تُعد رواية زقاق المدق للكاتب نجيب محفوظ مثالاً للثراء في تنوع الشخصيات، حيث تتوزع بين شخصيات رئيسة وثانوية، بالإضافة إلى الشخصيات النمطية، وذلك تبعًا لدورها وتأثيرها في مجريات الأحداث:
تمثل حميدة محور الرواية، فهي شابة لافتة الجمال واجهت صعوبات اليتم منذ صغرها، حيث لم يكن لديها أم سوى رفيقة والدتها. تسعى حميدة إلى تغيير نمط حياتها، مما يقودها إلى ارتكاب المعاصي في سعيها المحموم نحو المال والسلطة، وهذا السعي يؤثر سلبًا على نفسها، مما يجعلها قاسية وصارمة.
عباس شاب يعمل حلاقًا ويدير دكانًا في زقاق المدق، يتميز بأخلاقه العالية وهدوئه. يلتحق بالجيش البريطاني طمعًا في توفير المال للزواج من حميدة، التي يحمل لها مشاعر قوية، لكن طموحاته تعكس واقعًا مختلفًا عن طموحات حميدة، حيث يطمح فقط إلى منزل صغير مليء بالأطفال.
يُعرف المعلم كرشة بشغفه للشهوات والملذات، ويستبدل ماضيه المجيد في مقاومة المستعمر بالفجور. يعيش المعلم كرشة حياة مريبة، إذ يستغل الأطفال والشباب للبحث عن المتع المحرمة، ويمتلك مقهى يجمع فيه أهل الحي للترفيه.
أم حميدة، التي تولت تربيتها، هي شخصية لسانها طويل وشخصيتها عدوانية، مما أثر في طبيعة حميدة القاسية. تعمل كخطّابة وتنقل الأخبار بين سكان الحي، لذلك فهي لا تقضي الكثير من الوقت في بيتها.
يمثل فرج إبراهيم رمز الشر وأخلاق الفساد؛ فهو يمتلك حانة في الزقاق ويلعب دورًا كبيرًا في دفع حميدة نحو الانحلال. يمثل فرج تجارة البشر بلا ضمير أو وازع من دين، وقد أدى الكثير من الفتيات إلى طريق الانحراف.
ابن المعلم كرشة، حسين هو شاب متمرد يطمح للسفر إلى أوروبا بحثًا عن حياة أفضل بعيدًا عن زقاق المدق. يشبه حميدة في أمانيها، لكنه يفتقر إلى الأخلاق القويمة التي يتحلى بها عباس.
تشكل شخصية رضوان الحسيني الواعظ المعروف، وهو محط احترام سكان الزقاق، حيث يسعى دائمًا لإصلاح الأمور ويدعو المعلم كرشة للتراجع عن طريقته الفاسدة.
شخصية غير تقليدية، وهو طبيب أسنان بدون شهادة، اكتسب خبرته من العمل كمساعد. يؤمن أهل الزقاق بأنه طبيب على الرغم من أنه يميل إلى قلع الأسنان بدلاً من تصليحها.
يمتهن زيطة صناعة العاهات كمصدر رزق، إذ يقوم بعمل العاهات لمن يرغب في الشحاذة. يتميز بمظهره القذر وهو يعيش في مكان غير مناسب، مما يجعله شخصية غير مرغوبة.
شخصيتان عادتان تساهمان في تطور الأحداث، حيث يمتلكان فرنًا بالقرب من مقهى المعلم كرشة، ويعكس جعدة نموذج الزوج الضعيف الذي يتعرض للإهانة من زوجته.
صديق عباس الحلو، يتميز بتكوينه الجسدي الضخم وكسله، وهو يُعتبر ضمير الحي بعد أن تحول من مدرس لغة إنجليزية إلى موظف في وزارة الأوقاف.
رجل ثري يحظى باحترام الجميع، يمتلك وكالة في الزقاق، وقد أحب حميدة ورغب في الزواج منها رغم الفجوة الطبقية بينهما، مما يجعله رمزًا للشخصية الطامحة وراء الاشتهاء والربح.
تشغل سنية دور المرأة المالكة للعديد من العقارات، وهي أرملة تبحث عن شريك لحياتها. تسهم في توفير سكن لعباس الحلو وأم حميدة مقابل خدمات معينة.
تشمل الشخصيات النمطية التي لا تؤثر بشكل كبير على الأحداث، وتعمل على إثراء الصورة الروائية، مثل:
يمثل جعدة الرجل الضعيف الذي يتقبل الإهانة دون مقاومة.
تمثل شخصية سنقر، الصبي العامل في مقهى المعلم كرشة، كما يشير إلى الشاب المعجب به والذي يتعرض للغيرة من زوجة المعلم. ولا ننسى إبراهيم فرحات، الذي يسعى للحصول على مقعد في البرلمان.
أحدث التعليقات