يميل العديد من الأشخاص إلى التفكير المفرط في جوانب مختلفة من حياتهم، وغالبًا ما يشكو البعض من الضغوط الناجمة عن كثرة التفكير. يسعى الكثير منهم إلى إيجاد حلول للتخلص من عناء التفكير المستمر، خاصة عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات مهمة أو الشعور بالندم على تصرفات سابقة، أو حتى القلق بشأن مستقبلهم. يتطلب الأمر منهم أحيانًا كسر دائرة الأفكار المستمرة التي تدور في أذهانهم.
تصف الجمعية الأمريكية النفسية التفكير الزائد بأنه نمط متكرر من التفكير يتجاوز الاهتمامات وخبرات الفرد.
قد يؤدي التفكير المفرط إلى مشاعر القلق، والتساؤل الذاتي، وحتى اللوم للذات، فليس المولود البشري مع التفكير الزائد، بل هي سمة يُكتسبها على مدار الزمن. هنا نستعرض بعض الخطوات التي تساعد على تخفيف هذه الحالة.
يتسبب التفكير الزائد في انشغال الشخص عن الواقع، مما يؤدي إلى نقص الوعي. الوعي هو الاعتراف بالأفكار السلبية عند حدوثها. حين تكون واعيًا بأفكارك، يصبح بإمكانك التحكم في توقف التفكير المفرط، من خلال متابعة تصرفاتك وأفكارك دون حكم عليها أو قلق بشأنها.
يمكن أن يساعد الوعي في إجراء تغييرات. استخدم رباط مطاطي على رسغك ليكون بمثابة تذكير بتفكيرك الزائد. عند الانغماس في التفكير الزائد، قم بشد الرباط برفق. يمكنك أيضًا تغيير مكان ارتداء خاتم أو ساعة لتذكير نفسك بالعودة إلى الواقع.
عند القيام بذلك، قُل بصوت مرتفع “توقف” لزيادة فاعلية هذا التذكير الجسدي.
للتخلص من التفكير السلبي، استبدل به أفكارًا إيجابية. كلما قطعت تفكيرك الزائد، كرر عبارات إيجابية عدة مرات، سواء بصوت عالٍ أو بصمت في عقلك. إذا استمر التفكير الزائد، كرر هذه العملية حتى تتمكن من تجاوز هذه العادة.
التحدث عن الأفكار السلبية مع شخص تثق به يمكن أن يكون له تأثير إيجابي. هذا الشخص يمكن أن يكون مدربًا أو مستشارًا أو صديقًا، ويساعدك في تحديد ما إذا كنت تبالغ في التفكير أو لا، ويساهم في التحرر من افكارك السلبية. في حال كان التفكير المفرط يمثل مشكلة صحية، لا تتردد في استشارة متخصص.
قد تكون مشكلتك أقل حدة مما تظن، وكل ما تحتاجه هو شخص يساندك ويؤكد لك صحتك النفسية والجسدية.
التفكير المفرط يجعلك تفقد ارتباطك باللحظة الحالية. لإبعاد نفسك عن الأفكار السلبية، ابحث عن أنشطة تشغل بها عقلك، مثل ترتيب كتبك، أو الرسم، أو حساب مصاريفك السنوية، مما سيساعدك على التحكم تدريجيًا بأفكارك.
في أوقات التفكير الزائد، قد تكون عملية ممارسة التمارين هي الحل. تساعد التمارين في رفع مستويات هرموني السيروتونين والإندورفين، مما يساهم في تقليل القلق والاكتئاب. عند التركيز على نشاط جسدي، ستتمكن من توجيه انتباهك بعيدًا عن الأفكار السلبية.
عندما تجد نفسك تفكر بشكل مفرط، حاول ممارسة الرياضة أو ركوب الدراجة أو القيام بجولة جري لمدة نصف ساعة.
في بعض الأحيان، يكون التفكير المفرط سببه صعوبة صنع قرار معين، سواء كان يتعلق بالاستقالة من عمل أو إنهاء علاقة. راجع خياراتك وحدد وقتًا للتفكير في كل تفاصيل الموضوع، ثم اتخذ قرارك عند انتهاء الوقت المحدد، دون تردد.
تعتبر الكتابة من الوسائل الفعالة في تحرير الأذهان من التفكير الزائد. قم بتدوين أفكارك على ورقة ثم تخلص منها.
كيف تتخلص من التفكير الزائد؟ ابدأ في تنفيذ ما تفكر فيه. قد تجد نفسك تفكر كثيرًا في مهام يبدو أنها صعبة. بدلاً من التفكير والقلق، اتخذ خطوة فعلية، وحدد هدفك مع وضع موعد نهائي للتنفيذ. هذه الخطوات ستساعدك على تجنب التفكير المبالغ فيه.
يميل بعض الناس إلى التفكير بشكل مفرط لتحقيق نتائج مثالية، مما يجعلك تخشى اتخاذ الخطوات اللازمة. تذكر أن كل الأشخاص الذين حققوا إنجازات عظيمة ارتكبوا أخطاء، ومن المستحيل السيطرة على كل الأمور.
يُعتبر التفكير قدرة هامة تسهم في اتخاذ قرارات حكيمة. لكن يمكن أن يؤدي سوء استخدام هذه القدرة إلى تجربة التفكير المفرط الذي يمثل تحديًا عقليًا.
قد يدفع التفكير الزائد الشخص إلى ممر مظلم بلا نهاية، قائم على الألم النفسي والشعور بالذنب والصدمة. غالبًا ما يقود التفكير الزائد إلى طرح العديد من الأسئلة بدون إجابات.
يمكن أن يؤدي التفكير المفرط إلى فقدان الفرص، إذ يستغرق الشخص وقتًا طويلًا في التفكير، مما يمنعه من الالتقاط السريع للفرص المتاحة.
تشكل الأفكار السلبية مصدرًا للقلق والاكتئاب. لمواجهة هذه المشاعر، قد يلجأ البعض إلى نماذج حياة غير صحية، مما يعزز من قلقهم بشأن المستقبل.
يؤدي التفكير المفرط إلى فقدان القدرة على رؤية الجوانب الإيجابية في الحياة، مما يجعلك متشائمًا ولا ترى سوى المشكلات.
تابع أيضًا:
عندما تتمسك بأفكار معينة، يكون من الصعب الاسترخاء والنوم. يستمر الضغوط والتفكير في الصباح، مما يؤدي إلى أرق مزمن.
لا يقتصر الأمر على تعقيد الحياة فحسب، بل قد يؤدي إلى فقدانها بالكامل. التفكير لا يمكن أن يحل محل العمل الحقيقي، إذ أن القلق لا يغير شيئًا. ضياع الوقت في التفكير يسلب الحياة ذاتها.
أحدث التعليقات