ظاهرة التنمر في المدارس: تحليل شامل للإحصائيات والأسباب

إحصائيات التنمر في المدارس

تشير الأبحاث التي أجرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالي 30% من الأطفال يعانون من ظاهرة التنمر في المدارس، سواء كانوا مُمارسين أو ضحايا. كما أعلنت وزارة التعليم الأمريكية في عام 2017 أن معدل حالات التنمر قد انخفض ليصبح واحداً من كل خمسة طلاب. وذكرت الوزارة أن 66% من هؤلاء الطلاب يتعرضون للتنمر بمعدل مرتين في العام الدراسي، و19% بشكل شهري، و9.6% أسبوعيًا، و4.2% بصورة يومية.

تظهر الدراسات أيضًا أن معدلات التنمر تختلف بناءً على المرحلة العمرية للأطفال، حيث تتركز حوادث التنمر في مرحلة المراهقة المبكرة والصفوف المتوسطة، وتقل هذه الحوادث في الصفوف الابتدائية والثانوية.

وفي دراسة تم إجراؤها في الولايات المتحدة، شملت 20426 طالباً في المرحلة الثانوية، أظهرت أن 60% من ضحايا التنمر عبر الإنترنت كانوا قد تعرضوا للتنمر في الواقع المدرسي.

في اليابان، تم تسجيل 414.378 حالة تنمر في عام 2017، بنسبة بلغت 28%، أي بمعدل 30.9 حالة من كل 1000 طالب. وتتركز هذه الحالات في المرحلة الابتدائية، ثم تنخفض تدريجيًا مع تقدم الطلاب في مراحل التعليم وفقًا لما أفاد به وزارة التعليم اليابانية.

هل التنمر المدرسي ظاهرة حقيقية؟

يمكن اعتبار التنمر المدرسي ظاهرة شائعة في العديد من المدارس حول العالم. وقد أصدرت منظمة اليونسكو تحذيرًا في عام 2019 حول انتشار التنمر بين تلاميذ المدارس، حيث أكدت أن 1 من كل 3 طلاب يتعرض لهذا السلوك بمعدل شهري. وتربط المنظمة هذه الظاهرة بحوادث التنمر عبر الإنترنت أيضًا.

التنمر المدرسي وأشكاله

يعرف التنمر المدرسي بأنه سلوك عدواني سواء كان جسديًا أو لفظيًا أو غيره، يستهدف الضحايا بطريقة تشتمل على التهديد، واستخدام القوة الجسدية، وتعبيرات الوجه، وكلمات مسببة للضيق والألم للآخرين، دون أن يكون هناك تحريض من الضحايا. ويتم هذا السلوك داخل بيئة المدرسة أو محيطها من قبل الطلاب من كلا الجنسين.

تشير الدراسات إلى أن نمط التنمر يتخذ عدة أشكال، منها:

  • التنمر المباشر

العدوان البدني أو اللفظي بشكل مباشر وصريح.

  • التنمر غير المباشر

الاستبعاد من المجموعة.

  • التنمر المستتر

أولئك الذين يمارسون التنمر بتأثير من آخرين.

عوامل التنمر المدرسي

تتعدد العوامل التي تسهم في حدوث التنمر بين الطلاب، ومن أبرزها:

  • الجنس

تشير إحصاءات وزارة التعليم الأمريكية إلى تفاوت العلاقة بين الطلاب الذين يشاركون في التنمر وفقًا للجندر. في حين أن الذكور يميلون للتنمر الجسدي المباشر في سن مبكرة، تميل الفتيات لممارسة التنمر الاجتماعي واللفظي في سن متأخرة.

  • الشعور بالعجز

غالباً ما يلجأ الأطفال الذين يعانون من نقص الثقة بالنفس أو مشاعر العجز إلى ممارسة التنمر كوسيلة لإثبات الذات وكسب الإعجاب من الآخرين.

  • البيئة الأسرية

تكشف الدراسات أن غياب الدعم العاطفي من الأسرة يعد من العوامل الرئيسية المؤدية للتنمر المدرسي.

  • المعلمون

قد يساهم المعلمون في تنامي ظاهرة التنمر بين الطلاب، خصوصًا عند استخدامهم أساليب عقاب صارمة أو التعامل بعنف فيما بينهم.

  • الرفاق

تعتبر البيئة المحيطة المدرسة وسلوك الأصدقاء الداعمة للعدوانية بيئة ملائمة لممارسة التنمر.

  • الحالة النفسية

كثير من المكتئبين والمضطربين نفسيًا يميلون إلى ممارسة التنمر على أقرانهم.

الفئات الأكثر عرضة للتنمر في المدارس

تشمل الفئات الأكثر عرضة للتنمر في المدارس ما يلي:

  • الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • الأفراد الذين يعانون من ضعف الشخصية أو نظرة سلبية تجاه أنفسهم.
  • الأطفال الذين يتلقون المعاملة المفرطة أو العقوبات الشديدة في نطاق أسرهم.
Published
Categorized as معلومات عامة