يعتبر التقويم الهجري ذا مكانة خاصة ومميزة في الثقافة الإسلامية، حيث يطرح الكثير من المسلمين تساؤلات حول جذور هذا التقويم، وأسباب اختلاف بداياته عن التقويم الميلادي، وما يربط بين تاريخيهما. من خلال هذا المقال، سنتناول أهمية شهر رجب، مميزاته، وروابطه بالشهر الميلادي.

شهر رجب: ما هو شهر هجري وميلادي

شهر رجب هو الشهر السابع في التقويم الهجري، ويُصنف كأحد الأشهر الحرم، حيث يُحرم فيه القتال. يُعتبر هذا الشهر مباركًا للمسلمين نظرًا لوقوع معجزات عدة فيه، منها حادثة الإسراء والمعراج، فضلاً عن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة. يبدأ شهر رجب في منتصف شهر يناير وفقًا للتقويم الميلادي، إلا أن تأخيرات قد تحدث بحيث يختلف هذا التوقيت بيوم أو أكثر.

أصل تسمية شهر رجب وفضيلته عند المسلمين

تعود تسمية رجب إلى كلمة “الرجوب”، التي تعني التعظيم. ويُعرف أيضًا بـ “رجال الأسد” و”مضر”. وقد أطلق عليه هذا الاسم في الجاهلية نظرًا لارتباطه بقبيلة مضر، التي كانت تحترم مواعيد الأشهر، على عكس قبائل أخرى كانت تقوم بتغيير الشهور وفقًا لمنازعاتها الحربية، وهو ما يُعرف بـ “النسء”، الذي ذكر في القرآن الكريم في سورة التوبة: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِه الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ}. أمّا مضر، فتزيد من عظمته، لذا نُسبت إليه.

التقويم الميلادي والهجري في سنة 1446-2025

يعتمد التقويم الهجري على الدورة القمرية، ويبدأ بحادثة هجرة الرسول من مكة إلى المدينة، في حين يعتمد التقويم الميلادي على الدورة الشمسية ويبدأ من ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام. وفيما يلي جدول يوضح التواريخ المقابلة لشهر رجب في التقويم الميلادي لعام 1446-2025:

لماذا يُعتبر التقويم الميلادي أقدم من الهجري؟

هناك العديد من الدراسات التي تناولت مقارنة التقويمين الهجري والميلادي، حيث يعود ميلاد المسيح عيسى عليه السلام إلى السنة السابعة قبل الميلاد، بينما يبدأ التقويم الهجري من هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في عام 622 ميلادية.

أصل تسمية الأشهر الهجرية

قبل الإسلام، كانت للأشهر الهجرية دلالات واسماء مختلفة، ومع الزمن تغيرت تلك الأسماء لتصبح كما هي عليه الآن:

يعتبر شهر رجب شهرًا عظيمًا حيث شهد العديد من الأحداث المهمة، منها حادثة الإسراء والمعراج، ودخول المرابطين إلى مدينة غرناطة، وتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة في منتصف هذا الشهر. كما يُستخدم في بعض الحسابات الدينية مثل حالات الطلاق وعدة الأرملة وأمور شرعية أخرى.