تعرف الوسيلة في اللغة على أنها قُربى وطاعة، وهي ما يُستخدم للتقرب إلى شيء معين. فمثلاً، يمكن القول إن شخصًا ما قد وسّل إلى الله تعالى توسيلاً؛ أي أنه قام بعمل ما يقرّبه إلى الله. وقد أوضح الراغب الأصفهاني أن الوسيلة أكثر تخصصًا من الوصيلة، إذ تتضمن الوسيلة مفهوم الرغبة. وعندما نتحدث عن الوسيلة إلى الله تعالى، فإنها تعني اتباع سبيله من خلال العلم، العبادة، ومكارم الشريعة. يُعتبر الواسل هو من يسعى بجدٍ إلى الله تعالى، ويكون التوسّل إلى الله محققًا من خلال الإيمان به وبما أنزله، والإيمان برسوله محمدٍ صلى الله عليه وسلم، والامتثال لتعليماته وما أوصى به. كما يمكن أن يتم التوسّل بأسماء الله تعالى وصفاته، وأيضًا عن طريق الأعمال الصالحة، ودعاء العبد الصالح.
التوسّل الممنوع، أو ما يُعرف بالتوسّل البدعي، هو ذلك النوع من التوسّل الذي لم يرد به نص في القرآن الكريم أو السنة النبوية، ولم يُثبت أنه من أعمال السلف الصالح. وذلك يشمل مثل التوسّل إلى الله تعالى بجاه أي إنسان، كأن يقول المتوسل: اللهم إني أسألك بجاه نبيك أو بجاه أحد من خلقك. كما يتضمن ذلك التوسّل بحُرمة البيت الحرام أو أولياء الله والصالحين، أو القسم على الله تعالى بالمتوسل به، مثل قول: اللهم إني أقسم عليك بفلان. من المهم التنبيه إلى أن التوسّل البدعي قد يُخرج العبد من الإسلام، إذ يعُدُّ من الشرك الأكبر في ربوبية الله تعالى، خاصة إذا اعتقد المتوسل أن وسيلته بأحد من المخلوقات أو بجاههم لها تأثير في جلب النفع أو دفع الضر.
يعتبر التوسّل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة من الوسائل التي تُساعد على استجابة الدعاء، فالأعمال الصالحة التي يتحقق فيها الإخلاص لله تعالى تشفع لصاحبها في الدنيا والآخرة. يجب أيضًا الأخذ بأسباب استجابة الدعاء الأخرى، مثل الدعاء بأسماء الله الحسنى، والإلحاح في الدعاء والسؤال، وغيرها من الأسباب.
أحدث التعليقات