يعتبر سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي العامري، أحد أبرز الصحابة. وُلد لأمٍ هي حُبي بنت قيس بن ضبّيس بن ثعلبة بن حيان بن غنم بن ملّيح الخُزاعية. عُرف بلقب أبي زيد، وكان من المشاهير في مكة وأحد أسياد قريش، اذ تميز بفصاحته وخطابته قبل ظهور الإسلام. أسلم متأخرًا، وكان من ضمن أسرى المشركين في غزوة بدر وتم الإفراج عنه قبل أن يسلم في يوم الفتح، حيث أسلم بشكل فعّال ليصبح خطيبًا في مكة بعد رحيل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
تبلور إسلام سهيل بن عمرو رضي الله عنه حينما فتح المسلمون مكة، إذ خاف من قتل المسلمين له وكان ابنه عبد الله قد أسلم. فقام بإرسال رسالة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم يستأمنه فيها. ومما عُرف عن الرسول صلى الله عليه وسلم رحمته، أنه استجاب له وأسلم بالفعل ليكون أحد أتباع المسلمين. وشارك سهيل في غزوة حنين، حيث كان مشركًا قبل أن يسلم في الطريق، وقدم له النبي صلى الله عليه وسلم مئة ناقة من الغنائم، كجزء من تأليفه للقلوب.
تميز الصحابي الجليل سهيل بن عمرو رضي الله عنه بالتقوى والورع، وكان من القلائل من كبراء قريش الذين تأخر إسلامهم. وقد كان له اهتمام كبير بالعبادات، بما في ذلك الصلاة والصيام وقراءة القرآن، وظل مداومًا عليها حتى وافته المنية.
استشهد عبد الله ابن سهيل في معركة اليمامة، ضمن حروب الردة. وبعد انتهاء تلك الحروب، شارك سهيل بن عمرو رضي الله عنه في الفتوحات الإسلامية بالشام، وكان قائدًا في معركة اليرموك. واستقر بالشام حتى وفاته، والتي تُعتبر متعلقة بوباء الطاعون في عمواس عام 18 هـ والله أعلم.
أحدث التعليقات