ابن الجوزي هو الواعظ والأديب والمؤرخ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي القرشي التيمي البكري، المعروف بكنيته أبو الفرج ولقبه ابن الجوزي. وُلد في منطقة درب حبيب في حوالي عام 508 هجريًا، وقد قيل إنه وُلد بعد ذلك بسنة أو اثنتين. كرس حياته في طلب العلم واستكشاف فنون المعرفة المختلفة، مما ساعده على ذلك ذكاؤه الحاد وسرعة بديهته وسعة روايته وكثرة محفوظاته. استمر ابن الجوزي في مسيرته العلمية حتى توفي – رحمه الله – في الثاني عشر من شهر رمضان عام 597 هجريًا، حيث دُفن في بغداد.
عندما بلغ ابن الجوزي الثالثة من عمره، فقد والده وأصبح يتيمًا، ولكن عمته احتضنته واهتمت بتعليمه. أرسلته إلى الشيخ أبي الفضل بن ناصر ليتعلم أمور الدين. عكف ابن الجوزي على حضور حلقات العلم، حيث حفظ القرآن الكريم والحديث الشريف، وأظهر اهتمامًا كبيرًا بفنون العلم المختلفة مثل الرياضيات، الطب، الشعر، التفسير، الأصول، والفقه. درس هذه العلوم وغيرها على يد كبار شيوخ وعلماء عصره، مثل أبي القاسم بن حصين، وأحمد المتوكلي، وأبي غالب ابن البناء، وعلي ابن الموحد. ومن ثم، توجه لتدريس طلاب العلم مثل الحافظ عبد الغني، وشمس الدين الحنفي، والنجيب الحراني، والقطب بن عصرون، وابن البخاري.
حقق ابن الجوزي شهرة واسعة وذاع صيته بين الناس، فكان يحضر مجالس علمه كبار العلماء وخلفاء الدولة. واستدعاه الشيخ أبو حكيم النهرواني للعمل معيدًا لديه. كما تولى التدريس في خمس مدارس في بغداد. ومع ذلك، تعرض في السنوات الأخيرة من حياته للسجن على يد الخليفة الناصر بسبب افتراءات من البعض عليه، وجلس في السجن لمدة خمس سنوات، حيث أطلق سراحه بعد أن بلغ ثمانين عامًا.
ألّف ابن الجوزي العديد من المؤلفات والمصنفات قبل وفاته، ومن أهمها:
أحدث التعليقات