يتعرض الأفراد في حياتهم لمجموعة من التجارب والخبرات المتنوعة، ويتوجب عليهم مواجهة تجارب قاسية وغير مرغوب فيها، تمتاز بالتحدي والصعوبة. هذه التجارب قد تؤدي إلى زعزعة التوازن والاستقرار النفسي والجسمي، مما يسبب اضطرابات نفسية نتيجة التعرض المستمر أو المفرط للضغوط. وهكذا، يصبح الأفراد عرضة لمشاعر الانهاك والإجهاد، بالإضافة إلى حالات انفعالية متزايدة. لذا، أدى ذلك إلى أهمية تعلم الأساليب والاستراتيجيات الملائمة لمواجهة الضغوط النفسية، وهو ما يعود بالفائدة على المختصين في الصحة النفسية والمهتمين بهذا المجال.
تعددت تعريفات الضغوط النفسية وفقاً لمختلف الزوايا التي تم تناولها، إلا أن هناك مفاهيم مشتركة تسهم في توضيح الأبعاد المختلفة لها. ومن بين هذه التعريفات:
تعد الاستجابة السلبية للضغوط النفسية التي قد يبديها البعض مؤشراً خطراً على توازن الفرد النفسي. عدم قدرة الشخص على التأقلم بشكل سليم مع ظروف الحياة الصعبة قد يؤثر سلباً على نشاطاته اليومية ويقلل من دافعيته للعمل والإنجاز. وبالتالي، يمكن تعريف مواجهة الضغوط النفسية بأنها مجموعة من الوسائل والطرق التي تسهل عملية التكيف مع المواقف الضاغطة، نتيجة لتعلم أنماط سلوكية جديدة تسعى لحل المشكلة والتقليل من آثارها السلبية. ومن أهم أساليب مواجهة الضغوط النفسية:
وتتعلق هذه العملية بقدرة الفرد على التحكم بمشاعره وانفعالاته من خلال الوعي بحقوقه وواجباته. وتشتمل النقاط الأساسية في هذا الجانب على:
ظهر العديد من التوجهات الأكاديمية التي تصف استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية، من بينها تصنيف كوتن والذي يتضمن:
تؤدي الضغوط النفسية إلى آثار سلبية عديدة تؤثر بشكل كبير على الحالة الصحية للأفراد. فالإجهاد المزمن يؤثر على عضلات الجسم ويؤدي إلى التوتر والتشنجات العضلية. التوتر المستمر قد يسفر عن أعراض مزمنة مثل الصداع النصفي. وبالنسبة للجهاز القلبي الوعائي، فإن الاستجابة للضغوط تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ونبضات القلب، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية على المدى الطويل.
أحدث التعليقات