عسر الكتابة المعروف بـ “الديسكرافيا” يُعدّ من الأمراض الذهنية الهامة التي يعاني منها العديد من الأطفال. المفاجئ أن العديد من الآباء غير مدركين لطبيعة هذه المشكلة، ولا يسعون لمعرفة أساليب العلاج الممكنة. لذا، يقدم موقعنا مجموعة من المعلومات الحيوية حول الديسكرافيا وطرق التعامل معها لدى الأطفال.
تُعتبر الديسكرافيا نوعًا من الاضطرابات المتعلقة بالكتابة، حيث يخلط الطفل بين الحروف والأصوات المختلفة، مما يُسبب صعوبة في التحكم العضلي أثناء الكتابة. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر ذلك سلبًا على بعض المهارات الحركية الأخرى، مثل ربط الحذاء أو غلق أزرار القميص.
يشير بعض الباحثين إلى أن عسر الكتابة قد ينشأ عن اضطراب في الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى صعوبة لدى الطفل في التعبير عن أفكاره كتابةً. يكشف ذلك عن تحديات في الهجاء وصعوبة في إطلاق الأفكار عبر الكتابة.
تم تسليط الضوء على قضية الديسكرافيا مؤخرًا، نظرًا لزيادة حالات الأطفال المعانين منها. ينصح الخبراء بعدة استراتيجيات للتعامل مع هذه المشكلة:
من الوسائل الفعالة لمساعدة الأطفال على التغلب على عسر الكتابة هي تعزيز الترابط الحسي مع الحروف. على سبيل المثال، يمكن رسم حرف محدد على يد الطفل وهو مُغمض العينين. ثم يعود الطفل لكتابة هذا الحرف على الورق، مما يساعده على استيعابه بطريقة أفضل. إذا نجحت هذه الطريقة، يمكن تكرارها مع حروف أكثر تحديًا.
قد يؤثر عسر الكتابة على قدرة الطفل على التحكم باستخدام القلم، مما يتسبب في صعوبات أثناء الكتابة. نقترح استبدال القلم بأدوات مثل الريشة والألوان، حيث يميل الأطفال للتعامل برفق مع الريش. وإذا واجه الطفل أي صعوبة، يمكن استخدام الطباشير، التي تنكسر عند الضغط، مما يشجع الطفل على استخدام لمسة خفيفة.
يُعتبر تشجيع الطفل على الإملاء وكتابة بعض الحروف أو الكلمات بشكل مستقل من الطرق الفعالة. يمكن أن يساعد تهجئة الحروف بشكل صحيح الطفل على تحسين مهاراته الكتابية. مع التدريب المستمر، سيتمكن الطفل من تحسين قدرته على كتابة الحروف وزيادة تركيزه.
تُعتبر نوعية الورق المستخدم في الكتابة عاملًا مؤثرًا في قدرة الطفل على التعبير الكتابي. يُفضل استخدام أوراق تحتوي على خطوط أو مربعات، حيث تساعد هذه الأوراق الطفل على تشكيل الحروف بشكل دقيق.
يجب أن تكون إدارة المدرسة على دراية بالعسر الكتابي الذي يعاني منه الطفل وأن تسعى لتقديم الدعم اللازم. يمكن أن يشمل ذلك توجيه الواجبات المدرسية في شكل تسجيلات صوتية بدلًا من الكتابة، مما يسمح للطفل بتكرار سماع الحروف وكيفية كتابتها بشكل صحيح.
إنَّ عسر الكتابة “الديسكرافيا” ووسائل علاجها تمثل مشاكل يجب التركيز عليها بشكل أوضح، لتعزيز الوعي لدى الآباء حول أهمية دعم أطفالهم ومساعدتهم على التغلب على هذه التحديات بشكل فعال.
أحدث التعليقات