شروط العقيقة الأساسية وطرق توزيعها في الإسلام

تعتبر العقيقة من العبادات الإسلامية التي تعبر عن شكر الله سبحانه وتعالى على نعمة الأطفال، حيث إن الأطفال يُعدّون من أعظم النعم التي تستوجب العناية والحفاظ. وبالتالي، فإن هناك العديد من الأفراد الذين لم تُمنح لهم هذه النعمة، وهذا يعود لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى.

ما هي العقيقة؟

من المهم أن يفهم المسلم شروط العقيقة وكيفية توزيعها في الإسلام، لأن ديننا الحنيف يحتوي على أحكام واضحة أمر بها الله تعالى. لذا يتعين على كل مسلم أن يتعلم ويعمق فهمه في أمور دينه. في هذا المقال، سنتناول شروط العقيقة وكيفية توزيعها كالتالي:

شروط العقيقة

تتضمن العقيقة عدة شروط يجب استيفاؤها حتى تكون صحيحة. وتتمثل هذه الشروط في:

  • العقيقة يجب أن تكون من الأنعام مثل الضأن، والمعز، والإبل، والبقر.
  • لا تُعتبر العقيقة صحيحة إذا كانت من الأرانب، أو الدجاج، أو الطيور الصغيرة.
  • هناك من المخالفين لهذه الآراء، مثل ابن حزم الذي affirms أن العقيقة تُطلق فقط على ما يُعرف بشاة من الضأن أو المعز، ولا تشمل الإبل أو البقر، وهذا ما نقل عن حفصة بنت عبد الرحمن، وهو قول الإمام مالك.
  • يجب أن تكون العقيقة سليمة وخالية من أي عيوب، مثل كونها عوراء، أو عجفاء، أو مريضة، أو مكسورة القرن.
  • يجب أن تبلغ العقيقة السن المسموح بها للذبح، ولا يتوجب ذبح العقيقة لمن لم يتجاوز عمرها السنة.
  • لا يُشترط في العقيقة الشراكة، لأنها تعتبر فدية عن النفس، وبالتالي، لا يجوز الاشتراك فيها. وهذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم.

كيفية توزيع العقيقة

  • يتم توزيع العقيقة كما يُوزع الأضحية، بحيث يُخصص ثلث للأهل، وثلث كهدية، وثلث للتصدق، وهذا متفق عليه في جميع المذاهب الأربعة، والأفضل أن تُطبخ كاملًا.
  • يجوز عند الشافعية والحنبلية أن يتم التصدق بجزء صغير إذا لم يرغب الشخص في التصدق بالثلث بالكامل.
  • ينص المذهب الحنبلي على ضرورة أن يتصدق المسلم بالثلث بالكامل، وهو الأفضل، كما يُهدى الثلث المتبقي ويُخصص الثلث الأخير للعائلة.
  • إذا كان المولود ذكرًا، يُذبح له شاتان، ويجب أن تتقاربا في الشكل والعمر، أما في حالة كانت المولودة أنثى، تُذبح شاة واحدة فقط.
  • الأفضل أن تُقام العقيقة في اليوم السابع من ولادة المولود، ومع ذلك يُمكن إجراؤها قبل أو بعد هذا اليوم.

حكم العقيقة في الشريعة

تباينت آراء العلماء حول حكم العقيقة، ولذا يُمكن تصنيفها إلى ثلاثة آراء رئيسية:

الرأي الأول:

تعتبر العقيقة سنة مؤكدة، وقد دعم هذا الرأي جمهور من العلماء، بما في ذلك الصحابة والتابعين والفقهاء، وكذلك يُعزّز هذا الرأي لدى الشافعية والمالكية، وقد اشتهر في المذهب الحنبلي.

الرأي الثاني:

تعتبر العقيقة فرض واجب على كل مسلم، وقد أصدر هذا الرأي جماعة من أهل الظاهر، بما في ذلك ابن حزم، كما نُقل عن الحسن البصري، وهو يُعتبر رواية عن الإمام أحمد، وقد اختار هذه الرواية عدد من الحنابلة، ويُعتبر أيضاً رأي الليث بن سعد.

الرأي الثالث:

اختلف الحكم في العقيقة ضمن المذهب الحنفي، وينقسم إلى ثلاثة آراء:

  • الرأي الأول: العقيقة تُعتبر تطوعًا يمكن للشخص القيام بها أو تخطيها، وهذا ما ذكره الطحاوي في مختصره، وأيضًا ذكره ابن عابدين في العقود الدرية، ويعتبر هذا الرأي متفق عليه لدى الجمهور.
  • الرأي الثاني: حسبما ذكر المنبجي، تُعتبر العقيقة من المباحات، وقد نقل ابن عابدين ذلك في جامع المحبوبي.
  • الرأي الثالث: وفقًا لمحمد بن الحسن، تُعتبر العقيقة منسوخة، ويُستحب للمسلم عدم القيام بها، حيث قال إن العقيقة كانت مفروضة في عصر الجاهلية وانتقلت إلى الإسلام.

مشروعية العقيقة:

تم التأكيد على مشروعية العقيقة من خلال سنة النبي صلى الله عليه وسلم، سواء بالأدلة القولية أو الفعلية، ومن أبرز هذه الأدلة:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل غلام رهينة بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويحلق، ويسمى» رواه أبو داود.
  • قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دمه، وأميطوا عنه الأذى» رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجة، والترمذي.
  • عن عكرمة، عن ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين كبشًا كبشًا» رواه أبو داود.
  • عن ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عق عن الحسن والحسين بكبشين كبشين» رواه النسائي.
  • عن بريدة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عق عن الحسن والحسين» رواه أحمد والطبراني، والنسائي.

ما يُقال عند ذبح العقيقة:

عند ذبح العقيقة، يجب على المسلم أن ينوي أنها عقيقة، وعند الذبح يُسمّي الله ويقول “اللهم لك، ولك عقيقة فلان”. وقد اتفق على ذلك كل من الشافعية، والمالكية، والحنابلة، كما تُعتبر العقيقة صحيحة إذا نوى الشخص أنها عقيقة حتى وإن لم يذكر اسم الطفل.

الحكمة من العقيقة:

  • تعبر عن الفرح والشكر لله سبحانه وتعالى بمناسبة قدوم المولود.
  • تساهم في نشر الخير والسرور بين الناس، من خلال توزيع اللحم والتصدق به.
  • تعمل على إشهار النسب بين الناس ليكونوا على علم بقدوم المولود.
Published
Categorized as إسلاميات