إن صراخ الطفل وعدم احترامه للكبار وخاصةً الآباء من المشكلات التي يواجهها عدد كبير من الأسر العربية، وذلك ما يلزمه التعامل بحرص وحيطة فهي مسؤولية الآباء من حيث التوجيه والعلاج، وفيما يلي عبر موقع سوبر بابا أتناول معكم طريقة التعامل مع صراخ أو ضرب الأطفال أثناء الغضب بالشكل الملائم لكونك أب.
“طفلي لا يحترمني ويصرخ عليّ ويضربني ولا أدري كيفية حل المشكلة”، تلك الجميلة دائمًا ما يمكنك سماعها في أي من الجلسات العائلية أو مع الأصدقاء خاصةً في بداية الزواج أو الافتقار لكيفية التعامل والتربية.
فمن ضمن المشكلات التي يواجهها الآباء أثناء تربية الأطفال هو الصراخ المتزايد للطفل وعدم القدرة على السيطرة على سلوكه أو التربية الصحيحة له، وذلك في الواقع ما لا ينشأ مرة واحدة، بل إن الأمر يكون توابع لعدة أمور سابقة في تربية الطفل والتي كان يلزم الانتباه لها.
الجدير بالذكر أن أساس المشكلة يكمن في أنفسنا فعند صغرنا لم نتعلم كبالغين التحكم في غضبنا، بل كل ما تمكنا من معرفته وفهمه أن الغضب من السلوكيات الغير حسنة، وأنه علينا ألا نغضب فقط دون أي توجيهات أخرى للتمكن من السيطرة على النفس ومن هنا تبدأ المشكلات.
علاوة على ذلك ينتظر كل بالغ من الصغير والكبير أن يحترمه ويقرّ له الود والوقار، ولكن ذلك لا يعد شيئًا أساسيًا أو حقيقة حتمية، فمن الطبيعي أن يواجه الفرد منّا حقيقة الواقع، وأن الأطفال والأبناء لا يعدوا شيئًا نملكه بل لهم كيان وشخصية لها وجهة نظر وطرق تعبير عن المشاعر.
بتلك الطريقة تتمكن من السيطرة على غضبك في حالة ما أظهر الطفل أو البالغ أي رد فعل غير محترم أو مُلم بقيمة من يحادثه وضرورة احترامه أو التعامل بشكل مهذب مع الناس، ومن ثم يمكنك البدء في السيطرة على تلك التصرفات والتوجيه للصواب.
إن ذلك السلوك الغير مهذب من الابن يعد من الأمور الناتجة عن عدم قدرته على فهم كيفية التعبير عن مشاعره التي يمر بها، أو عدم فهمه لسبب رفضك لطلب ما يرغب في الحصول عليه بشدة بسبب قلة حكمته، وهذا ما يدفعه إلى العدوانية والصراخ أو غلق الباب بعنف، وهنا يأتي دورك.
اقرأ أيضًا: كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ
في حالة كان ابنك مشرف على مرحلة المراهقة وبدأ يظهر عليه فجأةً الطرق الغريبة في التعبير عن الغضب أو الشتائم والعنف وزيادة عدم احترام الكلام أو طاعة الأوامر، فاعلم أن ذلك من الأمور الطبيعية في تلك المرحلة بالأخص، حيث إن الأمر يكون طريقة لمحاولة الانفراد بالنفس والشعور بالاستقلالية عنك.
كما عليك العلم أن الأمر يكون مرتبط بعض الشيء بعوامل فسيولوجية في جسده والتغير في الهرمونات وشعوره بشيء من التوتر أو القلق، أو حتى فهمه للمراهقة والكبر بالشكل المغلوط، وذلك أيضًا ما يحتاج منك الاهتمام وضرورة التحلي بالصبر لحين مرور تلك الفترة التي لا بد له وأن يعود لرشده بعد انتهائها.
عليك العلم أنه في حالة كان طفلك لا يحترمك ويصرخ في وجهك أو يضربك بأن ذلك من مسؤوليتك الشخصية، وعليك التعامل مع ذلك الأمر بمنتهى الصبر والحزم في آنٍ واحد، فالمشكلة منذ البداية تقع من عندك وظهرت بسبب عدم القدرة على التربية بالشكل الصحيح، لذا فيما يلي نتناول كيفية التعامل مع سلوك الأطفال الغير محترم وتوجيهه للتحكم في غضبه:
في الغالب ما أسمع جملة “طفلي لا يحترمني ويصرخ علي ويضربني” بصيغة كلها غضب وإحساس بالإهانة.. أعلم أنه بعد سنوات من التربية أو الحب الذي تكنه لطفلك في دواخلك يجعلك في صدمة من سلوكه العدواني أو الغير مهذب تجاهك، ولكن عليك ألا تأخذ الأمر على محمل شخصي وتشعر كأنه يقصد إهانتك لذاتك.
فذلك ما يجعل التعامل بينكما شيء أشبه بالمستحيل، فنعم إنه ابنك أو ابنتك ولكن لا يجعلك ذلك المتحكم والقادر على إيذائه بالكلمات أو الضرب وما شابه، فلا تشعر كأنك تعرضت للهجوم من شخص غريب وعليك أن تصدر ردة فعل.. فهو ابنك لا عدوك وعليك توجيهه لما هو صواب وتحمل كل التخبطات التي قد يمر بها.
كما يلزم التنويه أن ذلك الأمر يجعل الطفل في شعور أسوأ ألا وهو عدم احترامك لمشاعره وطلبك منه أن يتوقف عن التعبير عن غضبه وكأنه أجرم، ففي ذلك السن هو لا يتمكن من فهم ما تقصد، ويحتاجك لكي تجعله يتمكن من السيطرة على مشاعره.
كما أن النقطة التي عليك الانتباه لها هنا أن الطفل يأخذ تصرفاته منك، فدائمًا ما تجد المنزل الذي يكون فيه الأب والأم دائمي الصراخ والتعبير عن الغضب بالزجر والإهانة، يجدون الأبناء ناشئين على نفس الطريقة حتى وإن لم يبلغوا من العمر السنتين.. فاعلم أن طفلك مرآتك.
اقرأ أيضًا: أثر العنف الأسري على الأطفال pdf
في حالة كان الطفل يصرخ ويضربك فإن الأمر يتطلب التجاهل والحزم في النظرة إليه مع طلب دخوله إلى غرفته وعدم الخروج منها سوى في حالة الطلب منك، فمنذ البداية إن قبولك للضرب والمزاح بأن يقوم الطفل بضرب أخوته أو أحد الأقارب من الأمور التي تؤدي في نهاية المطاف لما تشعر به الآن من فقدك للسيطرة.
هنا عليك الانتباه لنقطة هامة جدًا ألا وهي ألا يكون هناك أي شيء مؤذي حول الطفل، حتى لا يدفعه غضبه إي إيذاء نفسه دون قصد أو إيذاء أي شخص حوله، فاحرص في حالة كنت ستجعله يجلس بمفرده أو تتجاهل غضبه أن تكون بذات الوقت موفرًا الأمان له.
النقاش هو الحل لأي من المشكلات سواء للبالغين أو الصغار، لذا أول ما عليك فعله حينما يبدأ الطفل في الهدوء بعد التجاهل أو إن استمر في نوبة الغضب والصراخ أن تسأله عن سبب الغضب بمنتهى الهدوء.
فحينما يرى الهدوء سوف يضطر إلى الهدوء هو كذلك ويبدأ في الشرح لما يتسبب له في الحزن، هنا عليك أن تحترم مشاعر الطفل وأن يكون لك القدرة على الإقناع أو حتى التقدير ليس إلا، ومن ثم حاول الوصول إلى طريقة تجعله يرضى بها، وإن كنت السبب فاعتذر لا بأس من ذلك.
أو عليك أن تقوم بتدريبه في تلك اللحظة أن انكسار اللعبة من الأمور الطبيعية، أو أن عليه أن يسمع ما أمر به الكبار لأن فيه الخير له وإن لم يفعله قد يتعرض للخطر وهم خائفين عليه ليس إلا، ولا عليك سوى التوضيح وتركه يفكر بالأمر بمفرده.
فتحدثك مع الطفل هنا سيجعله يتفادى الشعور بالوحدة، الذل أو الضعف لأنه الصغير ولا أحد يسمعه، فتلك الأمور تجعله حينما يكبر في السن أكثر عدوانية وسلوكًا غاضبًا سلبيًا.
اقرأ أيضًا: كيف أقوي شخصية ابني 12 سنة
أهم النصائح التي يمكنني عرضها هنا لأجل جملتك “طفلي لا يحترمني ويصرخ علي ويضربني” أنه أثناء هدوء الطفل عليك أن تسلط الضوء على تعليمه كيفية التحكم في غضبه وإمكانية التعبير عن المشاعر بالشكل اللائق لا بالصريخ والتكسير أو غلق الأبواب بالشكل العنيف.
فحدثه عن التحكم في غضبه من خلال التنفس بالشكل المريح، وعلمه تمرين النفس بأن يأخذ النفس من أنفه بهدوء ومن ثم يطلق الزفير بهدوء، ويبدأ في العد بعدها إلى 10 ومن ثم يبدأ في الحديث والتعبير عما يريد أن يقوله، فذلك ما سوف يجعل الناس يشعرون بغضبه ويقدرون على مداواة ما يشعر به من ألم.
ليس من الطبيعي أن يكون الطفل طيلة اليوم أو السنوات يقوم بالسلوكيات الغير مهذبة أو الغضب والتعبير عنه بالسلوك العدواني، لذا حاول أن تبقى متيقظًا لما يقوله ويفعله حتى تكافئه بما هو جيد له، فإن التعزيز للسلوكيات الإيجابية والفخر بها يجعله حريصًا على أن يقوم بها بشكل متكرر.
أهم ما عليك فهمه في تربية الأبناء بأي من المراحل العمرية أن سلوكياتهم هي تعبير عن شخصياتهم، آرائهم وطباعهم لا عبارة عن سلوكياتك أنت أو طباعك أنت، فذلك ما يساهم في تقبل الأمر والمساعدة ليس إلا، فلا تتحمل مسؤولية ما يفعله أو تشعر بالإحراج إثر ما يقوم به طالما كنت توجه وتقوم بما هو في وسعك لأجله.
إن الأطفال أذكياء بالقدر الذي لا يمكنك أن تتوقعه، فيمكنه أن يعلم ما يغضبك أو يتسبب لك في الضيق ولا تقبله منه بمجرد النظرة منك، لذا احرص أن تجلس معه وتخبره أنك لن تقبل أي من السلوكيات العنيفة مرة أخرى، وأن يديه لا يملكها لأجل الضرب أو إهانة أي شخص في حياته، وأخبره بالطريقة التي يمكنه به التعبير عن غضبه وتقبلها أنت منه، ومن ثم كن حريصًا أن تكون على قدر من المسؤولية تجاه الحزم الذي أظهرته أمامه ولا تتخلى عما قلته.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل العنيد وكثير الحركة
آخر النصائح التي يمكنني التنويه عليها لأجل حل مشكلتك “طفلي لا يحترمني ويصرخ علي ويضربني” هي أنه في أي من المراحل العمرية مع الأبناء تمر بمواقف مختلفة وتعلم طفلك الكثير من الأمور، ففي تلك المرحلة بتعليم التحكم في الغضب احرص أن تكون صبورًا كما صبرت عليه في تعلم المشي أو التخلي عن الحفاض الشخصي، فإن التحكم في الأعصاب يحتاج بعض الوقت كما احتجته أنت سابقًا لتعلم الكثير من المهارات التي سنحت لك أن تكون أبًا الآن.
لتربية الإنسان السوي والمهذب عليك أن توجهه لطريقة الوصول إلى ذلك الهدف بالصبر والحكمة بالإضافة للقليل من الحزم، واعلم جيدًا أنك مررت بتلك المرحلة في يوم من الأيام.. فلا تتصرف بعنف مع الطفل.
أحدث التعليقات