني أو عمودي.

قبل تشكل الأعاصير القمعية، تبدأ التيارات الهوائية بالدوران السريع، مما ينجم عنه تكوين أعاصير متوسطة الشمول (Mesocyclone). يتجه الهواء البارد نحو الأرض بسبب التصادم بين التيارات الهوائية المتصاعدة والمنخفضة، مما يؤدي إلى تكوين حدود ثابتة ودافئة، وتتكون الأعاصير عند واجهة هذه التيارات الهوائية المتقاربة.

خصائص الأعاصير القمعية

تحمل الأعاصير القمعية مجموعة من الخصائص، ومنها:

• تتخذ الأعاصير القمعية شكل دوامة، وهي عبارة عن عمود مجوف من الهواء.
• يتضمن الهواء حطاماً وغباراً يدور نحو الأعلى بسرعات عالية.
• الجزء السفلي من العمود يتصل بالأرض، بينما يمتد الجزء العلوي لمسافة تصل إلى 8 كيلومترات أو أكثر في السماء.
• تتباين أشكال الأعاصير بحسب مجموعة من العوامل، بما في ذلك ضغط الهواء، الرطوبة، درجة الحرارة، كمية الغبار، ومعدل تدفق الهواء إلى الدوامة، إلى جانب اتجاه حركة الهواء داخل الإعصار.
• قد تتفاوت الأعاصير في شكلها وحجمها ولونها.

درجات الأعاصير القمعية

يوضح الجدول التالي الدرجات الستة لشدة الأعاصير القمعية، وفقاً لمقياس فوجيتا المحسن (Enhanced Fujita Scale)، المعروف بمقياس (EF-Scale):

إجراءات السلامة في مواجهة الأعاصير القمعية

إليكم بعض النصائح المهمة للتقليل من المخاطر الناجمة عن الأعاصير القمعية:

• يُفضل الاحتماء تحت طاولة متينة أو أي سطح ثابت.
• يُستحسن التوجه إلى الطابق السفلي بالمبنى إذا كان ذلك متاحاً.
• يُنصح بالابتعاد عن النوافذ؛ لأن الزجاج المتطاير قد يتسبب بإصابات خطيرة.
• يُجب حماية الرأس والرقبة باستخدام الذراعين.
• يُفضل استخدام الوسائد أو الأغطية السميكة لحماية الرأس.
• يجب تجنب الاحتماء في الأماكن التي تحتوي على أشياء ثقيلة مثل الثلاجات، إذ قد تسقط خلال مرور الإعصار.
• في حال كانت في الخارج عند حدوث الإعصار، يُفضل الابتعاد عن السيارات والدخول إلى أي ملجأ مع حماية الرأس والرقبة بشيء ما، وتجنب المناطق ذات الأشجار.
• إذا كنت في السيارة خلال الإعصار، يجب تجنب القيادة مباشرة نحو الإعصار، وعدم البقاء داخل السيارة، لأنها قد تُقذف بسبب رياح الإعصار، ويفضل البحث عن أقرب ملجأ.

مدة الأعاصير القمعية

ترتبط مدة حياة الإعصار بشدته، فكلما كانت شدة الإعصار أكبر، امتد عمره لفترة زمنية أطول. على سبيل المثال، العمر النموذجي للأعاصير القوية يبلغ حوالي 8 دقائق، بينما تصل الأعاصير العنيفة إلى حوالي 25 دقيقة. في حالات نادرة، يمكن أن تستمر الأعاصير العنيفة لأكثر من 3 ساعات، بينما تستمر الأعاصير الضعيفة لمدة تتراوح بين 2 إلى 3 دقائق في المتوسط، وعادةً ما تستغرق الأعاصير أقل من 10 دقائق.

أ مثال على الأعاصير القمعية

إليكم مجموعة من أكثر الأعاصير القمعية تدميراً والتي شهدها العالم، بناءً على الخسائر الكبيرة في الأرواح:

• إعصار دولاتبور ساتوريا في بنغلاديش عام 1989.
• أعاصير الولايات الثلاث في الولايات المتحدة عام 1925.
• الإعصار القمعي ناتشيز العظيم في الولايات المتحدة عام 1840.
• الإعصار القمعي سانت لويس إيست وسانت لويس الرئيسية في الولايات المتحدة عام 1896.
• الإعصار القمعي توبيلو في الولايات المتحدة عام 1936.